افادت انباء من مدينة الابيض عاصمة ولاية شمال كردفان عن دهس افراد من مليشيا الجنجويد لشخصين من احدي قري المدينة حالتهما حرجة بعد إصابات بالغة تعرضوا لها، في وقتٍ اتهم فيه والي الولاية احمد هارون قوات الجنجويد بالتسبب في الذعر والفوضي بالمدينة. وكانت مليشيات الجنجويد القادمة من اقليم دارفور قد قامت بعدد من اعمال القتل والاغتصاب والنهب داخل مدينة الابيض وفي اطرافها الاسابيع الماضية بعد عودتها من ساحة المواجهة في جنوب كردفان. وقال مواطنين من قرية (فرتنقول الشرقية) الواقعة جنوب مدينة الأبيض انه وفي تمام الساعة الخامسة مساء الاربعاء دخل مسلح من الجنجويد الي متجر المواطن صالح ادريس بالقرية و احتدم بينهم نقاش بسبب تعريفة بعض المواد قام علي اثره منسوب الجنجويد بدهس التاجر ومرافقه ويدعي الدقيل و "فرَّ بعدها هارباً". وتم نقل الجرحي في حالة حرجة إلي الابيض ومنها إلي العاصمة الخرطوم لتلقي العلاج. وكان الوالي احمد هارون قد اكد في تصريحات اعلامية صباح الاربعاء ان اجراءات تنفيذ قرار لجنة امن الولاية باخلاء قوات "الدفع السريع" من مناطق الولاية قد بدأ بعد الاجراءات التي تمت مع قيادتهم العليا. وقال هارون ان هذه القوات ليس لديها التدريب الكافي و "اتت من مجتمعات رعوية تسببت في احتكاكات مع المواطنين وسببت الزعر والفوضي بالمدينة"، حسب وصفه . غير انه اشاد بجهودها في ميادين القتال بمسارات ابو كرشولا وام بريمبيطة بجنوب كردفان ومناطق البترول واعلن هدوء الاوضاع تماما بعد الاحداث التي وقعت في اليومين الماضيين ودعا الي وحدة الصف والتماسك الاجتماعي . ويتجمع الآلاف من مقاتلي مليشيا الجنجويد جنوب منطقة طيبة وقرب مطار الابيض، بعد انسحابهم من المعارك الضارية التي شهدتها ولاية جنوب كردفان الشهر الماضي. وقالت مصادر، ان الجنجويد فقدوا اعدادا كبيرة من القتلي بسبب "وعورة جغرافيا منطقة جبال النوبة وتضاريسها والتنظيم العالي لقوات الجيش الشعبي لتحرير السودان التي تقاتل الجيش الحكومي منذ العام 1984م". ورفض الجنجويد العودة لجنوب كردفان مجدداً وطالبوا بتعويضات مالية ضخمة لمشاركتهم في القتال، ولاسر القتلي والجرحي. فيما رفضوا تسليم عتادهم واسلحتهم لقيادة المنطقة العسكرية بالابيض وهددوا بانهم سيعودوا بها لدارفور. ويمسك هارون بملف الجنجويد ويتخذ من ولاية شمال كردفان مركزاً "لقيادتها وتوفير الامدادات". وهو احد المتهمين الثلاثة من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب وجرائم اخري، بجانب الرئيس البشير وعلي كوشيب.