قتل 66 جنديا خلال يومين من الاشتباكات التي شهدتها عاصمة جنوب السودان، جوبا، بحسب ما ذكره أطباء في مستشفى عسكري. ويخيم حاليا هدوء حذر على جوبا، وذلك بعد تجدد الاشتباكات صباح الثلاثاء عقب يوم واحد من إعلان الحكومة عن قضائها على محاولة انقلاب. وقال أجاك بولين، وهو طبيب بمستشفى عسكري، إن 66 جنديا، على الأقل، قتلوا خلال الاشتباكات التي بدأت مساء الأحد. وأضاف، في حديث مع وسائل إعلام محلية: "مات حتى الآن سبعة جنود أثناء تلقيهم العلاج، بينما قتل 59 آخرون (في الاشتباكات)". وأكد وزير خارجية جوبا، برنابا ماريال بنيامين، أن قوات الأمن تتعقب حاليا بقايا أنصار نائب الرئيس السابق، ريك مشار، المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب. وقال وزير الإعلام مايكل مكوي لإذاعة الأممالمتحدة المحلية إن السلطات ألقت القبض على عدد كبير من المسئولين السابقين والوزراء. وأضاف أنه سيجري التحقيق مع هذه القيادات وغيرها، وتقديمهم للعدالة. "خلافات" وتقول الحكومة إنها تبحث حاليا عن مشار، الذي أقاله رئيس جنوب السودان سلفا كير في يوليو/تموز. وكان مشار قد أعلن عن خطط للترشح في الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في عام 2015. ويتولى مشار حاليا قيادة فصيل معارض داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان. وقال الأمين العام السابق للحركة الشعبية لتحرير السودان، باقان أموم، إنه من الصعب وصف ما حدث بالمحاولة الانقلابية. واعتبر أن هناك خلافات بين قيادات عسكرية داخل الجيش الشعبي لتحرير السودان ربما تحولت الى اشتباكات عسكرية. وقال باقان، الذي أقاله رئيس جنوب السودان من منصبه قبل أشهر، أن الموقف لم ينجل بعد، داعيا المواطنين إلى الهدوء وعدم الانسياق وراء الشائعات. توترات عرقية ودعت مبعوثة الأممالمتحدة في جوبا، هيلدا جونسون، إلى تجنب أي تصرف يمكن أن يثير أعمال عنف أو توترات عرقية. وأوضحت المسؤولة الأممية أن حوالي عشرة آلاف مدني لاذوا بمنشآت تابعة للأمم المتحدة هربا من الاشتباكات. وبدأت الحياة تعود تدريجيا بعد فتح المتاجر لأبوابها وعودة خطوط الهاتف للعمل بعد قطعها خلال اليومين الماضيين. وتفرض السلطات حاليا حظر تجوال ليلا. لكن الوجود الكثيف لأفراد الجيش الشعبي اختفى من المدينة باستثناء في محيط المرافق الحيوية.