بمزيد من الحزن والأسى تنعي الجبهة السودانية للتغيير للأمة السودانية قاطبة شاعر الشعب ونصير الضعفاء والغلابة الأستاذ/ محجوب شريف الذي وافته المنية ظهر هذا اليوم الموافق الثاني من أبريل 2014م، بعد صراع مرير مع المرض. ونحن إذ ننعاه إنما ننعي فيه نضاله من أجل حياة الحرية والكرامة والمساواة ومقاومته دون هوادة للأنظمة الدكتاتورية والشمولية الذي دفع ثمنها سجنا وتشردا ومعاناة، وإنحيازه لقضايا شعبه ودفاعه عنها حتى آخر لحظة من حياته التي عاشها من أجل نصرة المحرومين والمظلومين والبؤساء. لم يقعده مرضه من أداء رسالته السامية التي كرس لها حياته من أجل فضح جشع الرأسمالية الطفيلية والمضاربين بقوت الفقراء، والمتاجرين بدماء شعوبهم، لم ترهبه السجون وجبروت الطغيان والاستبداد من الصدع بقول الحق نصرة لمبادئه التي آمن بها وعاش ومات من أجلها. إن رحيله يعتبر خسارة كبيرة للأمة السودانية باعتباره صوتها والمعبر عن معاناتها التي صاغها في كتاب رحلته الطويلة القصيرة شعرا ونثرا عنوانه وفصوله معاناة شعبه الذي بادله حبا بحب، ورأى فيه أيقونة الصدق والشجاعة والجسارة ونكران الذات. فكانت "حاجة آمنة" في خاطره رمزية لخصت كل معاناة شعبه وتوقهم لفجر الخلاص. وكانت "أوعك تخاف" يا من تموت بالجوع وقدامك ضفاف * والأرض باطنها ظل مطمورة سواك * عطشان وقد نزلت عليك أحزان مطيرة مزن سماك * الدنيا أوسع من تضيق * قوم أصحى فك الريق هتاف. هكذا كان الفقيد ملهما لشعبه وحاملا لشعلة الحرية التي تنير لهم طريق العزة والشموح والإباء. إن تاريخ الفقيد الحافل بالتضحيات من أجل رفعة شعبه. تاريخ الكفاح والنضال من أجل الحرية والسلام والعدالة الاجتماعية، تاريخ الذي يؤمن بأن يكون الإنسان حرا أو لا يكون شيئا على الإطلاق. تاريخ النزاهة والعفة واليد البيضاء. كان محجوب شريف مؤمنا طوال حياته بأن النصر سيكون في النهاية حليف هذا الشعب وإن الحرية قادمة على جناح النضال والمقاومة، لهذا لم يهادن ولم تلن له قناة، باع قيمه ومبادئه لشعبه وأشترى حبهم فربح دنياه أحتراما وتقديرا. ولاقى ربه راضيا مرضيا تشيعه دعوات المحرومين والمعذبون في الأرض داعين له أن تكون الجنة مستقره ومثواه. ألا رحم الله فقيد الشعب محجوب شريف وأسكنه فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء وأن يلهم أسرته الصغيرة وأهله وأصدقاءه الصبر الجميل. وإنا لله وإنا إليه راجعون. صدق الله العظيم. الجبهة السودانية للتغيير 2 أبريل 2014م.