يا أمي أنا ذاهبُ للساحات حاملاً رايتي البيضاء.. إن تلطخت بالدماء وصارت لي كفنا انجبيني مرة أخرى أغنيةً.. وهتاف.. كي احتفي بأهازيج يوم النصر.. 28 سبتمبر 2013م عصيان سألتها بقلبِ واجفِ: إلى أين أنت ذاهبة في هذا الصباحِ المفخخِ ألا تعلمين انهم قد اغلقوا المدارس؟ لكنهم لم يغلقوا الشوارع يا أمي وسوف أكتببهتافي هناك لطفلتي التي لم أحبل بها صفحةً جديدةً في كتاب التاريخ. 30سبتمبر2013م أبدية يا رفاقي لا تقلقوا علىَّ ريثما أكملُ غفوتي الأبدية دمي في الشوارع معكُم و صدى هُتافي يترددُ عائداً إلىَّ اسمعهُ من بين ثقوب كفني يهدر: عدلٌ.. كرامةٌ .. و.. حرية عدل.. كرامة .. و.. حرية 3 اكتوبر2013م الصفحة الأخيرة الطغاةُ يتشابهون كعملاتٍ معدنيةِ صدئةٍ لا تَشتري غير مجدهِم المزيفِ وخدرِ التخمةِ .. والاجترار. فهم يقرؤون من كتابِ التاريخ والثورةِ صفحتين- الصفحةَ الأولى والصفحةَ قبلَ الأخيرةِ.. من الأولى... يقتبسون حروفَ بيانِهم الأول: "دراً للفتنة وحفاظاً على مكتسباتِ الشعبِ ..و...و...و...و ..." أو هراءً من هذا القبيل!! ومن الصفحةِ قبل الأخيرة: يأخذون مفرداتٍ تحفل بالغرور والازدراء ويهرطقون بما لا يعرفون مثل بالونٍ منفوخٍ بالصديدِ والفساء: "شرذمةُ من الخونةِ والمخربين واللصوص.. و...و...و..و.." أو نتانةٌ من هذا القبيل!! ودائماً ينسون قراءة الصفحةِ الأخيرة التي تنبتُ فيها الأزهارُ والرياحين من بين حروف اسماء الشهداء وتنتهي بجملةٍ قصيرةٍ: " إلى مزبلة التاريخ ذهب كل الطغاة! 3 اكتوبر 2013 حزن مثل كل اليتامى تقاسمنا الحزنَ والرغيف وبكينا دماً على كل الشهداءِ .. 3 سبتمبر 2013م في المشرحة لقد احببتُ الحياةَ حتى الموت.. فيا وطني لو لي روحُ ثانية وثالثة وسابعة سوف أخرج بها من هنا مرةً أخرى إلى الشوارع.. بثقوب الرصاصِ في جمجمتي حتى لا يأتي جسدٌ غضُ آخر لينام- بلا هويةِ، قربي على بلاط المشرحة!! 29سبتمبر 2013م أم الشهيدة وهى تحاول أن تخفي نحيبَ قلبِها المثكول همست أم الشهيدة لجاراتها الطيبة: يا الله !! أريدُ أن أغفو لبضعة ثوان حتى أرتاح قليلاً من كوابيس اليقظة الدائرية. 28 سبتمبر 2013م بذار لي في قلبِ الوطنِ وشمُ، وأمنيات و صرخةُ ميلادٍ تدوي في الجهات تثقبُ اذانَ الذين ظنوا بأن قتلي هو الممات فطوبى لدمي وهو يزهرُ في الطرقات فالشهيدُ بذرةُ تنبتُ سنابلَ نورِ واغنيات.. 2 سبتمبر 2013م Afeif Ismail [[email protected]]