رايتس ووتش تدعو للتصدي لموجة "فظائع جديدة" للدعم السريع بدارفور    هؤلاء الزعماء مطلوبون للجنائية الدولية.. لكنهم مازالوا طلقاء    ولاية الخرطوم تشرع في إعادة البناء والتعمير    شاهد بالصورة والفيديو.. سائق "أوبر" مصري يطرب حسناء سودانية بأغنيات إيمان الشريف وعلي الشيخ الموجودة على جهاز سيارته والحسناء تتجاوب مع تصرفه اللطيف بالضحكات والرقصات    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الثلاثاء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تشعل مواقع التواصل بوصلة رقص مثيرة وهي تدخن "الشيشة" على أنغام (مالو الليلة) والجمهور يتغزل: (خالات سبب الدمار والشجر الكبار فيه الصمغ)    شاهد بالفيديو.. الناشطة السودانية الشهيرة (خديجة أمريكا) ترتدي "كاكي" الجيش وتقدم فواصل من الرقص المثير على أنغام أغنية "الإنصرافي"    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني في السوق الموازي ليوم الثلاثاء    مصر.. وفيات بغرق حافلة في الجيزة    قادة عالميون يخططون لاتفاق جديد بشأن الذكاء الاصطناعي    صلاح ينهي الجدل حول مستقبله.. هل قرر البقاء مع ليفربول أم اختار الدوري السعودي؟    لماذا يهاجم الإعلام المصري وجودهم؟ السودانيون يشترون عقارات في مصر بأكثر من 20 مليار دولار والحكومة تدعوهم للمزيد    عائشة الماجدي: (أغضب يالفريق البرهان)    رئيس لجنة المنتخبات الوطنية يشيد بزيارة الرئيس لمعسكر صقور الجديان    إجتماعٌ مُهمٌ لمجلس إدارة الاتّحاد السوداني اليوم بجدة برئاسة معتصم جعفر    معتصم جعفر:الاتحاد السعودي وافق على مشاركته الحكام السودانيين في إدارة منافساته ابتداءً من الموسم الجديد    احاديث الحرب والخيانة.. محمد صديق وعقدة أولو!!    حكم الترحم على من اشتهر بالتشبه بالنساء وجاهر بذلك    سعر الجنيه المصري مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    موعد تشييع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومرافقيه    البرهان ينعي وفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي    علي باقري يتولى مهام وزير الخارجية في إيران    الحقيقة تُحزن    شاهد بالفيديو هدف الزمالك المصري "بطل الكونفدرالية" في مرمى نهضة بركان المغربي    مانشستر سيتي يدخل التاريخ بإحرازه لقب البريميرليغ للمرة الرابعة تواليا    الجنرال في ورطة    إخضاع الملك سلمان ل"برنامج علاجي"    السودان ولبنان وسوريا.. صراعات وأزمات إنسانية مُهملة بسبب الحرب فى غزة    الطيب علي فرح يكتب: *كيف خاضت المليشيا حربها اسفيرياً*    كباشي يكشف تفاصيل بشأن ورقة الحكومة للتفاوض    متغيرات جديدة تهدد ب"موجة كورونا صيفية"    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مذكرة الحركات المسلحة للحكومة السودانية
نشر في سودانيل يوم 07 - 03 - 2014


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين أهل الثناء والمجد, وأهل التقوى وأهل المغفرة وبعد,
الى الأخ البروفيسور/ إبراهيم غندور- نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني مساعد رئيس الجمهوريه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اكتب اليك هذه الرسالة بدوافع وطنية بحته ...ولو كنت اطلب منكم المال أو الجاه لكنت بعت لكم نفسي في مفاوضات " أبوجا " حيث كان وفدكم المفاوض يجري من ورائي بالمال والمنصب. ولكنني ارى أن مرحلة من تاريخ السودان الحديث قد انطوت بانفصال جنوب السودان, وخلفت هذه المرحلة السودان مضطربا داخلياً ومشوه السمعة خارجياً. ونحن الآن إزاء مرحلة جديدة ، تقتضي منا جمعياَ حكومة وطنية ومعارضة وطنية أن نجتهد بالمعني الفقهي للكلمة ونعمل وفق هذا الاجتهاد, لمعافاة بلدنا من امراضة
وإحيائه من جديد بعد أن قُبر معنوياَ .. ثم بعثه عملاقاَ فتياَ إن شاء الله نعتز بجواز سفره اينما ذهبنا, فالمتابع الحصيف للاعلام الدولي والاقليمي يلحظ إشارات جدُ اكيدة هي انه آن أوان تحريك الملف السوداني....فبعد سورية وإيران لم يبق إلا السودان,
واحسن ما في خطاب رئيس الجمهورية الذي توجه به للأمة السودانية هو أنه جاء في توقيت مناسب لمراجعة النفس.
