شاهد بالصور.. الفنانة مروة الدولية تكتسح "الترند" بلقطات رومانسية مع زوجها الضابط الشاب وساخرون: (دي اسمها لمن القطر يفوتك وتشتري القطر بقروشك)    شاهد بالفيديو.. بشريات عودة الحياة لطبيعتها في أم درمان.. افتتاح مسجد جديد بأحد أحياء أم در العريقة والمئات من المواطنين يصلون فيه صلاة الجمعة    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    شاهد بالصورة.. زواج الفنانة الشهيرة مروة الدولية من ضابط شاب يقيم بالقاهرة يشعل مواقع التواصل السودانية    القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح: بدأت قواتكم المشتركة الباسلة لحركات الكفاح المسلح بجانب القوات المسلحة معركة حاسمة لتحرير مصفاة الجيلي    مصطفى بكري يكشف مفاجآت التعديل الوزاري الجديد 2024.. هؤلاء مرشحون للرحيل!    شاهد مجندات بالحركات المسلحة الداعمة للجيش في الخطوط الأمامية للدفاع عن مدينة الفاشر    إجتماع مهم للإتحاد السوداني مع الكاف بخصوص إيقاف الرخص الإفريقية للمدربين السودانيين    وزير الصحة: فرق التحصين استطاعت ايصال ادوية لدارفور تكفى لشهرين    وكيل الحكم الاتحادى يشيد بتجربةمحلية بحرى في خدمة المواطنين    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انفصال جنوب السودان .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 05 - 10 - 2009


Shawgi Badri [[email protected]]
اليوم 4 أكتوبر 2009 ، وبعد انتهاء مؤتمر جوبا ، وضح أن انفصال الجنوب ، وليس استقلاله كما قلت من قبل ، قد صار قاب قوسين أو أدنى . المتبى قال :
اذا رحلت عن قوم وقد قدروا الأ تفارقهم فالراحلون هم
نحن الشماليون قد بذلنا جهدا خارقا لكى نجعل الجنوبيين يتجهون الى الانفصال .
أنا أحد الذين تفتحت أعينهم فى الجنوب وهنالك نمت أسنانى وقويت عظامى وأشتد ساعدى ، من أكثر المتألمين للانفصال . ففى الجنوب ولد أشقائى ودفن أحدهم ، وكان مرتع صبانا . ودفن فيه أحبابنا وأصدقاؤنا وأتراب طفولتنا وشبابنا . السؤال الآن ماذا بعد الانفصال ؟ .
هذا الكتيب نشر بعد انقلاب الجبهه و لقد رفضت جريدة الخرطوم بالقاهره نشره و لقد قدمته لكثير من المفكرين و السياسييين الا انهم تجاهلوه . و لقد هاجمني بعضهم و وصفوني بالعماله و حتي الجنون.
و ها نحن بعد 14 عاما نواجه احتمال انفصال الجنوب . و قبل اكثر من اربعين سنه كتبت رواية "الحنق" لعرض مشكلة الاضطهاد الذي يواجهه الجنوبيون . و لم نعمل اي شئ !! و لم نهتم .
