كنت جالساً فى الحديقة ذات مساء لوحدى أضع بعض الكلمات على الورق عندما جاءنى أطفال وصافحونى بترحاب شديد معربين عن بالغ شوقهم ءاياى. ثم سألوني قائلين: "اين كنت أيها الفيلسوف ويا صديقنا العزيز؟ الا تعلم انك قدوتنا وان فى غيابك يصيبنا الملل. ظللنا نبحث عنك منذ الصبح لترفع عنا هذا الملل ولتجعل لهذه اللحظات معنى لنا". صمت ردهة، افكر ثم قلت: "يسعدنى لقاءكم لتبلغونى عن مدى شوقكم لى.. وأنى أشكركم عندما تصفوننى قدوة لكم واتمنى ان تجدوا منى ما تتوقون اليه، اما ان تصفوننى فيلسوفاً فأنى لم ابلغ قسطاً من الفلسفة بعد.." ثم سكت.. وبعد ردهة صمت سالنى احد الاطفال قائلاً: اذا اردنا طلب شئ فماذا نطلب يا صديقنا العزيز؟ قلت: اذا أردتم طلب شئ فاطلبوا الحكمة.. من خلالها ستفهمون معنى الحياة والحكمة هى ان تحول العداوة الى صداقة أبدية وان نبث الحب فى قلوب جميع الناس.. الرجل الحكيم يمكنه ان يبقى شعبه سعيداً فى أوقات الصعاب. اذا قدرتم ان تحافظوا على وحدتكم اى وحدة أمتكم صرتم حكماء. الرجل الحكيم ينظر الى جميع الامم نظرة أخوية. *أكول شاعر وكاتب من منطقة أبيي ويعيش فى المنفى لأكثر من عشرين عاماً. ملحوظة: تم نشر هذا العمل للشاعر أكول لاول مرة فى جريدة الخرطوم يوم السبت 8 اكتوبر 1994 فى القاهرة، مصر. Email: [email protected]