وبناء على ما جاء في خطاب الرئيس من دعوة للحوار ، فعسى أن يكون ما اطرحه هنا من افكار منجاة للحكومة ومخرجاَ لها من حالة الحيرة والارتباك التي تمر بها. ولأن الأحداث والتطورات تتسارع من حولنا, فإنه من الحزم والراي أن نسرع الخطى ونشرع في العمل فوراَ لتدارك وطننا قبل الآوان.
وإن من الشعر لحكمة حيث قال الشاعر
إذا كنت ذا راي فكن ذا عزيمة
فإن فساد الرأي أن تترددا
وتأسيساَ على ماتقدم نحن في حركة القوى السودانية الثورية الديمقراطية لا نرى أن إسقاط نظام الإنقاذ وصعود المعارضة مكانه في سدة الحكم, هو خطة سليمة أو نهج رشيد, لسبب بسيط وواضح هو أن إسقاط نظام الإنقاذ في ظل الظروف السائدة الأن هو امر سيكون مكلفاَ للشعب السوداني, وبالتالي للوطن. ولكن بالمقابل ايضا لا ترى حركة القوى السودانية الثورية الديقراطية أن سياسة النظام في ضم واستيعاب المعارضة هو اسلوب حكيم.. بل على النقيض من ذلك هو اسلوب عقيم, اثبت فشله في الماضي ولن يؤدي في الراهن الى نجاح. وعوضا عن هذا ذلك ترى حركتنا أن معافاة السودان وإحيائه من جديد ينبغي أن تكون الهدف المشترك لكل من المعارضة الوطنية والعناصر الوطنية داخل نظام الإنقاذ. وأكرر عبارة العناصر الوطنية لأن هناك بالفعل عناصر وطنية داخل النظام اقدمت على ما اقدمت عليه من تدبير للإنقلاب بحسن نية واجتهدت وأخطأت في ما اتخذته من سياسات بعد الإنقلاب. وهناك بالمثل عناصر وطنية في صفوف المعارضة حملت السلاح وعارضت النظام بدوافع وطنية بحته ولم تكن في يوم من الايام تريد حظوظ نفسها دون الوطن.
وعليه نقول أن معافاة السودان وإحيائه تتم بالتدرج, تبدأ بمرحلة انتقالية يتم فيها تعديل الدستور بحيث نميز فيها بين شقي السلطة التنفيذية ، أعني أن تكون السلطة التنفيذية ممثلة في مجلس الوزراء, مستقلة عن الشق الآخر وهو السلطة السيادية التي يمثلها رئيس الجمهورية ونائبه, ويكون هناك نائب واحد فقط لرئيس الجمهورية ويكون نائب الرئيس اصغر سنا من رئيس الجمهورية بنحو عشر سنوات, وليس هناك حاجة لمساعد أو مساعدين لرئيس الجمهورية, ورئيس الجمهورية ونائبه يجب أن يكونا دستوريا من اثنيتين مختلفتين واقليمين متباعدين. و رجوعاَ في ذلك الى إقاليم شمال السودان الستة التي خلفها الاستعمار, وتكون صلاحيات رئيس الجمهورية مثل صلاحيات الرئيس التركي أوالإثيوبي مثلاَ حيث تكون الصلاحيات التنفيذية الفعلية من اختصاص مجلس الوزراء.