استقلال جنوب السودان
بعد ان سرق الاخوان المسلمون السلطه في الخرطوم و جثموا علي صدر الشعب، نكلوا بالاحرار و فرضوا اطول نظام حظر تجول في تاريخ البشريه . حطموا الجنوب تحت ضربات جيش نظامي و المتشنجين الدينيين ، و لقد سمح حتي لعتاة المجرمين بترك السجون و للتطوع في الجهاد و ذبح الجنوبيين
ان اغلبية العسكريين يحلمون بحروب طاحنه لممارسة القتال و التكتيكات العسكريه التي درسوها . كما يحلو للبعض ان يشاهد اثر الرصاص و الاسلحه الحديثه علي اجسام بشريه و هم علي اقتناع بأنها ستكون حطبا للنار في يوم القيامه . من المؤكد ان البعض قد تأثر بافلام هوليود . ان السودان الذي يحتاج للفنيين و الزراعيين قد امتلأ بالمقاتلين حتي صار النظام يصدرهم ، و لقد قبض علي بعضهم في كشمير ، و هم علي استعداد لتقديم خدماتهم الغاليه حتي لسويسرا؟؟؟
ان ابناء الشمال يزج بهم في حرب غادره بعد عملية غسل مخ بأسم الجهاد و الحرب المقدسه . لو ان عشر هذه المجهودات وجه للبناء و التعمير لتقدم السودان كثيرا . و المؤلم هو ان الجيوش عادة تكون مليئه بالاقليات العرقيه لان الجيش هو المكان الوحيد الذي قد يعطي فرصه شبه متكافئه . و هذه الاقليات تجد نفسها الان تحارب شعبا اقرب اليها من السيد الشمالي . و الجنود من الاصل الجنوبي و جبال النوبه قد يمعنوا في الوحشيه كي يثبتوا ولائهم لنظام الشمال!!! .
السودان الذي يعتبر الان من اتعس و افقر الدول علي ظهر هذا الكوكب ينفق البلايين علي التسليح في حرب استعماريه لا معني لها . هذه الاموال كان يمكن ان تصرف علي التعليم و العلاج فحتي الميسورين لا يجدون العلاج في السودان . و السودان يصرف دولارا واحدا للعلاج لكل فرد. و هذا الدولار يساوي خمس طلقات من رشاش صغير . اننا نرتكب هذه الحماقه باعين مفتوحه ، ثم نغني اغنية انكسرالقوس و السبع يتقدم .
من المؤلم ان البلاد العربيه تحارب حكومة السودان الحاليه و تنتقد كل ما تقوم به . الا انهم لا يعارضون حرب الجنوب، بل يقفون مع الشمال في محاولته لتنظيف الارض قبل رمي البذور العربيه المحسنه !!
لقد صرعنا اقتصادنا في الشمال مع سبق الاصرار و الترصد، و بدلا من مساعدة الجنوب حولناه الي خرائب و هياكل بشريه تمشي جراء الجوع و التجويع و الحصار الاقتصادي .
و خلق عسكريون جهنميون يتفاخرون بحرق القري و ذبح الاطفال و اغتصاب العذراوات . بل وجدوا مقابرا تحمل اسمائهم. و رجعوا للشمال لسرد هذه الفظائع وسط فخر الاهل و الاصدقاء و اكواب الشاي . لو ان الهان او المغول احتلوا جنوب السودان لما استطاعوا ان يباروا جنود الشمال الابطال .
الجنوب يمثل عمقا استراتيجيا للشمال و التجاره يمكن ان تكون اكثر ازدهارا داخل حدود اكبر . و انه لشعور جميل ان نحس باننا مواطنون من اكبر قطر افريقي ، و احدي اكبر الدول مساحه في العالم . الا انها اشياء معنويه فقط تدغدغ الشعور الوطني ، اما ان نتمسك بالجنوب بالرغم من رفض اهله فهذا شئ مخجل يضر بالجنوب و يسئ الينا كثيرا . و ايجاد الحلول يكون صعبا في العاده عندما نكون مواجهين بمشكله.
الجنوب يعتبر اليوم مخزنا للعماله الرخيصه و مصدرا للمواد الخام و سوقا لاعادة التصدير ، تماما كما يمثل الشمال لبعض الدول العربيه . و الشئ المؤكد هو ان الجنوب ليس ملكا للبافاريين او الاستونيين و لا الشماليين. الجنوب للجنوبيين .
