إلى جماهير شعبنا الأبي طالعتنا الأنباء فى اليومين السابقين بقرار رئيس النظام الانقاذى برفع الرقابة الأمنية على الصحافة المكتوبة و التى ظلت مسلطة على الصحافة منذ مجئ الانقاذ تخفف حينا و تشدد أَحايينَ كثيرة . ليس المؤلم أن هذه الرقابة ظلت سيفا مشهورا على رقاب الصحفيين طيلة العشرين عاما يقطع كل عنق يستفزه بقوامه رغم المسميات الكثيرة التى ظلت تأخذها ... و ليس المحزن أن هذه الرقابة كان يقوم بها رجال الأمن و الذين يتفوق حسهم الأمنى على الاعلامى فيحكّمون أهواءهم فى منع ما يريدون و نشر ما يرغبون ... إنما المحزن أن يعتبر البعض رفع هذه الرقابة منة من النظام جاد بها علينا و كأننا خلقنا مسلوبى الحرية حتى يمن علينا النظام ممثلا فى رئيسه بصكوكها . تجمع كردفان للتنمية – كاد كان إحدى ضحايا هذه الرقابة و ذلك بحرمان قادته من التواصل الفكري مع جماهيره و عرض رؤيته التى تمثلت فى تشخيص الأزمة الوطنية و وسائل حلها فقد منع نشر كل ما يتعلق بالتجمع و بالقضية الكردفانية فى محاولة لعزل المارد الكردفانى عن قاعدته و الإبقاء على إقليم كردفان فى دائرة التجاهل المركزى استغلالاً لإنسانه و موارده بعد أن استشعر النظام مدى التأثير الذى تركته اللقاءات الصحفية التى تمت مع بعض قادة التجمع على الرأى العام الكردفانى . لن ننسى أننا ظللنا عشرون عاما لا نقرأ إلا ما ينال رضى السلطات الأمنية من غثاء تشمئز منه النفوس , و لن ننسى أولئك الشرفاء الذين شردتهم تلكم الرقابة لِتُترك الساحة خالية لمدمنى النفاق و الدجل الصحفى الذين سعوا لإلباس الحقيقة ثوب المداهنة استرضاءً لجلادى الانقاذ و استغفالاً لبنى وطنهم طمعا فى التكسب الرخيص من عرض الدنيا الزائل , و لن ننسى أولئك المناضلين الذين ظلوا يقاومون هذه الرقابة كلما واتتهم الفرصة بتعرية النظام و الكشف عن الوجه القبيح لجهابزته . يا جماهير شعبنا الأبى ربما لا يفوت على أحد منا أن رفع الرقابة الامنية على الصحافة لم يتم إلا بعد توقيع ميثاق الشرف الصحفى و الذى ذكر البعض أنه فرض من أعلى و قَبِل به محررو الصحف على مضضٍ باعتباره أخف الضررين و هذا ما يزيد من تخوفنا من أن قرار الرفع هذا ما هو إلا التفاف على حرية الكلمة و صورة أخرى من صور الرقابة و ذلك لما يحتويه ميثاق الشرف الصحفى من بنود تحتمل التأويل مما يترك الباب مفتوحا على مصراعيه أمام تدخل الأجهزة الأمنية لا سيما اذا علمنا أن لجهاز الأمن تمثيل فى الألية المخولة بمتابعة تنفيذ ميثاق الشرف الصحفى . و لكننا فى تجمع كردفان للتنمية – كاد نعدكم بأننا سوف نكون بالونة الاختبار التى تكشف جدية هذا القرار و توضح الى أى مدى يسمح نظام الخرطوم لسهام الكلمة أن تنطلق و حينها سيكون لنا بيان . و الى الامام حتى النصر تجمع كردفان للتنمية – كاد السكرتير الإعلامى و الناطق الرسمى