عندما خرج مواطني مدينة الأبيض والقري المجاورة لها في إنتفاضة عارمة هزت اركان حكومة الولاية قبل ثلاثة أيام إحتجاجاً علي الجرائم التي إرتكبتها مليشيا الجنجويد ، خاطب السيد والي ولاية شمال كردفان الجماهير المنتفضة وقد قطع وعداً بأنه سوف يخرج هذه القوات خلال (72) فقط من الولاية ، ومتحدياً بأنه سوف لن يرجع للمركز وأنه إذا لم يف بوعده سوف يعود إلي منزله.. أصبحت جماهير الولاية تنتظر خروج هذه المليشيا من حدود الولاية غير مأسوف عليها ، وعندما إنتهت المهلة المحددة وبدلاً من سماع الخبر السار بخروج هؤلاء ، إذ بخبر يقع كالصاعقة علي جماهير الولاية ، فجاء خبر مفاده أن مجموعة من مليشيا الجنجويد دخلوا قرية فرتنقول الشرقية وهي تقع جنوب قرية أم قرين القرية التي أغتيل فيها الشهيد / محمود عيسي وكان مقتله الحادث الذي أشعل التحرك الأخير ، وتقع جنوب غرب الهشاب تلك القرية التي تم إغتيال أحد الشباب فيها لأنه إعترض الجنجويد عندما حاولوا إغتصاب أخته ....... دخل الجنجويد هذه القرية ووجدوا المواطن صالح إدريس (62) عاماً، والمواطن الدقيل (71) عاماً وهما يجلسان علي الأرض أمام متجرهما ، فما كان منهم إلا أن دهسوا هذين المواطنين بالعربة وتركاهما بين دماؤهما وفروا هاربين. إن ما وعد به السيد الوالي ذهب أدراج الرياح ، ونري أن حكومة الولاية قد وقفت عاجزة وأصبحت تطلق الوعود الكاذبة ، وفي حالة إستمرار هذا النهج في التعامل مع هذا الموضوع فان هناك كارثة سوف تقع. إن جماهير الولاية قد صبرت كثيراً ، وسوف لن تصبر أكثر من ذلك ... وإذا تحركت وهذا هو المتوقع حسب مجريات الأمور ومعطيات الواقع ، فان الأمر لن يقف في حدود إخراج الجنجويد فقط ولكنا المطلب سيكون ذهاب النظام بكل أركانه ورموزه وقوانينه ومشروعه الحضاري .