اما مسرحية اذا تركنا الجنوبيين لحالهم لقتلوا بعضهم البعض ، لانهم قبائل متوحشه لا دين لهم و لا قانون ، فهذا شئ ممجوج. و هذه الاسطوانه عزفها الانجليز من قبل عندما طالب الشمال بالاستقلال . و لا نزال نسمع بان الجنوبيين مرتشون قذرون ، لا يهمهم سوي الدعاره و السكر و ان الفساد يجري في دمائهم . لقد سمعت الاوربيين يقولون نفس الشئ عن الشمال بل و اكثر .
اين يا تري ذهبت البلايين التي اقترضها السودان، و الجنوب ملزم الان بدفع هذه الديون.
اما ميزانية الجنوب التي يتشدق الشماليون بانهم يدفعون جزءا كبيرا منها ، فأنها تعود الي جيوب رجال الاعمال الشماليين و المقامرين و المضاربين . فالجنوبي لا يملك حتي صنع القرار و لا الشركات و رؤوس الاموال و البنوك . الشمال يحسب ان الجنوب لا يستطيع ان يعيش بدونه ، و الديك يظن ان الشمس تشرق لصياحه .
حتي اذا سنت القوانين العادله و اعيد كتابة الدستور و قانون الاحوال الشخصيه و امن الدوله و القانون الجنائي و الشرعي ....الخ ، فلن نضمن ابدا حق الجنوبيين . لان الحياه اليوميه لا تخضع فقط للقوانين المكتوبه ، انها القوانين الغير مكتوبه التي تسير حياة البشر . و الجنوبي لا يمكن ان يقاضي و يرفع الدعوات و الشكاوي اثر كل ابتسامه لزجه و نظرة سخريه و استخفاف. و سيهان الجنوبي في الشمال و في ارضه ، و ستقفل امامه فرصة العمل و التجاره و السكن في المناطق المرغوبه ، و ان يشارك في غرفة مستشفي حكومي او خاص ، و ان يدخل ابنائه بعض المدارس و كثير من الوظائف........الخ.
هذه الظروف ليست جديده و لم يخلقها المستعمر كما يحلو لنا ان نقول . انها تمتد لالاف السنين حتي قبل ان يعرف الاوربيون الكلام. فالجنوب كان يمثل مزرعه كبيره للعبيد . لان الشمال قد طور اقتصاده و تجارته و لغته و وسائل القتل بطريقه اكثر تطورا من الجنوب.
ان العبوديه في حد ذاتها ليست شيئا نخجل منه ، لقد وجدت في كل العالم ، و لقد عرفتها الصين الي سنة1949 و بعض الاقطار العربيه بعد ذلك . و لكن ان تظل الافكار و الخلفيه تعشعش في رؤوسنا فهذا شئ مخجل.
ادريس ابتر و الزبير باشا مغامرون خلقوا ممالك في الجنوب و وسعوا تجارة الرقيق لكي تصير عالميه مقننه بعد ان كانت بيتيه او بطريركيه فقط. هؤلاء المجرمون معظمون في الشمال، و يدرس الطلاب في الجنوب تاريخ الزبير باشا كبطل وطني . و يطلق اسم الزبير باشا علي احد اكبر الشوارع في الخرطوم . و نحن لا نزال ندعي بان الجنوب شريك كامل في هذه الدوله .هل سمع الشماليون عن اي بطل جنوبي كجركويك مثلا ؟؟.
ان امريكا التي هي اليوم اقوي و اكبر دوله في العالم ، لا تستطيع و بالرغم من تشدقها بالحريه و الديمقراطيه و المساواه، ان تضمن للسود حقوقهم . و دخل السود يقل 35% عن البيض . و السود يفرقون في السكن و المدارس و العلاج .....الخ. حتي المليونيرات من السود يفرقون. مستوي الوفيات وسط اطفال السود يفوق بعض الدول الناميه ، و هو ثلاثه الي اربعه اضعاف اطفال البيض .
