قال مسؤول بريطاني رفيع يوم الأربعاء ان اسبوع الاضطرابات الدامية في السودان يجب أن يكون نذيرا للحكومة للعمل من أجل حل النزاعات من خلال الحوار الوطني في أقوى انتقاد دولي للحملة التي تشنها الخرطوم على الاحتجاجات. واندلعت الاحتجاجات وأعمال الشغب في الخرطوم وعدة مدن سودانية أخرى الأسبوع الماضي ضد قرار رفع الدعم عن الوقود مما دفع قوات الأمن لشن حملة لقمعها. ويقول نشطاء حقوقيون في السودان ودبلوماسيون ان زهاء 150 شخصا لاقوا حتفهم بعد أن فتحت قوات الأمن النار على حشود المتظاهرين. وقالت الحكومة ان عدد القتلى 34 شخصا فقط ونفت إطلاق الرصاص على المحتجين. وقال وكيل وزارة الخارجية البريطانية سيمون فريز للصحفيين أثناء زيارة للخرطوم لبحث مشروعات للتنمية "آمل أن يكون الرد هو ان هذه الاحتجاجات ستمثل تحذيرا للجميع بما في ذلك الحكومة بأن الوضع في حاجة الى حل." وأضاف "ستكون نتيجة جيدة للغاية إذا أفضت (الأحداث) رغم أنها مأساوية في حد ذاتها وغير مقبولة الى عملية حقيقية للحوار الوطني الشامل." وتعد تلك الأحداث أسوأ اضطرابات من نوعها ضد الرئيس عمر البشير الذي استول على السلطة في انقلاب عام 1989 لكن الاحتجاجات كانت أقل في الأيام القليلة الماضية. وقال شاهد ان نحو 30 امرأة تجمعن يوم الأربعاء بالقرب من مقر قيادة الجيش وطالبن بمعرفة مصير المحتجين القتلى والافراج عن المسجونين. وقالت السلطات يوم الاثنين ان 700 شخص اعتقلوا للمشاركة في أعمال "تخريب إجرامية". ورفعت الحكومة الدعم لتخفيف حدة أزمة مالية طاحنة بعد انفصال جنود السودان المنتج للنفط عام 2011 مما حرم الخرطوم من ثلاثة ارباع انتاج الخام الذي كان عماد عائدات الدولة والعملة الأجنبية اللازمة لاستيراد الغذاء. أمريكا : تصدي الشرطة السودانية للمظاهرات الاحتجاجية "قمع وحشي". أدانت الولاياتالمتحدةوفرنسا تعامل السلطات السودانية مع الاحتجاجات المناهضة. ووصفت الخارجية الأميركية تصدي الشرطة السودانية للمظاهرات الاحتجاجية على رفع الدعم عن المحروقات، بأنه "قمع وحشي". وقالت المتحدثة باسم الخارجية جينيفر ساكي إن الولاياتالمتحدة تؤكد ضرورة وقف كل صور العنف بحق الشعب السوداني. من جانبها، شجبت فرنسا قمع السلطات السودانية للمظاهرات المناهضة للحكومة و"الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام". وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو في لقاء مع الصحفيين إن "فرنسا تدين الطريقة غير المتناسبة التي تصدت بها الخرطوم للمظاهرات الشعبية الجارية وخصوصًا في الخرطوم، وأيضا الاعتقالات التعسفية والرقابة على وسائل الإعلام" مشيراً إلى "مئات الاعتقالات". الجدير بالذكر أنه قُتل عشرات الأشخاص الأسبوع الماضي في الخرطوم خلال مظاهرات احتجاج على رفع الدعم عن الوقود بما جعل سعره يزيد بنسبة 60%. وفي حين أشارت السلطات لمقتل 34 شخصاً، قدرت منظمات حقوقية عددهم بأكثر من خمسين يومي 22 و23 سبتمبر/أيلول الماضي، بينما تحدث دبلوماسي غربي عن حصيلة قد تصل لمائتي قتيل. المصدر:الجزيرة