محمد حمدان عيسى لقد وصلنى من صديق مقطع فيديو فى الواتس اب يقف فيه رجل كث اللحية و خلفه يقف شاب و كانه البودى قارد و جمع من الجلوس يستمعون حيث كان يفتى الشيخ و الذى بدأ باختصار الاشخاص قائلا ان الدكتور عمرو خالد مجرد ممثل حليق و لا يملك فقها يؤهله للفتوى و الدعوة... وذهب ليزيد الحشف سوء كيل حيث قال ان الخروج على الحاكم لا يجوز هكذاعلى اطلاقه حتى لو ضربك على ظهرك بعصا. ويقينى انه أستق فتواه اعتمادا على الحديث الذى رواه مسلم ( يكون بعدى امة لا يهتدون بهداى ولا يستنون بسنتى وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين... قلت كيف اصنع يا رسول الله قال تسمع و تطيع و ان ضرب ظهرك و اخذ مالك) و كان يمكنه ايضا ان يستدل بالقول (من خلع يدا من طاعة لقى الله يوم القيامة لا حجة له ومن مات وليس فى عنقه بيعة مات ميتة جاهلية) و قديما خلص الاسلام الى تصنيف الحكام الى ثلاثة فئات لا رابع لها و هى: 1 حاكم مسلم عادل و هذا امرنا بطاعته (( يا ايها الذين امنو اطيعوا الله و الرسول واولو الامر منكم)) و يصدق فيه القول ((من اطاع الامير فقد اطاعنى و من عصى الامير فقد عصانى)) 2 حاكم مسلم و لكنه ظالم جائر و فاسق وهذا طلب منا النصح له و الطاعة اذا كان الخروج عليه يجلب شرا اكثر من شره. و هنا استحضر قول اول خليفة لرسول الله و هويعلن فى الملاء (ايها الناس انى وليت عليكم ولست بخياركم فان رايتمونى على حق فاعينونى و ان رايتمونى على باطل فقومونى) وان الناس اذا راوا الظالم ولم ياخذوا على يده اوشك ان يعمهم الله بعقاب وفى حديث عبادة بن الصامت (سيليكم أمراء من بعدى يعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون فمن أدرك ذلك منكم فلا طاعة لمن عصا الله.) وفى حديث سعيد الخدرى ( ثم يليكم عمال من بعدهم يقولون ما لا يعلمون ويعملون بما لا يعرفون فمن ناصحهم وآزرهم وشد على أعضادهم فأولئك قد هلكو وأهلكوا ) واشتهر عن الامام على قوله عن الخوارج ( ان خالفو إماما عادلا فقاتلوهم وان خالفو إماما جائرا فلاتقتلوهم فان لهم مقالا) 3 حاكم كافر وكفره بواح وهذا تجب محاربته باتفاق ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم او أبناءهم او إخوانهم أو عشيرتهم) المجادلة22 هذه الفئات الثلاثة وهذا التقسيم كان فى عهد الإسلام وبخلفية الدولة الاسلامية كاملة الأركان والشروط والتى كان فيها الحاكم من خيار الناس عدل فى القضية ورحيم بالرعية. يجوع ليأكل الناس ولا تأكل نساؤه الحلوى ينام حكامه تحت ظل الشجر ويمشون بين الناس بلا سيارات مصفحة ورجال أمن متخفين وكان الحاكم منهم يخشى ان يسأله الله عن دابة تعثرت بشاطئ الفرات- كان الحاكم يحفر الخندق ويربط الإزار و يشق نطاق ثوبه للجار ان اقتضى الحال لقد كثر الهرج والمرج-الهبرى والنبرى- وإطلاق الفتاوى فى كل شى وأي شى وكما هو معلوم لا يجوز الاجتهاد الا لمن تأهل له. علينا ان نستحضر الظروف ونستغري الملابسات والفوارق التى نستنبط منها الحكم المؤسس على الثوابت والمدعوم بالحجج الدامغة لهذا كان الاختلاف فى خروج الجماهير علي حاكيمها تارة باسم الثورة وتارة باسم التصحيح وآخري بالأنقاذ او الانتفاضه او الوثبة او الهبه او الهبباي حتى وصلنا الى ما يسمى بالربيع العربي او ربيع الدنيا. وتتعدد الأسماء والتغيير فى العالم العربي واحد اما قامت به الجماهير وااججته ليسانده العسكر ومن ثم يستولون عليه بعد ان يعود الناس الى بيوتهم من الميادين. والحال فى السودان ياهو نفس الحال وتاريخنا يشهد على ثلاثة انقلابات أتت على ظهر دبابة وخرجت على الحاكم بغض النظر عما اذا كان منتخبا او آلت اليه عن طريق المدفع وبمثل ماتدين تدان والبادي اظلم. ولا تنهى عن خلق وتأتى بمثله عار عليك ان فعلت عظيم ان قيادة الناس أمانة عظيمة ومن حملها كان ظلوما جهولا. انها يوم القيامة خزى وندامة الا لمن أداها بحقها ولست هنا بصدد الخوض فى التفسير الأكاديمي لنظرية العقد الاجتماعي ومسؤؤلية الراعي عن الرعية والتى هى الطرف الأضعف في ذلك العقد الازعانى للحاكم واللذى بموجبه يصبح توفير العدل والعيش الكريم من مرتكزات الحكم الرشيد. لهذا قيل ان على الحاكم ان يوفر للمحكومين بيتا يسكنه وقوتا يأكله ودابة يركبها فان لم يستطع جاز للمحكوم ان يقارعه بسيفه. وهنا اذكر زميلا لي فى مهنة القانون وكان قد رشح نفسه لمنصب كبير رفع شعارا رائعا اسماه ( سبعة ميم للخير العميم) وكانت هذه الميمات الرائعه هى مأكل ملبس مسكن مأمن مدرسة مستشفى موية- وأظنه نسي الكهرباء والتى أصبحت هى في ارتباط مع الماء فى عقد كاثوليكي لا طلاق فيه يدا بيد. ورغم هذه المطالب الرائعة والمشروعة لم يفز زميلي وسط أهله والذين رفع من اجلهم هذه الشعارات. لان مطالبه جميلة ومستحيلة ولأنه رجل يتحلى بقدر كبير من النزاهة والاستقامة ولا يعرف للفساد سبيلا ولا يبيع شعرا عند باب السلطان ختام قولى اسأل الله ان يجمع أهل بلدى العزيز على الحق والتقوى وان يسلم ترابه ترعاه عناية الخالق الذى لن ينسانا ويسمع دعوانا فوق سبع سماوات تحملها ملائكة الرحمة الى رب الرحمة ملك الملوك وقاصم كل جبروت بحكمته وعلمه متى شاء وكيف شاء القول الحاسم فى الخروج على الحاكم محمد حمدان عيسى-السعودية –المنطقة الشرقية [email protected]