كنا نقيم مخاطبة جماهيرية نجبر خلالها طلاب المؤتمر الوطني تقديم إعتذار رسمي ، لقيامهم بتمزيق الملصقات والصحف الحائطية ، وكان الجميع يدين هذا السلوك ، ووصلنا في زمن مضي أن نشكل مجموعات لحماية الملصقات والصحف الحائطية والإعلانان ، وأجبرناهم حينها بالتوقيع على ميثاق الشرف الطلابي ، وكان قد وصل بهم الحال حينها بدفع الأموال للأطفال الباعة المتجولين ليقوموا بالمهمة ليلاً ، وأذكر ، أن أحد هؤلاء الأطفال أصبح حليفاً مؤثراً للتجمع الوطني الديمقراطي حينها في الجامعة الأهلية ، وكان يأتينا بهذه الأخبار ، وأصبح هذا الطفل لاحقاً عضواً في الجبهة الديمقراطية ، وإرتاد المدرسة وجلس لإمتحانات الشهادة الثانوية ، ولا أدري أين وصل اليوم ، ولكن الشئ بالشئ يذكر .. كان هذا هو سلوك طلاب السلطة ، وكانوا يقومون بفعل التمزيق ليلاً ، وفي الخفاء ، وحينما وقعوا على ميثاق الشرف الطلابي الذي يدعو لنبذ العنف ، كانوا يوقعون على إستحياء ، ورغم ذلك عادوا للعنف مرات ومرات ، مرت بي كل هذه الأحداث ، وانا أشاهد الزملاء في شبكة الصحفيين السودانيين، يضعون ملصق الدعوة للإفطار السنوي على بورد الدعوات في مدخل إتحاد الكتاب ، وقبل أن يقوم الحضور بقراءة الدعوة ، قام الأستاذ كمال الجزولي ، بتمزيق الملصق ، وتحويلة لقطع صغيرة ، وقام بوضعها في بقايا كوب شاي كان أمامه ، وذهب دون أن يعترض طريقه أي منا ، فجميع من شاهد هذا الفعل ومن ضمنهم شخصي ، لم نستطيع منعه ، لأن الجزولي كان في حالة هياج غريبة لم أشهدها في الرجل من قبل ، وأي إعتراض كان سيؤدي لما لا يحمد عقباه من عنف ، ولكن مر الحادث بسلام ، ولكن لم يمر الفعل بذات السلام ، فبدلاً من أن يقوم الأمين العام لإتحاد الكتاب بالترحيب بالعمل الإجتماعي ، ويقوم بتقديم الدعوة شفاهة للحضور نيابة عن شبكة الصحفيين، ويقف بجانبها ، يقوم بتمزيق ملصقاتها ، هذا ما يحير فعلاً ، ويجعلنا نضرب أخماس في أسداس ، ونحاول أن نعرف ، ما وراء هذه الهمجية ، وهذا الإعتداء غير المبرر للملصق المسكين الذي تحول في لحظات إلى قطع مبتلة ببقايا شاي السادة .. في تقديري ، هذا السلوك شخصي ويخص فقط شخص كمال الجزولي ، ولا يمثل بالقطع موقف إتحاد الكتاب ، وعلى الشبكة التعامل مع هذا الموقف بالحكمة المطلوبة ، ومساءلة الاستاذ كمال الجزولي عن أسباب قيامه بتمزيق ملصق للصحفيين ، وعلى الإتحاد ، توضيح موقفه من ذات الموقف ، ومساءلته كأي عضو قام بسلوك غير سوي ، يمكن ان يكون خصماً على إتحاد الكتاب .. شبكة الصحفيين عندما قامت بوضع الملصق في دار الإتحاد ، لكونها ترى هذا الإتحاد أحد منابرها ، ولم تذهب للإتحاد العام للصحفيين وتضعه هناك ، فالمسائل في غاية الوضوح .. على جميع الصحفيين تفويت الفرصة لأي صائد في الماء العكر ، يريد إستغلال الحدث في إتجاهات سياسية ، قد تكون خصماً ، على كل الديموقراطيين ، فالوضع لا يستحمل أكثر مما حُمل ، وعلى الصفوف أن تتمايز ..!! ولكم ودي .. الجريدة نورالدين عثمان [[email protected]] /////////////////