الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الاطباق الطائرة وملف أمر قبض الرئيس البشير ... بقلم: ثروت قاسم
نشر في سودانيل يوم 27 - 09 - 2009


[email protected]
مقدمة
بركة الاحداث السياسية فى السودان هادئة هذه الايام ! هل تسمع عن اوكامبو ؟ لا . هل تسمع عن ملف أمر القبض ؟ لا . هل تسمع عن دارفور ؟ لا . هل تسمع عن خليل ابراهيم وغزواته؟ لا . هل تسمع عن باقان اموم وجلطاته ؟ لا . هل تسمع عن الشيطان الاكبر ومؤامراته ؟ لا .
ياترى هل هو الهدوء الذى يسبق العاصفه ؟ أم هدوء سرمدى ؟
هناك ستة أطباق طائرة فوق هذه البركة الساكنة .
اذا وقع اى من هذه الاطباق الطائرة فى البركة الساكنة فسوف يكون لوقعه كثيرا من الامواج ؟ اما اذا وقعت جميعها فى وقت واحد ، وهذا أمر غير بعيد الحدوث ، فسوف يفور التنور ، وتقع الواقعة ، التى ليس لوقعتها كاذبة .
دعنا نحلل هذه الأطباق الستة الطائرة ، واحدا تلو الاخر، لنسبر تداعيات وقوعه فى البركة الساكنة.... بركة الاحداث السياسية فى بلاد السودان .
الطبق الاول : تقرير غولدستون
كون مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة لجنة لتقصى الحقائق فى قطاع غزة , بعد العدوان الاسرائيلى فى ديسمبر/يناير الماضيين . قدمت اللجنة ، برئاسة القاضى ريتشارد غولدستون ( يهودى وكمان صهيوني بنته اصبحت اسرائيلية وهو من جنوب أفريقيا ) تقريرها لمجلس حقوق الانسان . أشتمل التقرير على ادانة صريحة وواضحة بل فاضحة لجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية الموثقة والمحددة والبشعة , التى ارتكبتها اسرائيل فى قطاع غزة . كما ادانت اللجنه حماس على اطلاقها صواريخ القسام على جنوب اسرائيل. سوف تنظر الجمعية العامة للامم المتحدة , وربما مجلس الامن فى تقرير اللجنة .
أهمية هذا التقرير انه سوف يكون له مابعده . وليس كباقى تقارير الامم المتحده ضد إسرائيل التى يتم حفظها فى الارشيف وينساها الناس ، بمجرد ان يجف حبرها . مثلأ ... اخر استطلاع للراي تم نشره في جريدة هاريتس الاسرائيلية , يوم الجمعة الموافق 25 سبتمبر 2009 , اظهر ان الرأي العام الاسرائيلي , وبالاخص قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين . يخافون من هذا التقرير وتداعياته اكثر من خوفهم من تهديدات ايران , وحزب الله , وحماس مجتمعين .
هناك ثلاثة سناريوهات متوقعة لتفعيل توصيات تقرير اللجنة لمحاكمة المسؤلين الاسرائليين أمام محكمة الجنايات الدولية بتهم جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية . رغم ان وزير الدفاع الاسرائيلى ، يهود باراك , قد دق صدره وتبجح بأنه هو وحده الذى سوف يتحمل كامل المسئؤلية عن عدوان غزة . ولكن هناك عدة أسماء أخرى ورد ذكرها كمتهمين بينهم : رئيس الوزراء السابق يهود ألمرت ، ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفنى والقائد العام السابق للجيش الاسرائيلى .
