بعد ثورة اكتوبر فاز الشهيد عبدالخالق محجوب والصادق عبدالماجد فى الإنتخابات البرلمانيه وكتبت جريدة الميثاق إنهما رواد التغيير فى السودان وكان عبدالرحيم حمدى والكتيابى مسئولان عن الجريده . لم ينجح الشيوعيون فى تحويل إنقلاب مايو الى ثورة لإنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بالفكر والعمل السياسى لأسباب موضوعية وذاتيه ثم حاول عناصرهم فى الجيش إنجازه بالقوة فهزمت حركتهم ودفع الشيوعيون أغلى ما عندهم وهو حق الحياة لقادة افذاذ فى الفكر والسياسة والمجال العسكري إضافة الى السجن والتشريد الذى طال 26 الف .أما رواد التغيير من الجانب الاخر فقد تحالفوا مع جعفر نميرى وقدموا أسوأ تجربة فى الإستبداد من قتل وقهر وقطع من خلاف وسجن وتشريد فهل هذا ما كانو يزعمون إنهم يريدون تغيير الحياة فى السودان الى الافضل؟!!! شاركوا فى سوءات النميرى الى ان إنهار إقتصاد السودان فاصبح النظام معزولا إقليميا وحمل نميرى مسئولية فشل نظامه لشريكه جبهة الميثاق الإسلامى فسجن قادته فى مارس 1985 فسقط النظام فى إبريل من نفس العام لأنه أبعد بيده مناصروه سجن الصادق وقتل محمود محمد طه واخيرا ابعد الترابى وجماعته فاصبح وحيدا لاسند له فى الداخل والخارج وذهب الى مزبلة التاريخ. لم يتعظ جماعة الترابى مما تم بإسم الدين بل بدلوا إسم حزبهم الى الجبهة القوميه الإسلاميه ومارسوا اقبح الفعال فى الحياة السياسيه السودانيه منذ الإستقلال فى الصحف فى البرلمان ووسط النقابات وفى السوق فشوهوا الحياة الديمقراطية فرضخ الصادق لضغوطهم وتحالف معهم وفى تنوير لقواعده قال الصادق: (إننا نحتاج الى خمس وعشرين مليار جنيه لنواجه الجبهة القومية الاسلاميه ولا قدرة لنا ففضلنا أن نشركهم فى السلطه) وتم ذلك فى يوليو1988 ولكن أبت الأمور ان تسير حسب هواهم فأنسلخ الإتحادى من التحالف فى ديسمبر1988 وأتت مذكرة قادة الجيش فى فبراير 1989 فانهارت حكومة الصادق ودخلت البلاد فى ازمة سياسية بالغة التعقيد وكونت حكومة الوحدة الوطنية ورفضت الجبهه المشاركة فيها ودبروا إنقلابهم المشئوم الذى لا اب له ولا أم حسب قولهم (لا حزبيه لا طائفيه ولا مايويه) تم الإنقلاب بالخديعه واخفوا هويتهم ومن اول يوم حظر تجوال وإعتقال بالجمله وقتل بمحاكم صوريه وتعذيب حتى الموت وقطع الأرزاق وفعلو أسوأ مما فعلوه عندما تحالفوا مع النميرى من 1977 الى 1985وتم ذلك بإسم الدين. إن إستغلال الدين فى السياسه يفسد الحياة كلها. فى 1992 أقر ما يسمى بالإقتصاد الحر وتخلت الدولة عن مسئوليتها فى توفير العلاج والتعليم لأهل السودان وهنالك مقولة لعبدالرحيم حمدى (الما عنده قروش يتعالج بيها يموت بدون ضجيج ) .هل هذا هو التغيير المنشود الذى بشرتم به أهل السودان.فقد حاربت السلطة الجديده الراسمالية الوطنيه السودانيه وانشأت طبقه راسماليه جديدة بتمويل من الدوله بخصخصة ممتلكات الدوله الرابحه إنها طبقه طفيليه غير منتجه تعمل فى مجال الإستيراد والمضاربات والبعض منها بها ظلم بين للعاملين (الورديه 12 ساعه) ولا توجد قوانين تحمى العمال ومكاتب العمل تنحاز الى الطفيليه وعندما يظهر عمال شجعان يطالبون بحقوقهم وحق التنظيم الحر يفصلون من أعمالهم ويتم تشريدهم أما فى المؤسسات التابعة للجيش والأمن فلا يمكن السماح بتنظيمات نقابيه .السيد الخبير عبد الرحيم حمدى فى مقابلة صحفيه عن المستشفيات الخاصة وأن كثرة روادها من إنجازات الاقتصاد الحر ولم يتحدث عن الملايين الذين يلجئون للتداوى بالأعشاب والقرآن الكريم وعند المشايخ والفقرا والذين لا قدرة لهم لكل هذا ويصبرون على الألم حتى الموت ولم يرد فى إحصائياته حاملى الروشتات الذين يرتادون المساجد وفى تقاطعات الطرق يسألون عن من يمد لهم ثمن الدواء ، أما عن المدارس الخاصه الذين يرتادونها قله فالأغلبيه لهم المدارس الحكوميه الكالحه .والفاقد التربوى .. ألم تجد لهم إحصائيه أيها الخبير الإقتصادى ؟ أما عن الإحصائية الدقيقه 76 ألف ركشه ولكنك لم تذكر عدد الأمجاد والهايس والعربات التى أتت من كل البلاد التى تصنع المركبات ؟ هل البنية التحتية تتحمل هذا الكم الهائل من العربات ؟ ولم ترد إحصائية للشاحنات واصبحت بديله للناقل الوطنى الرخيص (السكه حديد) الذى دمر بمنهجيه (فصل 3000 من الفنيين فى يوم واحد) . ولم تذكر عدد العربات الفارهه التى تملأ الوزارات والقصر ، المصفحه وغيرها . حتى أن القصر عجزعن إستيعاب الدستوريين وجارى بناء قصر جديد !! أما إعترافك أن السياسة التى إتبعت تجاه الزراعه كانت فاشله فهل ينفع البلاد والعباد إستمرار الفاشلين والتشبث بالسلطه وقتل الأطفال للحفاظ عليها ، أما عن تحسين وضع المعاشيين فقارن بين 425 جنيه بعد التعديل وما يقارب 80 مليون جنيه فى الشهر لمدير الاوراق الماليه حسب العقد الذى نشر. إن الوضع الأمثل أن يكون أعلى مرتب فى الدوله عشره أضعاف أقل مرتب عندئذ يستقيم الوضع فى السودان. ياسيد حمدى الطفيليون إزدادوا غنى والفقراء إزدادوا فقرا وعددا فلا إقتصاد حر بدون وضع سياسى حر فما هو موجود إقتصاد فوضوى ومتوحش يديره الطفيليون.