zoheir [[email protected]] * على ذمة صحيفتنا والزميل النابه (ماهر أبوالجوخ)، تحدث البروفيسور محمد أبوزيد رئيس هيئة المظالم والحسبة العامة بكل وضوح وجرأة وألم فى المجلس الوطنى عن الضغوط التى تواجهها الهيئة من المسؤولين فى الدولة لانصافهم على حساب المواطنين، أو بعبارة أخرى ل(ظلم المواطنين)، وحسب عبارات البروفيسور التى قالها فى جلسة المجلس التى خصصت لمناقشة تقرير الأداء السنوى للهيئة أمس الأول .. ( إنهم يقولون لنا ويقصد المسؤولين إن شا الله عصرتوا لينا الناس ديل)، والناس الذين يتحدث عنهم البروفيسور هم الذين تظلموا للهيئة من ظلم وقع عليهم من أجهزة الدولة والمسؤولين !! * تخيلوا .. الهيئة التى أنشأتها الدولة لانصاف المظلومين يريدها بعض المسؤولين أن تتحول الى هيئة لعصر المظلومين وظلمهم فوق الظلم الواقع عليهم !! * ولكن البروفيسور وزملاءه الكرام يرفضون (عصر) المواطنين لصالح المسؤولين ، ويقول البروفيسور أمام المجلس الوطنى بأعلى صوته .. ( أنحنا ما بنعصر زول لزول، نحن قضاة نحكم بين الناس بالحق )، لا فض فوك أيها البروفيسور الجليل !! * وللأسف فإن المقابل لهذا المسلك النبيل هو حرمان الهيئة من ميزانيتها السنوية حسب حديث البروفيسور أى أن الظلم الذى تعانى منه الهيئة التى أنشئت لرفع الظلم عن المظلومين ليس تصرفا فرديا من بعض المسؤولين فقط، وإنما هو تصرف مؤسسى من الدولة نفسها، وإلا لما حرمت الهيئة من ميزانيتها السنوية !! هل يعقل ذلك؟، وهل يثق شخص فى أية مؤسسة من مؤسسات الدولة بعد ذلك إذا كانت هيئة قضائية عدلية تتعرض لكل هذا الضغط والظلم لتظلم المظلومين، بدلا عن انصافهم ؟! * ويضيف البروفيسور إنهم يعانون من عجز مالى كبير وهواتفهم مقطوعة ومهددون بقطع المياه والكهرباء إذا لم يسددوا ما عليهم من إلتزامات مالية !! * تخيلوا إلى أى مدنى تعانى هيئة رد المظالم ويضغط عليها البعض كى تتخلى عن ضميرها وأخلاقها وعملها وتتحول الى هيئة لظلم المظلومين، ويقولون لها بلا أدنى خجل أو خشية من رب أو سلطة أو قانون (إن شا الله عصرتوا لينا الناس ديل) وللأسف فإنهم يقدمون لحديثهم الفج بعبارة (ان شاء الله) التى يلتمس بها العباد التوفيق من الله فى فعل الخير، ولكنهم يستخدمونها لفعل الشر وظلم الناس!! * إنه حديث خطير يتطلب التحقيق العاجل والمحاسبة ونشر الحقائق للناس، وإلا انتهت الثقة فى أجهزة العدل وهى آخر مراحل الانهيار التى تبدأ بعدها الفوضى .. (والعصر، إن الانسان لفى خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) صدق الله العظيم !!