يمكن تلخيص السناريوهات الثلاثة كما يلى:-
أولا : ان تطلب دولة عضو فى محكمة الجنايات الدولية من المحكمة التحقيق فى العدوان الاسرائيلى على اساس تقرير لجنة غلادستون . وتصدر أوامر قبض فى مواجهة اى متهمين يثبت تورطهم فى جرائم الحرب أو الجرائم ضد الانسانية . بناء على هذا الطلب سوف يقوم أوكامبو بعمل التحريات اللازمة ، وتبدأ العجلة فى الدوران . وفي هذا السياق , اكد الرئيس ابو مازن لجريدة الحياة اللندنية بان الدول العربية الاعضاء في المحكمة ( باستثناء الاردن التي تربطها اتفاقية سلام مع اسرائيل ) بصدد اتخاذ اجراءات قضائية لدي اوكامبو في هذا الموضوع !
ثانيا : يقوم أوكامبو من تلقاء نفسه بدراسة تقرير غلادستون , وعمل التحريات اللازمة , ثم إجراء مايلزم . أما الطلب للمحكمة بإصدار أوامر قبض ضد بعض الاشخاص المتورطين , أو قفل ملف القضية .
ثالثاً : سوف ينظر مجلس الامن فى تقرير غلارستون . وربما تطلب بعض الدول تحويل التقرير الى محكمة الجنايات الدولية , كما حدث فى مشكلة دارفور . ولكن ادارة أوباما سوف تستعمل حق الفيتو , وتمنع تمرير التقرير للمحكمة . ومما يجدر ذكره ان ادارة بوش السابقة كانت ضد تمرير تقرير لجنة تقصى الحقائق الأممية فى دارفور إلى محكمة الجنايات الدولية . ولكن تحت ضغوط فرنسا وأنجلترا وباقى اعضاء المجلس ، وافقت على عدم أستعمال الفيتو ضد قرار مجلس الامن بتمرير التقرير للمحكمة ، وأمتنعت عن التصويت .
التداعيات
إذا تم تحويل تقرير غلادستون للمحكمة حسب السناريو الأول أو الثانى أعلاه ، وإذا بدأ أوكامبو فى تحقيقاته , وثبت له كما هو متوقع , تورط إسرائيل فى جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية فى قطاع غزة , فسوف يطلب من المحكمة إصدار أوامر القبض ضد المتهمين الإسرائيليين .
في هذا السياق , ذكرت جريدة هاريتس الاسرائيلية في عددها الصادر يوم الخميس الموافق 24 سبتمبر الجاري , ان اوكامبو تلقي طلبات من منظمات مناصرة للفلسطينين في جنوب افريقيا , بالتحقيق مع ضابط سابق في الجيش الاسرائيلي , يدعي ديفيد بنيامين , بتهمة ارتكاب جرائم حرب , خلال العدوان الاسرائيلي الاخير علي قطاع غزة . وبنيامين يحمل الجنسية الاسرائيلية والجنوب افريقية وعمل مستشارا , خلال العدوان الاسرائيلي الاخير علي قطاع غزة , في النيابة الاسرائيلية التي صادقت علي الاهداف المدنية التي ضربها الجيش الاسرائيلي في غزة . واعترف بنيامين , وهو في جنوب افريقيا , بمشاركته في العدوان علي غزة . وصرح لوسائل الاعلام في جنوب افريقيا ( بان كل شئ تم عن طريقنا ) .
وذكرت جريدة هاريتس ان بنيامين قد فر من جنوب افريقيا عندما علم بامر التحقيق . ذلك ان جنوب افريقيا عضو في محكمة الجنايات الدولية .
تطور الاحداث في جنوب افريقيا , ومجلس الامن , وربما واحدة أو أكثر من الدول العربية الاعضاء في المحكمة ( جزر القمر أو جيبوتي ولكن ليس الاردن ) بخصوص تقرير غلادستون , ربما اجبر اوكامبو علي اصدار اوامر قبض ضد بعض اسماك القرش الاسرائيلية ؟
فى هذه الحالة سوف يصبح أوكامبو بطلا فى عيون الرأى العام
العربى والأسلامى والفلسطيني . وهنا تكمن المشكلة .
