بعيدا قليلا عن السياسة قريبا جدا من الوطن والإنسان السوداني السوي.. دافعي لهذا المقال حزني الشديد علي الوطن وألمي لما اصابه من علل ومحاوله لفهم لماذا نحن هكذا فاشلون في اوطاننا رغم الامكانيات الكامنه والقدرات البشريه الهائله... اعتقد لابد لنا ان ننظر الي الامور بصوره متكامله لكي نخرج من دائره اللاوعي والفشل الدائم منذ نشئه الدوله السودانيه الحديثه. ونطرح علي انفسنا عده اسئله قابله للنقاش هل كل ما نحن فيه يرجع الي التربيه الوطنيه او الي التعليم او الي البيئه السودانيه ؟!؟ او اسباب القعوص والفقر يعود الي الاساس الذي عليه تقوم اعمده البناء؟.. وهل العقليه السودانيه مبنيه علي عدم قبول الاخر والقمع والحسد والغل وسوء الاداره؟ اعتقد ان الاوان ان تقول النخب السودانيه المفكره والمثقفه افكارها وروائها ليس ربما لهذا الجيل فقط ولكن ربما الاجيال القادمه.. علي ان تتوحد الاهداف الي تكوين اساس متين ،اساس دوله القانون والفصل بين السلطات دوله الشفافيه والمحاسبه دوله الحقوق والواجبات دوله حريه التعبير دوله المواطنه والعدل والمساواة دوله المؤسسات واشتراك الكل في صناعه القرارات دوله الديمقراطية والتداول السلمي للسلطه عبر انتخابات حره لتقديم الاصلح والاقوم وتغيير المفسد والفاشل في تقديم الحريه والرفاهيه للمواطن الذي بيده القرار علي ان يكون المسئول هو المخدم من قبل المواطن وليس اي شي غير ذلك... فكيف لدوله تسود فيها كل انواع الهدم الممنهج والظلم وكبت حقوق الاخرين والفساد والا وطنيه الكل يعمل علي هدم الاخر بالحسد والغل وكل انواع هدم الوطن دون النظر للوطن كوطن لك وللأجيال القادمه بالله كيف يستقيم ان نتقدم للامام ... الا تري النخب المفكره والمثقفه الا هنا يكفي كفايه ان ضاع اكثر من نصف قرن من الاحتراب والعداوة وهضم حقوق الاخرين والسلطه المطلقه والفشل الدائم؟ لابد ان نرجع خطوه الي الوراء وننظر الي الصوره كامله ونضع اساس متين لدوله تسود فيها القيم الانسانيه السوية دوله لاجيال قادمه لابد ان نبداء من الاساس لكي نستطيع ان نشيد ونؤسس وطن للجميع ، دوله القانون دوله العدل والحريه والرفاهيه والمساواة وحريه التعبير دوله تحمل كل القيم الانسانيه السويه دوله من اجل الاجيال القادمه و وطن يسع الجميع ... فكم انت عظيم يا وطني برغم فداحه المحني... د محي الدين محمد محي الدين DrMuhieldin MM MD PhD [[email protected]]