متلازمة الرهائن الشهيرة والتيه في مدارات الغربة تعقيب على استيلاء ببروق الحنين. و السلام !! مايكل ريال كرستوفر [email protected] لقد تابعت ماورد على صفحات صحيفتكم الموقرة بتاريخ الثلاثاء 19نوفمبر 2013م. العدد (753) ، بعمود الاستاذ /ابرهام مرياك البينو (البعد الاخر) . و على تعقيب الدكتورة / استيلاء بتاريخ 21/نوفمبر/2013م العدد (754) ، و أملي فى تعقيبي على ماجاء بقلم بروق الحنين ، هو أن تفهم الصحفيات ، و غيرهن من الباكيات أننا لا نستهدفهن و أن لا يذهبا بالتحليل إلى منحى آخر.. أي أن يتم استيعاب نقدي هذا بصورة مختلفة تعمل على توجيه المقال وتأويل السرد . بحسب ذاكرة الجغرافية و الوعي الاثني ، كما لمحت بذلك استيلاء فى مضمون التعقيب ، بداية علمتني التجارب المختلفة و تحديداً محاولاتي البسيطة فى الكتابه على صفحات صحيفة المصير الموقرة و هى تعد كل جهدي فى بداية مشوار الاجتهاد فى العمل الصحفي ، أن أترفع عن المعارك التى قد لا تخدم القارئ فى المقام الأول ، لحقه فى كل مفردة أو سطر نكتبه و لحقه فى أن نحترم عقله و طريقة تفكيره ، وألا نستغل هذه الصحيفة وهى ملكه فى الدفاع عن أنفسنا ...!! لا اريد إذن الدفاع عن الزميلين ابرهام مرياك صاحب عمود (البعد الاخر ). و الزميل ايويل لازرو ، لا .. بل فى الحقيقة الزميلين لا اجد انهم فى موضع يحتاج للدفاع عنهم لحضورهم الذهني المميز و تجاربهم الثرة فى العمل السياسي و الاعلامي . لكن لمسلك الزميلات و محاولة التنصل من هكذا جرم يأتي تعقيبى ، على تورطهم بفيلم بروق الحنين الذى يهدف الى ابتذال نضالات شعب الجنوب الطويل مع نخبة المركز السياسية بالسودان القديم ، و الادهى الظهور بتلك المشاهد و هن يبكين حسراً على فقدان علاقات سابقة ؛ و احاول الاشارة الى تفاصيل اخطائهن بالفيلم المعد لايصال رسالة سالبة لدى المشاهدين و متابعي قناة الجزيرة ، و لإبراز ضعف الدولة و فشل المجتمع الجنوبي فى كيفية إدارة الدوله ، هذا من خلال توظيفهن ليقومن بتلكم التمثيلية الباهته ، و السيئة الاخراج ، اخترت أن اعقب على بعض ما جاء بالفيلم الوثائقى الذى احب أن أسميها ( الشوق و الحنين للماضى. ( ربما لم يسعف الزمن بعض القراء لمشاهدة الفيلم لكن لا تندم كثيراً عزيزي القارئ فقط اغمض عينيك ، و تذكر لحظات بكاء شعب جنوب السودان على فقد الزعيم دكتور جون قرنق دي مبيور إذا اسعفك الايام ؟ فهكذا كان يتدفق الدموع في مسرح وجدي كامل الاستعلائية . ساكتفي مرغماً باقتباس نقاط من تعقيب الصحفية الباكية كيدن جيمس فى تبريرها لما جاء فى إفاداتها للمخرج السينمائى لفيلم بروق الحنين ، اختى كيدن و استيلاء كما ذهب ابرهام مرياك لم تتحدثن و من معكن فى التوثيق بداية الفيلم لاهمية نضال شعب جنوب السودان و هى فرصة ذهبية للإشارة إلى دور المراة الجنوبية في حرب التحرير و اهمية الحدث بالنسبة للشعب ، لكن تغلب الذكريات الشخصية على كل شي و من الواضح إن تلك العلاقات مازالت عالقة و هي حق طبيعي لا يمكن لاحد إن يسلبه .. تناسيتم الخوض عن طبيعة الظلمات التي كان يتعرض لها الإنسان الجنوبي و بقية المهمشين في اطراف الخرطوم من قمع في ( كرتون كسلا – مايو – الكلاكلات – زقلونا – انقولا – راس شيطان – راس كلب ) تجاوزتم كل ذلك لشي في نفس كل واحدة منكن ، تراجعتم للخلف للقضايا الشخصية و هو ما يحسب إنها دعوة لتناسي تلكم القضايا التي مازالت محل نقاش و حوار مع نخبة المركز في السودان القديم في قضايا محورية لكن إختزال الفيلم للبكاء و إستحضار ماضي خاص بالباكيات و في مشاعر لا تمت لنا بصلة من قريب او من بعيد . كنا نرزح كشعب تحت وطآة الاحتقار الثقافي و الدينى و السياسي و الاجتماعى ..الخ ، إضافه للتهميش المركب و برغم ذلك استمر نضال شعوب الهامش بدون كلل لتحقيق المطالب الجاده بالحرية و التنمية المتوازنه و العدالة و المساواة و احترام مورثات و قيم اهلنا بالاقاليم الاكثر ضرراً من تلك السياسيات الراعنه ، و هى كانت بالنسبة لنا و لاهل الهامش الاخرين ( جبال النوبة – النيل الازرق – دارفور ..الخ .) كان ينبغي إستغلال الفيلم في الحديث عن تلك القضايا بدلاً من البكاء لان تلكم القضايا اسمى من العلاقات العاطفية ؛ اتساءل إن كان الزميلتين تعلمان إن تطلعات شعبنا كانت تتمحور حول الرغبة في تمزيق ستار الصمت عن المسكوت عنه في المليون ميل مربع و هي جديرة بالتضحية من اجلها لذلك قدم الكثيرين بل الملايين حياتهم رخيصاً لنكون احراراً و مكرمين دون فرض الوصايا و الاستعلاء الثقافي كما كان يحدث في السابق ، لكن لا يمكننا لمجرد الحنين و الشوق إن نحاول طي صفحات التاريخ السوداء كانها بساط مر عليه وفد حكومي زائر ، ما حدث يعكس حالة التوهان الذي يعيش فيه الوطن بعد إن تفرغ قيادة الدولة للصراع حول السلطة في حين إن الدولة بحاجة لمشروع وطني يستطيع من خلاله تلمس خطواته سواء كان للامام او الخلف بدلاً من التخبط و الحنين للماضي التليد و الحنين للاضطهاد .. الحنين للاستعباد .. بدلاً من الحرية .. الإلتفات للخلف بدلاً من المضى للامام ..! ما لا يدعوا مجالاً للشك آن الكثيرين ادمنوا الاستقرار بالنمط القديم و بروق الحب ، و مازالوا اسيرى في سجون الاستعباد النفسي ، إن الفيلم عمل يصبوا لتقويض جهود اهل الهامش السوداني في تقرير مصيرهم و كرت دعوة مفتوحة لشعب جنوب السودان لحضور كرنفالات العياض على وطن لم يكن يحترم إنسانيتهم . يختلف مواقفنا .. و يختلف الكراسي التي نجلس عليه و نحن نشاهد بروق ( الحنين ) او بروق ( الانين ) او بروق ( الشيطان ) لكن يظل الحقيقة إنها عمل سي لا يمكن الدفاع عنها و ننتظر منكم القبول بتلك الحقيقة حتى لو رفضتم . مع فائق الاحترام.