هنالك أخطاء تاريخية وقع فيها جيل الإستقلال ....لابد من تدارك هذه الأخطاء وتلافي آثارها السالبة رغم تطاول المدة على هذه الأخطاء. عندما شرع جيل الإستقلال في العمل السياسي الوطني أسس تنظيماَ واحداَ جامعاَ ضم كل القوى الحديثة السودانية هو: " مؤتمر الخريجين " وانطلقوا بمؤتمر الخريجين انطلاقة نضالية قوية وواعدة لكن هذا الجيل من الرواد السياسيين سرعان مافترت عزائمهم وقلّ صبرهم على النشاط السياسي الدؤوب والمنظم, واستبطأوا النصر فدلفوا الى حمع الجماهير من غير طريق القوى الحديثة ، فهرولو إلى شيوخ الطوائف الدينية لجذب جماهير هذه الطوائف إلى ساحة النضال الوطني فوجد زعماء الطوائف الدينية الفرصة سانحة فاستغلو السياسيين بدلاً من ان يستغلهم السياسيون فانفرط عنِ ذلك عِقد القوى الحديثة وتفرق السياسيون وانقسموا بين الطوائف الدينية !!! وكان ما كان بعد ذلك من تكوين الأحزاب السياسية الطائفية, ونال السودان استقلاله على أيدي هذه الأحزاب الطائفيه فجاء إستقلالاً مشوهاً ممسوخاً.
والآن وبعد نيف وسبعين سنه من فساد السياسة بسبب الأحزاب الطائفية آن الآوان أن تنفك السياسة السودانية ومعها الجماهير السودانية من اسر الطائفية !! لقد استعبدت الطائفية الأحرار من السودانيين "روحيا " ولم يسلم البعض الآخر من الاستعباد الحقيقي!! واذلت الطائفية وافسدت كثيراً من المثقفين والقوى الحديثة من طلاب المال والجاه والمناصب والشرف.
لقد سنحت فرصتان لتصفية الطائفية السياسية ، الأولى على عهد الرئيس جعفر نميري ،والثانية في بداية نظام الإنقاذ الحالي ، ولكن ذلك لم يتم ، لأن الإنقلابين لم يكن ورءهما فكر سياسي هادي.
وانا هنا لا اوصي أو أشير بتصفية زعماء الأحزاب الطائفية جسدياً او نفيهم خارج البلاد كما فعل عبدالناصر والقذافي بآل محمد علي وآل السنوسي تباعاً, ولكن فقط أوصي بتجاهلهم وإهمالهم جملة وتفصيلاً هم وكادرهم القيادي ووقف مساعدتهم مادياً أو التودد إليهم سياسياً وترك الباقي للزمن, فالزمن كفيل بالقضاء عليهم وتحرير الجماهير منهم. وياحبذا لو صودرت تلك الاموال الزائدة عن حاجتهم تلك الأموال التي يموِّلون بها العمل السياسي والنشاط الحزبي ، تلك الأموال اساسها من خزينة الدولة السودانية واعطاها من لايملك اعني الاستعمار لمن لا يستحق.