القوانين و الدساتير لا تكفل العداله و الحريه في الدول المتطوره ، ناهيك عن شمال السودان الذي تأكله الشوفينيه و التعصب الديني . المضحك المبكي ان الشماليين يصدمون عندما يواجهون التفرقه العنصريه و يوصفون بانهم عبيد في الدول العربيه. و لكن هذا لا يغير من نظرة الشماليين نحو الجنوبيين ، عجبا ! .
التعصب و الشيوفينيه مرض نفسي كالغيره لا يخضع للعقل و المعقوليه ، و لا يستطيع اكثر الناس ان يتخلصوا منه . بعض التقدميين الشماليين و الماركسيين لا يخفون احتقارهم للجنوبيين ، بل يفتخرون بهذا علنا . و هم اول من يؤيد قضايا التحرر الوطني و يقف ضد العنصريه في الدول الاخري . اغلب الرجال يقف مع تحرر المرأه في ما عدا زوجاتهم. ان مناقشة موضوع الجنوب مع الشماليين لاصعب من عمليه شرح السراب لاسكيمي اخرص ابكم .
المصطلح ( عربي ) لا يعني الا وصفا اجتماعيا اقتصاديا و يطلق في المدن السودانيه علي سكان الباديه . الشماليون من المؤكد افارقه ، فالدماء العربيه التي دخلت السودان قبل 300 او 400 عام لا يمكن ان تكون اكثر من الدماء التي وجدت لالاف السنين و الحضاره النوبيه.
و كما ينقسم الاوربيون الي سلاف و جرمان انجلو-ساكسون و لاتين و رومان ، يمكننا ان نقسم الافارقه الي اثيوبيين و بانتو و سودانيين و نيليين و اقزام خط الاستواء و الحاميين في شمال القاره . و نحن الشماليون نمثل الاثيوبيين الحاميين مع بعض الدماء العربيه .
شكلنا و تركيبنا الجسماني يجمعنا مع الاريتريين و الاثيوبيين و الصوماليين الا ان ديننا و لغتنا يجمعنا مع العالم العربي و هذا خيارنا و طريقنا . و الجنوبيين غير ملزمين بان يتبعونا . و حتي اذا كنا عربا مائه في المائه لا يجعلنا هذا خير من النرويجيين او اسوأ من الكنقوليين ، فكلنا بشر
الجنرال كستر الامريكي في حربه مع الهنود الحمر قال ان واجبه ان ينظف الارض لحضارة البيض ، و ان العالم يطرق برأسه موافقا . يبدو انه كان يتكلم عن عالم مكون من البلغار فقط ، لانهم الشعب الوحيد الذي يطرق براسه ليقول لا و يهز راسه موافقا.
الحرب التي تدور الان في الجنوب ليست دينيه فقط . الامهرا في اثيوبيا يحتقرون القبائل الجنوبيه و يصفونهم بالعبيد . و بعض الماركسيين الاثيوبيين يكرهون منقستو هايلي مريم لانه في رأيهم ( باريا ) و تعني عبد. بالرغم من الجميع مسيحيون . ان المشكله تاريخيه شوفينيه ترجع الي ايام مملكة اكسوم و ملكة سبأ
القبائل المتكلمه باللغه العربيه في السودان تمثل 37 % من سكان السودان ، و الشماليون يتجنبون اقامة علاقه شخصيه مع افراد جنوبيين ، و تتكون عندهم افكار و توقعات مسبقه غير جيده . ان الشوفينيه و التعصب يصعب التخلص منها بل يستحيل ، لاننا نورثها مغ لبن الام و التربيه الاولي ، و الغرض ان نحمي انفسنا ، و كياننا ، و احساسنا باننا وحده ، مجموعه او امه ، و بهذا نشجع نظرية نحن و هم . و الاوربي الذي يهاجر الي اميركا و جنوب افريقيا يواجه في كثير من الاحيان ظروفا اسوء من ظروف بلده ، الا ان الشعور بانه سيكون خيرا من اقليات اخري بمجرد دخوله اميركا يعطيه شعورا بالرضا.