فاوكامبو خائن فى نظر السودانيين . وسوف يجد السودانيون أنفسهم فى موقف حرج . فهذا الخائن أوكامبو يرفع رأسه ليتحدى قوى الأستكبار ويطلب أصدار أوامر القبض ضد الإسرائيليين ، ويطلب القبض عليهم , ومحاكمتهم لما أرتكبوه من جرائم فى حق الشعب الفلسطينى.
سوف يصفق له الشعب العربى من المحيط الى الخليج وكذلك الشعوب الإسلامية .
في هذه الحالة , سوف يتم انتشال اوكامبو من قاع الخيانة الذي يتمرغ فيه حاليا في بلاد السودان , الي مصاف الابطال عند الراي العام الاسلامي , والعربي , وبالاخص الفلسطيني . وسوف يتواري نظام الانقاذ خجلا من مناطحة هكذا ( بطل ؟ ) . وتسقط اوراق التوت من متهمي ( البطل ؟ ) اوكامبو !
في هذه الحالة , وهي ليست بعيدة الحدوث , كيف يتصرف اهلنا في بلاد السودان مع اوكامبو ... ( البطل ؟ ) الاسلامي – العربي – الفلسطيني ؟
هل يستمر اهلنا في السودان فى وصمه بالخائن....؟ ويرفضون إمتثال الرئيس البشير لأمر القبض الصادر من المحكمة الخائنة...؟؟
خاذوق جد جد...
الطبق الثاني ... لجنة امبيكي السامية
في فبراير 2009 ، كون الاتحاد الافريقي ( لجنة حكماء افريقيا ) السامية لدراسة ملف امر قبض الرئيس البشير ( اذا صدر امر كما هو متوقع في مارس 2009 ) . واقتراح انجع السبل لمعالجة الموضوع ، بما يساعد علي حفظ الاستقرار في دارفور ، وعدم افلات مجرمي دارفورمن العقاب . تكونت اللجنه من ثمانية افارقة محترمين برئاسة تابو امبيكي ، رئيس جمهورية جنوب افريقيا السابق . وضمت رؤساء جمهورية سابقين ووزيرخارجية سابق واخرين من علية مفكري وسياسي افريقيا . قدمت حكومة الانقاذ دعما مقدرا لهذه اللجنه التي قابلت وتحاورت مع الرئيس البشير ، وزارت دارفور ودول الجوار . كما قابلت حاملي السلاح الدارفوريين والوسطاء العرب والافارقة والدوليين . وكان هناك فريق متخصص في القانون الدولي يقدم النصح والمشورة القانونية لهذه اللجنة .
قدر نظام الانقاذ ان هذه اللجنة هي القطار الاخير الذي يمكن ان يخرجه من مطب لاهاي . بمعني ان هذه اللجنة هي الالية الوحيدة المتبقية التي يمكن أن تسحب ملف دارفور من محكمة الجنايات الدولية وتعيده الي مجلس الامن . وضع الانقاذ كل بيضه في سلة هذه اللجنة , التي افترض انها سوف تقلب الفسيخ شربات , وتغير ملف دارفور من قضية جنائية الي قضية سياسية . وبهذا تقتل امر القبض .
كانت هذه امانيهم .
دعنا تستعرض ما حدث ، يا هذا .
جلطة امبيكي
درست اللجنه جميع الوثائق المتعلقة بمشكلة دارفور , ومحكمة الجنايات الدولية . وبالاخص قرارات الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومجموعة دول عدم الانحياز . القرارات الداعية كلها لرفض قرار المحكمة وعدم قبول امر قبض الرئيس البشير . كما اخذت اللجنة علما بتوصية الاتحاد الافريقي للدول الافريقية الاعضاء في المحكمة , وعددها ثلاثون ، ان تنسحب من المحكمة , أحتجاجا علي اصدارها امر قبض ضد الرئيس البشير، رمز سيادة اكبر دولة افريقية .