وإني ولله لأعجب أشد العجب من خوف نظام الإنقاذ من الطائفية وقيادات الطائفية لو كانوا يملكون القوة أو كانت بهم الشجاعة لما سلموا السلطة في الأساس للإنقلاب ولم تبدو منهم أي مقاومة! وهم الآن يندسون في صفوف المعاؤضة المسلحة كفصائل وأحزاب طفيلية لا حول لها ولا قوة, ويؤملون أن تحملهم المعارضة المسلحة مرة أخرى إلى السلطة. أن الطائفية تريد أن يقاتل السودانيون البسطاء عنها بالوكالة وهي وابنائها وكادرها القيادي وَادعون مرتاحون في قصورهم وسياراتهم الفارهة، فإذا انتصرت المعارضة خرجوا من قصورهم يفركون عيونهم من نوم الراحة ويطالبون بنصيب الأسد في الغنائم! نحن الكوادر المثقفة في الريف السوداني نريد ونطمح أن نقود أهلنا وجماهيرنا سياسياً وثقافياً وروحياً، لا أن يقودهم احفاد الطائفية زوراً واحتيالاً باسم الدين. فنحن أولى بأهلنا وأقربائنا، وأحنى عليهم وأبر بهم من الغريب المحتال، الذي لم يجد وسيلة يحتال بها على الجماهير إلا دين الله وعقيدته!!!
والله سبحان وتعالى يقول في شأن ميراث التراث الدنيوي (وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاُ كان ذلك في الكتاب مسطوراً) "صدق الله العظيم" .
إن ثورة الحركات المسلحة في غرب السودان خاصة وفي الريف السوداني عامة ليست ضد نظام الإنقاذ وحده بل هي ايضا ضد القوى التقليدية الطائفية وأدواتها من الإدارة الأهلية وغيرها، الذين يزيفون إرادة الجماهير وإختطفوا الوطن بأسره وإختزلوه في ذواتهم وعائلاتهم وطوائفهم واحزابهم ، فقالوا قولتهم المشهورة " البلد بلدنا ونحن اسيادها ", إن محاربة الفساد تبدأ من قمة الهرم بقلع رموزه الراسخة ثم النزول إلى الفروع والأغصان فالأوراق.
اين انتم يا أهل " الإنقاذ" من قولة سيدنا ابي بكر رضي الله عنه في أول خطاب سياسي له بعد توليه الخلافة ( القوى فيكم ضعيف عندي حتى اخذ الحق منه والضعيف فيكم قوي عندي حتى اخذ الحق له) .إن القوي الطائفية هي بيت الداء في السودان وهي اسس الفساد, كل الفساد السياسي والأداري والمالي والأخلاقي والروحي. فتعالوا ياأهل الإنقاذ نحرر الشعب السوداني في عقيدته ودينه وثقافته، لينقاد لنا في السياسة وهو مبصر مستنير، فبئس القائد والزعيم يخدع قومه ويضللهم. من أجل تصفية الطائفية السياسية وتطهر وتنقية الساحة السياسية السودانية من شروها، نحن نقترح عقد جلسات حوار وطني بين كافة فصائل وتيارات القوى الحديثة السودانية، نتفق فيه على برنامج حكم لمرحلة انتقالية تتحول خلالها القوى المسلحة إلى تنظيمات سياسية عملية ، وتتوحد أو تاتلف فيما بينها، ثم بعد ذلك وفي نهاية المرحلة الإنتقالية تجري إنتخابات عامة حرة ونزيهة بإشراف دولي وإقليمي. وترى حركة القوى السودانية الثورية الديمقراطية ، أن مثل هذا الحوار لكي يؤتي ثماره المرجوة, لابد من عقد خارج السودان . أن لعبة السياسة التي نشاهدها الآن في السودان هي أشبه بلعبة " الدافوري" عند اطفال السودان ، حيث أن الطيب مصطفى وموسى هلال واحمد محمد هارون ، و" طرزان المهدي" ابن زعيم الأنصار وأخته " أنديرا المهدي " هم سادة المشهد وابطاله.