فالمجتمع ينظر اليه مباشره علي انه خير من الزنوج و الاسيويين و المكسيك . كلنا يحتاج الي ماسح احذيه ، او الشعور بالانتماء باننا خير من شخص اخر . بهذا نكون نوادي لمشجعي كرة القدم او جمعيات الماسونيين ...الخ
قبل هجرة السود و الاسيويين لاوربا كان عند الاورببيين زنوجهم ، انهم الغجر و حتي بعد حرق نصف مليونا من الغجر في معسكرات الاعتقال لم يحظوا بتعويضات مثل اليهود ، و لم تتغير النظره نحوهم في اوربا.
ان مسلمي بوسنيا هم نفس البشر و نفس العرق كالصرب ، و الكروات لا يمكن ان نتحدث هنا عن العرق ، لان الحقد و الكراهيه ، تفوق اي اختلاف عرقي اصيل انها نظره نحن و الاخرين ، فلنحرقهم لنخلق متسعا لنا .
ان الفلاح الارلندي كان يهرب من الاضطهاد و الانجليز لاميركا و يزود ببندقيه و زي عسكري ، و يصير مواطنا من الدرجه الاولي بحق قانوني لكي يذبح الهنود الحمر دون ان يقدم لمحاكمه ، و يشارك في الحرب المكسيكيه . فاميركا لم تتوسع شمالا لان الانكلوسكسون كانوا في كندا و لذا توسعوا جنوبا و نزعت تكساس و كليفورنيا من المكسيك لانهم ليسوا بيضا .
اننا ندين اسرائيل لان الدستور الاسرائيلي يعطي اي مجرم من اي ركن في اوربا حق الادعاء بانه يهودي ، و يقوم برشوة رابي مأفون ببعض الزجاجات من الفودكا و يتحصل علي شهاده و يصير مواطنا من الدرجه الاولي في اسرائيل .
احفاد بني عمان الذين استقبلوا سيدنا ابراهيم كضيف فهم مواطنون من الدرجه الثانيه و لا يحق لهم الخدمه في جيش الدفاع الاسرائيلي . اليهود اليمنيون يسكنون مساكن متداعيه ضيقه في حي تكفا . مستوي حياتهم لا يقارن باليهود الاوربيين الذين يفصلهم شارع واحد في حي يادي الياو (نبي الله الخضر ) او بعيدا في حي رامادقان الفاخر . اليمنيون لا يجلسون في بورصة الاسهم او الماس ، و لا يديرون المصارف و بيوت الاموال ، و لا يشترون الملابس من حوانيت شارع الانبي الفاخر ، و يقومون بكل الاعمال الشاقه و القذره . يهود شرق اوربا يتحصلون علي مساكن احسن من مساكن المهاجرين من المغرب . التفرقه تمارس تحت اسم الدين في داخل نفس المله و تحت سمع القانون .
في توراة اليهود فان سيدنا موسي يقول لليهود بعد الخروج من مصر ( انتم الان قبيله واحده .) و احتج اليهود الذين كانوا عبيدا في مصر لاكثر من 500 سنه و رفضوا المساواه بالكوشيين . الكوشيون هم اجدادنا نحن السودانيين . حتي قبل الاف السنين كان العبيد يفرقون بعضهم البعض . فقبل العبوديه في مصر كان اليهود عبيدا للاشوريين في العراق .
المصري و السعودي يعتبروا مواطنين من الدرجه الاولي بمجرد ان تطأ اقدامهم ارض السودان . بل ان بعض الاوربيين و مواطني دول البترول يعاملون احسن من المواطن درجه اولي و هم يتصرفون علي هذا الاساس.
الجنوبي الذي وجد في السوان منذ بدأ الخليقه يعتبر مواطن من الدرجه العاشره . فبعد السيد الشمالي الغني او المتعلم ، تجد عدة طبقات رأسيه و افقيه.