كما اعتمدت اللجنة , كمرجعية , مقررات وتوصيات ملتقي كنانة , الذي اعطاه نظام الانقاذ زخما اعلاميا مهولا وترأسه الرئيس البشير شخصيا . مقررات وتوصيات ملتقي كنانة لا تعدو ان تكون ( حسب أدعاء البعض ) طبخة اعدها نظام لانقاذ دون مشاورة حتي المشاركين في المتلقي .
كما ذكرنا اعلاه ، فقد تبني نظام الانقاذ هذه اللجنة , واعتبرها كرت (الاتو) الوحيد في اياديه . خصوصأ وامبيكي ( عندما كان رئيسأ لجمهورية جنوب افريقيا ) قد رفض , علي ثلاثة مرات , السماح لحركة العدل والمساواة , دخول جنوب افريقيا , ومقابلته . لانه كان , وربما لا يزال , يعتبرها حركة ارهابية .
واخيرأ , وبعد خمسه شهور ونيف , من العمل المضني المتواصل والسفر والمقابلات والدراسات والاجتماعات ، اقترح رئيس اللجنة , أمبيكي , في يوم الجمعة الموافق العاشر من يوليو 2009 , ( وفي تصريح مغتغت تحت تحت , وغير رسمي , وغير قابل للنشر ) , ان يمتثل الرئيس البشير لقرار المحكمة , ويسلم نفسه للمحكمة , ويدافع عن التهم الموجهة ضده امام المحكمة . اكد امبيكي ان امر القبض امر واقع لا يمكن سحبه , ولا يمكن شطبه . وليس هناك حل ثاني غيرالامتثال له . والا جابه السودان مواجهات مع المجتمع الدولي , ومقاطعات وعقوبات وأهوال لا قبل له بها . كما اقترح امبيكو تكوين محاكم هجين ( اقتراح الامام ) من قضاة سودانيين , وافارقة , وعرب لمحاكمة المتهمين الذين لم تصدر بعد محكمة الجنايات الدولية اوامر قبض ضدهم .
اسقط في يد نظام الانقاذ وهو يري احلامه تذروها الرياح . والامل الوحيد المتبقي يموت بسهام امبيكي الصديقة وغير الرسمية . احتج نظام الانقاذ وبشدة لدي رئيس الاتحاد الافريقي . وعاتب امبيكي عتابا مرا علي تصريحه الفالت والسابق لاوانه . اذ كان المفروض ان ينتظر امبيكي حتي تنتهي اللجنة من اعمالها , وتقدم تقريرها النهائي للاتحاد الافريقي . وبعدها ... (وبعدها فقط ) يمكن لامبيكي ان يدلي بتصريحاته .
امن امبيكي علي معقولية دفع نظام الانقاذ . واعتذر لهم . وبدا في بلع تصريحه .
ولكن الفاس كانت قد وقعت في الراس . واخذ الامريكان والانجليز والفرنساويين علما بتصريح امبيكي الفالت ، وكذلك الفصائل الدارفورية المسلحة . وبدا الجميع في رفع سقوف مطالبهم من نظام الانقاذ ومن الرئيس البشير .
من المتوقع صدور التقرير النهائي للجنة مطلع نوفمبر القادم ، وقبل ان يدرس مجلس الامن ملف أمر قبض الرئيس البشير في ديسمبر 2009.
تصريح امبيكي المتسرع الفالت قد دق ناقوس الخطر المبكر . وبدا نظام الانقاذ يتراجع من الدعم اللامحدود الذي قدمه لهذه اللجنة الظالم اهلها .
تفاءل نظام الانقاذ بهذه اللجنة خيرا . فاذا بها تتمخض وتلد مشكلة اكبر من المشكلة الاولي التي تكونت لحلها ... أدانة بدلأ من تبرئة الرئيس البشير .
طبعا سوف يرفض نظام الانقاذ ان يسلم الرئيس البشير نفسه ويمتثل لقرارات الشرعية الدولية , اذا اوصت اللجنة بذلك .
