قادتني قدماي لزيارة صديق فارقته من أيام الدراسة يعمل في اليوناميد بشارع الستين ، بعد أن فتح الله عليه والتحق بالمنظمة الأممية ، وبالمصادفة كان هناك مواطن سوداني قام بشراء عربات من الكتيبة النايجيرية وقام الرجل بسداد القيمة كامل القيمة - حسب ما كان يروي – وحُررت له المبايعات وسلم شهادات التأمين ومفاتيح السيارات ، وقيل له هي مخزنة في حوش خاص بالسفارة النايجيرية، وسنرسل معك مندوب لتستلم مشترياتك، ذهب الرجل وبدأ في تدوير العربات بعد أن أحضر بطاريات جديدة وكوابل لقطر ما لا يتحرك منها حسب قوله ، فإذا بمسئول الأمن في السفارة يطلب منهما الانتظار حتى عودة السفير، وإلى هنا فالأمر عادي ولا يوحي بأن هناك أي " عكلتة" كما يقول أهلنا!! ولم يحضر السفير في ذلك اليوم!! جاء المواطن في اليوم التالي وبعد مقابلة السفير رفض تسليمهم العربات، وهاتف المواطن قائد الكتبة النايجيرية الذي أتمم عملية البيع وحضر القائد من دارفور ليحل الموضوع، ولكنه فوجيء بتعنت السفير، فلجأ المواطن لوزارة الدفاع التي أحالت الموضوع إلى وزارة الخارجية ، الخارجية لم تتفهم أن هذا المواطن اشترى من منظمة دولية عربات، وهذه العربات ملك خالص لليوناميد – للعمل لأغراض الكتيبة النايجيرية في دارفور - وقائد الكتيبة لديه تفويض من اليوناميد بالبيع ، والعربات مخزنة على سبيل الأمانة في حوش تملكه السفارة، وهي ليست ملكاً للسفارة وواضح ذلك من شهادات البحث . فتح المواطن بلاغاً بحق السفير النايجيري ، ثم لجأ لنيابة أمن الدولة ، والرجل حائر فيما يفعل ، فقد لجأ كمواطن سوداني لجميع الجهات ذات الاختصاص ، فقد استلمت اليوناميد قيمة هذه المبيعات ، وما زال هو يلهث وراء تمكينه من ممتلكاته التي اشتراها بحر ماله، والسؤال الذي لم نجد له إجابة: هل أصبح السفير تاجراً؟!! .. وهل هذه من ضمن المهام التي ابتعث من أجلها لتمثيل دولته لدى البلد المضيف؟! .. ولِمَ تتجاهل السلطات المختصة مساعدة مواطن سوداني في استلام ممتلكات اشتراها بحر ماله؟! هل هذا يعني أن السفير يستغل الحماية والحصانة الديبلوماسية، ولهذا يقوم بأعمال تجارية لا تخلو من - رائحة كريهة - وليست من صميم عمله الديبلوماسي؟! وهل تحمي الخارجية بموجب هذه الحصانة هذا السفير إذا ما قام باحتجاز ممتلكات تخص اليوناميد وقد بيعت لمواطن سوداني وسدد قيمتها، لمجرد أنها تركت في حوش السفارة على سبيل الأمانة؟!! ( سلمني المواطن نسخة كاملة من المستندات الدالة على البيع واستلام اليوناميد لكامل القيمة، وبالتالي تم تسيلمه شهادات تأمين العربات ومفاتيحها لمراجعة الجمارك وتسديد الرسوم الواجبة عنها)!! أرى أنه كان لا بد من تدخل الخارجية لتحمي مواطنيها ، فيكفي ما تعرض له بعض مواطنينا من نصب واحتيال عبر الانترنت ووقعوا ضحايا لرعايا دول من غرب أفريقيا.. متى تستيقظ السلطات لتحمي مواطنيها ومقدراتهم حتى وهم داخل وطنهم؟!! ، فلا داعي لأن نتحدث عن مآسي بعض المقيمين في بعض الدول وقصص يشيب لها الولدان ، ويكفي قصة السوداني الذي كان موقوفاً لمدة (9) أشهر في سجن رومية ببيروت لغرامة جوازات قدرها (250) دولار! !... أخير نسكت و نقول الشكية لي أبو إيداً قوية!! .. بس خلاص ، سلامتكم,,,,,, [email protected]