القبائل الشماليه حول النيل من المفروض ان تكون درجه اولي . تأتي بعدها قبائل اقل شئنا كالبجه و قبائل غرب السودان ثم باقي المهاجرين من اريتريا و اثيوبيا و غرب افريقيا و اهل اثيوبيا يذوبون في المجتمع الشمالي لانهم اقرب شكلا و سحنه . الجنوبيين هم في نهاية السلم الاجتماعي
للجنوبي الحق في يكون حذرا في تعامله مع الشماليين ، لان الشرف و الامانه سلعه قد تكون رائجه عندما يتعامل السيد الشمالي مع اقرانه ، الا انه يتغاضي عن هذه القيم عندما يتعامل مع الجنوبي . عندما طبقت الشريعه الاسلاميه كان اغلب الذين فقدوا اقدامهم او اياديهم او حياتهم من غير اهل الشمال .
من الرائع ان يساعد السودان الشعب العراقي ضد الحصار الاميركيو لكن ان يرسل الشماليون اللحوم و المواد الغذائيه للعراق فهذا من سخرية القدر، ان شعب الجنوب يموت جوعا ، و المستوي المعيشي في العراق بالرغم من تدهوره الان هو ما يحلم به الجنوبيون بعد مائه عام .
الشعب العراقي يجب ان يرفض هذه المساعدات لانها مشاركه في جريمه ، او علي اقل تقدير استلام المال المسروق . و لقد ارسل الشمال الجنود للمشاركه في حروب عربيه ، و استضافوا الكليه الحربيه المصريه بعد الحرب الاسرائيليه. و يحاربون في افغانستان و كشمير . و سمحوا للمخابرات المصريه بالعمل في السودان بالمكشوف كما استضافوا الاف الفلسطينيين بعد طردهم من لبنان . و استقبلوا الطائرات العراقيه في اثناء حرب الخليج . هل كان بامكان الجنوب ان يستضيف جيش يوغندا او ان يرسل ابناء الشمال للحرب في انقولا ؟ ! او ان يسمح للكليه الحربيه الكينيه بالتواجد في جوبا ؟ انها شراكه غير متكافئه .
للجنوب اليوم الحق في الانفصال بعد ان تأكد لهم في كل مره بان الشمال لن يعتبرهم كشركاء كاملين بل يعتبر الجنوب كمحميه ان لم تكن مستعمره كامله .
ان الشمال يخطط و يتصرف في بترول الجنوب و كانه ليس للجنوبيين اي وجود . هل هذا قانون العبد و ما ملكت يداه ملكا لسيده ؟! حتي المصفاه خطط لبنائها في الشمال . و الشمال يدخل في احلاف و يخرج من احلاف و يدخل في اتفاقيات تكامل و مشروع وحده مع ليبيا و مغازلات مع ايران . و وفود و خبراء من كل الدول ،و مستشارين لكل شئ حتي الانهيارات الجليديه و الجنوب لا يسأل عن رأيه .
ان اعذار الشمال تبدو كاوبرا مترجمه و لا نزال نسمع ان الوقت لم يعد بعد كافيا. لقد مرت 37 سنه منذ الاستقلال تمكنا فيها من تخريب الجنوب و نهبه و قتل اهله ، و لو ان ابشع المخلوقات من الفضاء الخارجي اتت الي السودان لما استطاعت ان تعمل نصف الخراب الذي حققناه في الجنوب. و اذا قرر الشماليون تخريب بلادهم و تحويلها الي اتعس بلد علي ظهر هذا الكوكب بعد الصومال ، فلماذا لا ينسحب الجنوبي. حتي الهنود قد ابطلوا عادة ارسال الزوجه الي قبر زوجها و الجنوب ليس بزوجة الشمال.