يا تري هل نرجع لما قبل المربع الاول ونحن ندخل مجلس الامن في ديسمبر المقبل ؟
التداعيات
صرح وزير خارجية كينيا في مؤتمر صحفي جمعه في نيروبي مع وزيرة الخارجية الامريكية في مطلع اغسطس الماضي ، بان قرارات وتوصيات الاتحاد الافريقي لم تبرئ الرئيس البشير من اي افعال يكون قد ارتكبها في دارفور , حسب امر القبض الصادر من المحكمة . قرارات الاتحاد الافريقي , فقط وحصريا , تطلب تجميد أمر القبض لمدة عام قابل للتجديد . لم يطلب الاتحاد الافريقي سحب او شطب امر القبض , وانما طلب تجميده فقط .
في كلمتين : قرارات مؤتمر القمة العربية والقمة الافريقية بخصوص امر القبض لاتعدو ان تكون طلب للتجميد المؤقت لامر القبض وليس شطبه . كلام ساكت ! قبض ريح ! لاتسمن ولا تغني من جوع ! خصوصا اذا جاءت توصيات لجنة امبيكي في غير صالح الرئيس البشير .
ولكن ادارة اوباما قد اكدت انها لن تقرصن طائرة الرئيس البشير , ولن تسعي للقبض عليه . مثلأ ... سافر الرئيس البشير الي جدة يوم 24 سبتمبر 2009 بعد تاكيد ادارة اوباما للسعودية بعدم التعرض لطائرة الرئيس البشير فوق مياه البحر الاحمر الدولية . كما اكدت ادارة اوباما بانها سوف لن تقبل تجميد امر القبض او شطبه . ذلك انها سوف تراهن علي حصان الرئيس البشير , وامر القبض يتدلي من عنقه , حتي تضمن تمرير اجندتها علي الرئيس البشير . القوي داخل بلده والضعيف خارجها . والذي لن يعصي لها امرا ، والا هزت الفزاعة والهوابة فيرجع الرئيس البشير الي الصف .
كما ذكرنا اعلاه , فقد اكملت ادارة اوباما بلورة استراتيجيتها نحو نظام الانقاذ للسنوات الاربعة القادمة ، بما في ذلك موقفها النهائي من امر قبض الرئيس البشير . ولكن جوني كارسون ، مساعد وزيرة الخارجية الامريكية للشئون الافريقية ، وكذلك الجنرال قريشن صديق نظام الانقاذ ، صرحا بانه في نهاية المطاف ، يتحتم علي الرئيس البشير مواجهة الموسيقى والامتثال لامر القبض والوقوف امام المحكمة في لاهاي للدفاع عن نفسه ..
هل لاحظت ان الجنرال قريشن , المتصالح مع , بل صديق نظام الانقاذ , كان , ولايزال , يرفض وبشدة مقابلة الرئيس البشير ، وذلك حسب التعليمات الصادرة له من رؤسائه في واشنطون .
ولكن من هنا والان ..... وحتي يناير من عام 2011 ( عام الاستفتاء ) ، فان ادارة اوباما سوف تواصل التعامل مع الرئيس البشير وامر القبض يتدلى فوق راسه .
سوف يستمر خاذوق أمر القبض مزروعا علي الطريق , حتي تضمن ادارة اوباما استقلال جنوب السودان وقيام دولته الجديدة . بحدودها العالمية من نمولي الي الجبلين ومن كادوقلي الي الكرمك .
وبعدها لكل حادثة حديث ولكل مقام مقال.
تقرير لجنة امبيكي سوف يكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير , اذا اوصي ( كما صرح امبيكي في يوليو الماضي ) بأن يمتثل الرئيس البشير لقرار المحكمة ويسلم نفسه !
موعدنا نوفمبر القادم !
أليس نوفمبر بقريب ؟
يتبع الاطباق الاربعة الباقية في الحلقات التالية ....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.