فتعالوا نرتقي بالسياسة السودانية إلى كونها فناَ يتنافس فيه الأقران الأكفاء ويبدعون لا مجرد نشاط فوضوي محموم هو إلى الهدم أقرب منه الى البناء, ومن الأخطاء التاريخية التي وقع فيها جيل الإستقلال إصرارهم على أن جنوب السودان هو جزء أصيل من السودان وتجاهلهم لإقليم بيني شنقول السوداني الذي هو أشد أصالة في سودانيتة من جنوب السودان، حيث يفوق جنوب السودان من جهة نوعية موارُده البشرية ، ولايقل عن جنوب السودان في موارده الطبيعية الأخرى فتنازلوا عن إقليم بني شنقول لأثيوبيا مقابل وعد كاذب من أثيوبيا أن لا تساعد الجنوبيين السودانيين في مطالبهم الإ نفصالية. فضاع إقليم بين شنقول ولم يثبت لنا الجنوب!
فتعالوا نتدارك أخطاء الماضي، نعوض ذهاب جنوب السودان بالعمل الجاد والعاجل على استرداد أراضنينا التي إقتطعها منا الجيران إهمالاً وعنوة. ففي حديث لأحمد إبراهيم دريج معنا وهو مرجع موثوق في حدود السودان الغربية: أن المستطيل الصحراوي في اقصى الشمال الغربي من حدودنا مع ليبيا هو أراضي سودانية، وهناك أراضي سودانية داخل جمهورية افريقيا الوسطى وداخل حدود دولة تشاد، هذا بالطبع فضلا ً عن حلايب مع مصر والفشقة وغيرها مع أثيوبيا .
ولو كان النظام الحاكم اليوم في السودان غير النظام الحالي لكان يكفي السودان أن يضع يده وبالقوة العسكرية على حلايب والمستطيل الصحراوي من الحدود الليبية ثم يعرض أدلته السياسية والقانونية على ملكية هذه الاجزاء. فالنظامان في كل من مصر وليبيا لا تسمح ظروفهما بغيراللجوء إلى التفاوض الثنائي أو التحكيم الدولي, فتعالوا نضحي من أجل أجيالنا القادمة وننهض من كبواتنا التاريخية بحيث تأتي حكومة ونظام تسمح له شخصيته الإعتبارية وصورته السياسية بالمطالبة بصوت عال بإسترداد هذه الأجزاء المسلوبة من الوطن. إن السودان بعد إنفصال جنوبه عنه لاينبغي أن يستمر حاله مثل ما كان عليه الحال في الماضي، فالمؤمن لا بلدغ من جحر مرتين! بل ينبغي أن يرجع السودانيون الى سيرتهم الأولى قبل الإستعمار التركي وقبل الإستعمار الغربي، حيث إستطاع السودانيون وقتها عربا ونوبا أن يتعايشوا وينسجموا وينتجوا حضارة ومدينة متماسكة إلى أن جاءت " التركية " الأولى فأفسدت هذا التمازج .
ونحن اليوم وبعد ذهاب المستعمر التركي والغربي، وبعد الإفاقة من غفلة جيل الإستقلال وسطحية من اتى بعدهم من السياسيين يمكننا أن نعود مرة أخرى الى ذات المعادلة التي تعايش بها الإجداد الأولون فنتعايش بها, عندها ياتي الإنصهار القومي والتمازج بعفوية وتلقائية دون أن ترسم له خططاً أو نعد له برامج. لقد كان الأجداد العرب اشرف نسبا وأكثر نقاءاً ممن يدعون العروبة اليوم من السودانيين، كما كان الأجداد الأفارقة أشد زنجية وأبعد تخلفاً من أفارقة السودان اليوم, ولكن ضرورات العيش معاً والنزعة الملحة لدى الفريقين لتنظيم الحياة وتأسيس وبناء الدولة. وفوق هذا وذاك الدافع الروحي الذي صاحب الإسلام كدين سماوي آمن به الجميع، كل هذا أمد الفريقين بالحل السلس والبلسم الشافي، إذ باع العرب الصالحون يومها دينهم وثقافتهم للجموع الأفريقية التي اسلمت وأقبلت على الثقافة العربية بنية صالحة، باعوا لهم هذا التراث المعنوي مقابل أن تنازلوا بأريحية تامة وسلموا للافارقة السلطة السياسية والإدارية، وإكتفي العرب بدور التعليم والتربية والقضاء والإفتاء وكمستشاريين وخبراء ووزراء, فنشأت على هذه القاعدة كل الممالك والسلطنات الإسلامية في افريقيا ومنها بالطبع ممالك وسلطنات السودان ومثال ذلك مملكة الفونج والفور وتقلي والداجو وغيرها. وبالطبع نحن اليوم لا نطالب بتطبيق هذا القاعدة حرفياً ، وفالزمان غير الزمان والناس وغير الناس، ولكن نطالب فقط وللعدل والإنصاف أن تكون " روح " هذه المعادلة موجودة ومحسوسة في نظام السياسي والإداري بحيث يرمز لها ولو رمزاً .
