عززت القوات الأمنية من وجودها في شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، ونشرت أعدادا كبيرة من عناصرها في محاولة لإخماد موجة الاحتجاجات والاشتباكات التي أعقبتها بين قوات الأمن والمحتجين وتركت 27 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى. وكانت الاحتجاجات قد بدأت الاثنين بعدما قررت الحكومة إلغاء دعم أسعار المحروقات. وقالت وكالة رويترز للأنباء إن الشرطة اطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق مظاهرة صغيرة في بور سودان على شاطئ البحر الاحمر، بعدما ردد المحتجون شعارات مطالبة باسقاط النظام. ونقلت وكالة فرانس برس عن شهود قولهم إن مظاهرة خرجت الخميس في حي الانقاذ في ضواحي الخرطوم، حيث قام المحتجون بإحراق اطارات السيارات لقطع الطرق ورشقوا سيارات الشرطة بالحجارة، وقامت الشرطة بتفريقهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وأفاد مراسلنا في العاصمة السودانية الخرطوم، محمد عثمان، بأن هدوءا نسبيا ساد المدينة صباح الخميس بعد الانتشار المكثف للقوات الأمنية في شوارعها. وقد انتشرت قوات مكافحة الشغب بكثافة في تقاطعات عدد من الشوارع الرئيسية في الخرطوم. ويقول دبلوماسيون دوليون إن الرئيس السوادني عمر البشير، المطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب، ألغى رحلة مقررة لحضور الجمعية العام اللأمم المتحدة في نيويورك. اضطرابات وكان عدد من المدن السودانية قد تأثر بالاحتجاجات والاضطرابات التي أعقبتها مطلع هذا الاسبوع. ووصف مراسلون هذه المظاهرات، التي اخذت منحى عنيفا وتسببت في إتلاف وحرق ممتلكات عامة وخاصة، بانها الأوسع منذ تولي نظام الانقاذ السلطة في انقلاب عسكري في السودان عام 1989. وقام آلاف من المحتجين بإحراق سيارات ومحطات بانزين وتصاعدت أعمدة الدخان وسط مدينة الخرطوم. احتجاجات الخرطوم أحرقت في الاحتجاجات ممتلكات عامة وخاصة في الخرطوم وردد المتظاهرون عدة شعارات مناهضة للحكومة منها "الشعب يريد إسقاط النظام". وقال شهود عيان إن المحتجين حاولوا إحراق مبنى تابع لوزارة السياحة في حي بجنوب العاصمة، كما نهبوا وأحرقوا مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم في أم درمان. وقال أسامة مرتضى، مدير مستشفى أم درمان في الخرطوم، إن المستشفى تسلمت 21 جثة قتلوا بالرصاص في منطقة أم درمان. وأضاف أن 60 مصابا على الأقل نقلوا للمستشفى الأربعاء ويتلقون العلاج من إصابات في الرأس والبطن والصدر والأطراف. وأوضح أن هناك روايات تشير إلى أن عددا من القتلى أصيبوا برصاص الشرطة فيما أصيب آخرون برصاص مدنيين. وكانت مصادر طبية في مستشفى بحري في الخرطوم قالت لمراسل بي بي سي إن 3 جثث نقلت للمستشفى في وقت سابق الأربعاء. "اسباب نفسية" وقد أعلنت السلطات السودانية إغلاق المدارس في العاصمة السودانية حتى الثلاثين من سبتمبر/أيلول. ومازالت شبكة الانترنت معطلة فيها، حسب إفادة العديد من مستخدميها في السودان. احتجاجات الخرطوم قام المحتجون بإحراق اطارات السيارات لقطع الطرق. وكانت الحكومة أعلنت الاثنين رفع أسعار الوقود إثر تعليق الدعم الذي كانت تقدمه، في سياق ما تقول إنه اصلاحات اقتصادية. وكان الرئيس السوداني برر في مؤتمر صحافي الإسبوع الماضي عزم حكومته زيادة أسعار المحروقات بقوله إن الدعم الذي تدفعه الحكومة للمحروقات يذهب إلى الأغنياء وليس الفقراء. وتوقع البشير أن ترتفع أسعار السلع الاستهلاكية خلال الأيام الأولى لتنفيذ القرار لأسباب نفسية. وشدد على القول إن عائدات رفع الدعم من المحروقات ستذهب إلى زيادة مرتبات العاملين بالدولة والدعم المباشر للفقراء. ويواجه الاقتصاد السوادني مشاكل منذ انفصال جنوب السودان عام 2011. ويقول مراسلون إن إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة السودانية أخيرا ضاعفت أسعار الوقود وأضرت بالفقراء كثيرا.