zoheir [[email protected]] * الكل يتحدث عن هزيمة أو فضيحة الهلال وكأنها شئ غريب، وإذا وجدنا العذر للبسطاء الذين تجوز عليهم الخدع والأكاذيب، فما بال العارفين والراشدين من أهل هذا البلد؟! * كلنا يعرف أن الذى يحدث فى الهلال والمريخ وملاعب ودهاليز كرة القدم من اهدار الأموال الطائلة واستيراد (فاقد تربوى) الملاعب الافريقية والتجنيس وترهات الصحافة الرياضية.. إلخ، لا علاقة له بالرياضة ولا كرة القدم، وانما هو تمثيلية ركيكة لخداع البسطاء من الناس لتغطية الفشل الذريع الذى تشهده بلادنا فى كل جوانب الحياة الأخرى منذ سنوات طويلة !! * بالله عليكم كيف ينتصرالهلال أو المريخ أو المنتخب الوطنى فى بطولة خارجية، وليس هنالك قاعدة يستند عليها البنيان الرياضى، حيث انهارت الرياضة المدرسية ولم تعد هنالك حتى حصص للتربية الرياضية، ولا توجد فرق أو منافسات أو مدارس للناشئين بل حتى كورة ( الدافورى) تلاشت من الأحياء، وما نراه على ما يسمى بملاعب ( الروابط) لا يمت للرياضة بصلة إذ يستشرى الفساد بكل أنواعه ابتداءا من تزوير أعمار اللاعبين ولقد رأيت بعينى قبل بضعة أعوام، دفتر شهادات ميلاد كاملا ومختوما على بياض، ولا أدرى إن كان مزورا أم حقيقيا، فى حوزة أحد إدارييى فرق الناشئين، يستخدمه لتزوير أعمار اللاعبين وتسجيلهم من أجل انتصارات زائفة !! ولماذا نذهب بعيدا .. ألم يكتشف المنظمون للبطولة الأخيرة لدول شرق ووسط أفريقيا لكرة القدم للناشئين التى كانت ببلادنا وجود لاعبين فوق السن القانونية بكثير فى منتخبنا وكانت فضيحتنا بجلاجل ؟! * كيف ننتصر وقد ابتعد الرياضيون الحقيقيون وسيطرعلى الأندية والاتحادات الرياضية والصحافة الرياضية من ليس لهم صلة بالرياضة ما عدا قلة قليلة، وكل معرفتهم بالرياضة هى أموال طائلة لا يعرف أحد مصدرها، ينفقونها بلا حساب ويمارسون بها خداع البسطاء، وإذا كان أحدهم قد نجح فى إلهاء المريخاب عن هزائمهم وفضائحهم الأخيرة بالمدرب البرازيلى الجديد، فغدا سينجح الآخر فى إلهاء الهلالاب عن فضائحهم بمحترف جديد أو مدرب جديد بمساعدة ومباركة حارقى البخور والمصلحجية والمنتفعين !! * أستغرب أنكم تستغربون لهزيمتنا فى كرة القدم بينما الهزيمة هى العنوان الرئيسى لكل شئ فى حياتنا ابتداءا من السياسة وحتى الطماطم التى صرنا نستوردها من يوغندا، ولينظر كل من لديه شك حوله ويحاول أن يحصى انتصارا واحدا، وأرجو ألا يقول .. البترول أو السدود أو الطرق، فلقد كشفت الحالة الاقتصادية المتردية والكهرباء والخريف كل هذا الزيف !! * أحمدوا ربكم أنها كانت خمسة ولم تكن عشرة، ولكن لا تفرحوا كثيرا فال(عشرة) فى الطريق !! [email protected] جريدة السودانى، 7 أكتوبر، 2009