وفي اثناء المرحلة الإنتقالية يتم تحرير السلطة القضائية من دنس الحزبية والعنصرية والجهوية ومن العجز والقصور والمهني ومن الفساد أيضاً، بحيث تكون السلطة القضائية مؤهلة لمحاكمة كل المطلوبين دولياً داخل السودان, ولكي يكون إنقلاب الإنقاذ هو آخر الإنقلابات في السودان لا بد من إعادة تأسيس القوات المسلحة السودانية وجهاز الأمن ومراجعة هيكليهما بحيث يكونا ذا طبيعة شعبية قيادة وقاعدة بمعني أن تختفي شوفينية جنرالات وضباط الجيش والأمن وتعود ثقافة المؤسسة العسكرية وجهاز الأمن جزء من ثقافة المجتمع السوداني الكلية الذي يرفض تجاوزات رجال الأمن وإهانتهم للأحرا، كما يرفض نزعات جنرالات الجيش الإنقلابية ويحصر واجبات الجيش في حماية الوطن، وتأمين الشرعية الدستورية أي النظام الديمقراطي وليس للقوات المسلحة أي دور في صنع القرار السياسي, لكنها فقط مسئولة عن تنفيذ أي قرار سياسي يتعلق بأمن وسلامة والوطن.
وعودأ على بدء إلى موضوع الطائفية السياسية وضرورة تصفيتها وإقصائها من المشهد السياسي السوداني إلى الأبد:
أقول ما أقول لأني الحظ رغبة ظاهرة لدى نظام الإنقاذ للتحالف والإئتلاف مع القوى الطائفية, وإني لأسأل متعجباً اليست هي ذات القوى السياسية التي ثريم إنقلبتم عليها ؟ إن الإئتلاف مع القوى التقليدية لن يزيدكم إلا خبالاً,ولن يفضي بكم إلا إلى وبال.
إن الحركات المسلحة في غرب السودان، بما في ذلك حركات جنوب كردفان بالطبع، هي التي تملك القرار والقدرة على وقف الحرب الأهلية لا الالقوة التقليدية, وإن الحركات المسلحة هي التي تملك القرار والقدرة على إرجاع اللاجئين والنازحين إلى قراهم طواعية ....لا القوى التقليدية, وإن الحركات المسلحة هي التي تملك القدرة والصلاحية لإقناع المجتمع الدولي للرضا عن نظام الإنقاذ ومسامحتة والتعاطي معه.... لا القوى التقليدية, وإن الحركات المسلحة هي القادر على اقناع المجتمع الدولى محكمتة الدولية بأن القضاء الوطني السوداني لابعد إصلاحة هو مؤهل ويستطيع أن يحاكم المطلوبين دولياً محاكمة عادلة ونزيهة وفق المعايير الدولية لا القوى التقليدية.
أمامك فأنظر أي نهجيك تنهج
طريقان شتى مستقيم وأعوج
إسماعيل إدريس نواي
رئيس فصيل القوى السودانية الثورية
الديمقراطي والعضو المؤسس لحركة تحرير السودان


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.