لقد ظلت المهمة الاساسية التي تطلع بها شبكة الصحفيين السودانيين منذ تكوينها العام الماضي هو موضوع الرقابة على الصحف والنضال لاجل اسقاطها ولقد اسهمت الشبكة في هذا الامر اسهاما كبيرا وحدثت مواجهات مع السلطات وزج بعدد كبير من الصحافيين الذين احتشدوا امام المجلس الوطني يوم 17 نوفمبر العام الماضي محتجين على مشروع القانون في السجن في معركة قانون الصحافة والمطبوعات لسنة 2009م الذي اجيز من قبل المجلس الوطني والذي كان رأي الشبكة حوله واضحا وهو ضرورة اسقاطه بالكامل باعتباره قانونا يكرس للرقابة وقد عقدت الشبكة لقاءات عدة وكونت لجنة للاتصال بالقوى السياسية واعضاء المجلس الوطني لايصال صوت الشبكة حول القانون وبالرغم من التعديلات التي طالت القانون فان شبكة الصحفيين السودانيين رأت ان شبح الرقابة يجول في كل بنوده حتى صار بعضنا يفضل عليه قانون 2004م وبالرغم من اجازة ذلك القانون غير المنسجم مع روح اتفاق نيفاشا والدستور الانتقالي ظلت الرقابة القبلية ممارسة على الصحف ثم كانت الطامة الكبرى وهي الاعلان عن ميثاق شرف للصحفيين السودانيين بين جهاز الامن والاتحاد العام للصحفيين السودانيين ومجلس الصحافة والمطبوعات ورؤساء تحرير الصحف بدعوة مباشرة واشراف كامل من قبل جهاز الامن في ابتزال واضح لمفهوم ميثاق الشرف الصحفي وبالامس وجه رئيس الجمهورية المشير عمر حسن احمد البشير برفع الرقابة القبلية عن الصحف وبشكل فوري غير ان هذا التوجية لم يات خاليا من اي قيد او شرط بل جاء بموجب ميثاق الشرف الصحفي المنعقد بين جهاز الامن ومجلس الصحافة واتحاد الصحافيين وروؤساء الصحف الذين بحسب الميثاق انتقلت اليهم مهمة الرقابة على الصحف وبحسب تعبير تصريحات الصحف التي نقلت الخبر (ألقيت على عاتقهم المسؤولية الرقابية المباشرة) ولم يكتف رئيس الجمهورية بذلك بل زاد عليه بالقول (ان كل صحيفة لا تلتزم بضوابط ميثاق الشرف الصحفي ستتعرض استثناءا لعقوبات صارمة) قبل ان يدعو رؤساء تحرير الصحف الى مباشرة مسؤولياتهم المهنية واداء دورهم الاداري والاشرافي الضابط لصدور الصحف لتجنب ما يفضى الى تجاوز الخطوط الحمراء وتفادي الخلط بين ما هو وطني وما هو هادم للوطن وسيادته وامنه وقيمه واخلاقياته ان شبكة الصحفيين السودانيين ترفض مبدأ الوصاية الواردة في التوجيه اعلاه من قبل رئاسة الجمهورية وترى ان ميثاق الشرف الصحفي الذي تم ابرامه بعيدا عن الصحافيين يكرس للرقابة الصحفية ويستبدل الرقابة المباشرة من قبل جهاز الامن برقابة اخرى ذاتية على الصحف وبتوجيه مباشر من رئاسة الجمهورية وباشراف مباشر من قبل جهاز الامن صاحب فكرة مايسمى بميثاق الشرف الصحفي وسوف يتواصل نضال شبكة الصحفيين السودانين ضد الرقابة على الصحف باشكالها المختلفة وصولا الى صحافة حرة وديمقراطية وميثاق شرف صحفي حقيقي متفق عليه من قبل الصحفيين غير مفروض عليهم