ان حكومة الاخوان المسلمين الحاليه في السودان ستنهار و الموضوع مسأله وقت لا اكثر . و لكن يبدو ان السودان سيكون في قبضة الطائفيه لمده طويله جدا . و حتي بعد رجوع الديمقراطيه ستمارس الاحزاب نفس الغلطات ، لان العائلتين المسيطرتين علي البلد ما هما الا طفيليات يعيش اعضاؤها بدون ان ينتجوا او يشاركوا في الانتاج، انهم حتي لا يتكرمون بدفع ضرائب دخل !! و هؤلاء البشر لن ينسفوا القاعده الدينيه التي يقفون عليها . و ما ذنب الجنوبيين اذا رضينا نحن بهذه المهزله ؟
ان الشماليين يقيمون الارض بخصوص مشكلة حلايب ، و حلايب ارض صحراويه جرداء لا يستفيد اهلها من السلطه السودانيه او المصريه بشكل من الاشكال ، بل تعتبر السلطتين كجزء من مشاكلهم . اننا كشماليين علي استعداد ان نموت دفاعا عن حلايب ، و يمكن ان ندخل حربا ضد شعب قريب منا . لماذا لا نحس بنفس شعور الجنوبي الذي يري بلاده تسرق امام اعينه و تغتصب نسائهم و يذبح اطفالهم .
اغلب السودانيين يدعون ان نسبهم يرجع الي العباس عم الرسول عليه الصلاة و السلام . و لهم شجرة عائله مكتوبه تثبت ذلك . و لكن الحقيقه انه كان هنالك و لا يزال مزورين بارعين خاصه في منطقة الدامر يلصقون اي انسان باي نسب يطلبه بالاجر المدفوع . و العباس هذا يبدو انه الوحيد الذي لم يصب بالعقم من ال هاشم فاغلب مسلمي الارض ينتمون اليه . ماذا عن اخيه عبدالعزي او ابولهب الذي كان وسيما ذكيا يبدو و كأن اللهب يخرج من عينيه ، من ابناءه عتبه و عتيبه الذين تزوجا بنات النبي صلي الله عليه و سلم و امهم حمالة الحطب . ماذا حدث لاحفادهم اليس من الجائز ان لهم احفاد في السودان ؟ ماذا عن البشير و عصابته .
ان ابن العباس الوحيد الذي تحصل علي فيزا خروج و ترك الحجاز ، يرقد الان في سمرقند بعد ان قطع المجوس راسه و رموا به في البئر حتي قبل ان يتفرغ لصناعة و انتاج الامم.
من الاخطاء التي ارتكبها الماركسيون و التقدميون اثناء حرب تحرير الجزائر ، زعمهم ان النضال الجزائري جزء من نضال الطبقه العامله الفرنسيه . و علي الجزائريين الانتظار الي حين فوز البروليتاريا في فرنسا . نسوا ان النضال الجزائري نضال قومي مختلف . عندما يتعلق الامر بالعنصريه و الشيفونيه لا تنفع النظريات الماركسيه الجاهزه فللامر ابعاد مختلفه هذا ما يؤكده المفكر فرانس فانون .
للجنوبيين نضال قومي يختلف عن الشمال . القوميه في السودان لا تزال تحت التكوين . القوميه تتكامل تحت علاقة انتاج متطوره . نحن الان نخضع للانتاج العفوي البدائي ، الا ان الخطوط العريضه تبدو واضحه لقوميتين مختلفتين .
القوميه هي وحده بشريه مستقره متجانسه باقتصاد مشترك ، لغه مشتركه ، ارض مشتركه و تاريخ مشترك و الاهم تركيبه نفسيه مشتركه . كل هذا ينعكس علي الثقافه . و لهذا ندين الصهاينه لانهم يدعون ان كل اليهود قوميه واحده . فاليهودي في تعز في اليمن او قوندر في اثيوبيا من المستحيل ان تكون له نفس التركيبه النفسيه كيهودي في نيويورك . و ليس بينهم لغه مشتركه .
