اتهمت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان حكومة جنوب السودان والمتمردين بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان منذ بدء النزاع المسلح في ديسمبر/كانون الأول الماضي. وطبقا لتقرير صادر من البعثة في العاصمة جوبا فان الانتهاكات تتمثل في القتل المتعمد خارج الأطر القضائية، بما في ذلك القتل علي الهوية واستهداف النساء واغتصابهن والأجبار على النزوح والمنع من الوصول إلى أماكن الإيواء وتلقي العلاج . ويؤكد التقرير، الذي اطلعت عليه بي بي سي عليه، قبل تقديمه لمجلس الأمن الدولي أن قسم حقوق الإنسان بالبعثة استمع إلى إفادات أكثر من خمسمائة من الشهود والضحايا في الولايات التي شهدت أكبر قدر من العنف خلال النزاع وهي الاستوائية الوسطى وجونقلي وأعالي النيل والوحدة . ويقول الشهود الذين تحدثوا في سرية أنه تم استهداف المدنيين من جنوب السودان والأجانب على حد سواء. واعتبر التقرير أن أعدادا كبيرة من المدنيين قتلوا وشردوا بشكل متعمد وعلى أساس عرقي. وقال أحد شهود أن جنديا من الجيش الشعبي قتل عددا كبيرا من قبيلة النوير في أول ثلاثة أيام من الأحداث في مدينة جوبا. وأفاد شهود آخرون أن قوات الجيش الأبيض الموالية لرياك مشار قتلت مواطنين من قبيلة الدينكا في مدينة ملكال. وتحقق بعثة الأممالمتحدة أيضاً في جنوب السودان في وجود مقابر جماعية خلال فترة النزاع في مدن جوبا وربكونا وبانتيو. وقدمت البعثة تقريرها الداخلي إلى مجلس الأمن الدولي. ويعد التقرير وثيقة أولية ترصد الانتهاكات التي ارتكبت في جنوب السودان منذ بدء النزاع في ديسمبر وحتي نهاية يناير الماضي. وسيعتبر التقرير مرجعا وخارطة طريق لأي تحقيقات إضافية سيقوم بها مجلس الأمن الدولي مستقبلا حول الأحداث الدامية التي وقعت في جنوب السودان. وكان نزاع مسلح نشب في جنوب السودان بعد اتهام رئيسها سلفا كير ميارديت نائبه السابق رياك مشار وقادة آخرين بالضلوع في محاولة لقلب نظام الحكم، وهو ما أدى إلى مقتل الآلاف وتشريد الملايين من الأشخاص.