و من المفروض ان يكون هنالك حزب شيوعي جنوبي . فالشيوعي الشمالي لا يمكن ان يحس و يعرف نضال الجنوب اكثر من اهله . و الشيوعيون الجنوبيون ينظر اليهم كخونه او صنائع للشمال و كثير من الشيوعيين الشماليين لم يتخلصوا من النظره الشيوفينيه الضيقه و عقدة الاخ الاكبر .
بينما يموت الجنوبيون جوعا تصرف البلايين علي الاسلحه . و يعاني حتي سكان الخرطوم من عجز المستشفيات . و الميسورون في الشمال ينتظر ان تتصدق عليهم الدول الصديقه بالعلاج . و يفتك السل بأهل الشرق . و يسرق الاخوان المسلمون مال الدوله ، و يناقشون الحلال والحرام ، و هل تلبس الساعه في اليد اليمني ام اليسري ، وهل يدخل المؤمن عقلة صباعه الوسطي ام عقلتين في الاست بعد الغسل لضمان الطهاره .
ويفرضون الزي الاسلامي في بلد لا يجد الناس فيه خرقه لتستر عورتهم ، و يأكلون القوارض و الحشرات لنقص البروتينات . محاولة الاحتفاظ بالجنوب بالقوه و بأي وسيله تعود علينا و علي الجنوب بنفس الفائده عندما نكبر قبل ذبح الخنزير . هذه المشكله لم يخلقها الاستعمار لقد وجدت منذ الاف السنين حتي قبل ان يتعلم الانجليز الكلام .
قبل الاستقلال كان هنالك تاجرا شماليا في كل قريه جنوبيه يسرق المواطنين و يحتقرهم ، فيما عدا الاقليه العاقله . و كل المشاريع الضخمه من دبة الفخار في اعالي النيل الي منطقة السدود هي في قبضة الشماليين بعد ان نزعت الارض بكل الاساليب من اهلها .
قانون المناطق المقفوله لم يمنع الشماليين من التواجد في الجنوب . و لقد بدأت حوادث الجنوب بسبب رعونة الحكومه الشماليه و كانت اول رصاصه تطلق بواسطة ضابط شمالي علي نافوخ جنوبي. و اذا لم يكن مسموحا للشماليين بالتواجد في الجنوب كيف قتل الشماليون و اسرهم ، انهم لم يقتلوا بالمراسله .
ما هو الشئ الجميل الذي حققناه في الجنوب بعد ما يقارب من اربعه عقود ؟ لقد عمقنا الكراهيه و خربنا الجنوب و اقتصاد الشمال و جعلنا مسألة الجوار اكثر صعوبه في المستقبل . من المؤكد ان هناك كثير من الجنوبيين يسكنون الشمال و مجموعه من الشماليين في جنوب السودان . من حق الجنوبي ان يشعر بالغبن حتي بعد استقلال بلاده فلقد عقد الشمال معاهدات و تكرم بماء النيل و اقترض بلاينا من الدولارات لكي تدفعها اجيال قادمه حتي بدون ان يستشار .
لو كنت جنوبيا لكنت الان احارب لاحمي امي و اختي و اهلي و تراثي و لغتي و تراب بلادي و حريتي و قيمي كأنسان و لن اطالب باقل من الاستقلال لان التجربه اثبتت ان السيد الشمالي لا يتغير ابدا.
الاختام جاهزه كالعاده و ستدمغ هذه الافكار بالجنون و الخيانه و حب لفت النظر ، الا انها الحقيقه المره . و لنفكر قليلا .
ملحوظه
اليوم بعد مرور 14 سنه منذ هذه الكتابه التي ترجمت و نشرت في حلقات في مجلة اس بي ال ايه ، اظن ان ما طرحه جون قرنق من فكرة الكونفدراليه تعتبر مقبوله .
التحية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.