mansour alshayib [[email protected]] إتصل علي صديق قديم في منزلي بأمدرمان وهو يضحك ويبكي ، يضحك من سذاجة هذا القاضي ويبكي علي حال السودان وهو يحلف بأنها قصة واقعية ومازالت أحداثها تجري اليوم بمجمع الخرطوم الشرقي ويقول هنالك محامي إستحوذ علي مبلغ يربو علي العشرة ملايين جنيه من أحد المواطنين وبعد متابعة استمرت عدة شهور من قبل المواطن رفعت الحصانة عن المحامي وأودع الحراسة فأعترف الرجل أمام شرطة التحري بأنه أخذ المبلغ لأن ظروفه العائلية كانت تستدعي ذلك ، أحيل الأمر لأحد قضاة مركز الشرقي وحدد تاريخ وزمن جلسة القضية ، سافر المواطن الي خارج الخرطوم علي أمل العودة في الزمان والمكان المحددين بعد خمسة عشر يوماً وفجأة بعد عشرة أيام أي قبل خمسة أيام من مواعيد الجلسة إتصل حاجب المحكمة علي جوال المواطن ( إنت وين؟) فرد الرجل في منزلي فقال الحاجب (تعال القضية الآن أمام القاضي ) فرد المواطن ولكن حسب الإعلان فإن القضية بعد خمسة أيام من الآن فقال الحاجب صحيح ولكن غيروها الي الآن بالطبع لا يستطيع الرجل الحضور ولكنه أرسل احد أقاربه الذي إحتج أمام القاضي ولم تنجح هذه الحيلة التي أريد بها أن يطلق سراح المحامي بحجة غياب الشاكي أقيمت القضية في موعدها وعلي عينك يا تاجر يهدد المحامي هذا المواطن بأنه لا يستطيع أن يفعل به شيء لأن القاضي صديقه ، لم يصدق صاحب المواطن ما قاله المحامي ، إستمرت تمثيلية القضية كأن كل شيئا عادي أعترف المتهم منذ الوهلة الأولي أمام القاضي أيضاً بأنه أخذ المبلغ وعلي الرغم من هذا الإعتراف طلب القاضي من الشاكي أن يحضر شهوداً علي أن المتهم أخذ منه هذا المبلغ ، حضر الشهود وأدلوا بأقوالهم وتطابق الإعتراف مع شهادة الشهود فطلب سعادة القاضي من المواطن أن يطلق سراح الرجل ليجمع له المبلغ وصار يلح عليه بأن هذا الرجل مطلوب في قضايا اخري وإذا لم يفي بوعده سوف يجده مقبوض عليه في إحدي السجون ، بالطبع رفض المواطن هذا الإقتراح السخيف صار الشاكي يذهب كل أسبوع للمحكمة والقاضي يتعلل بأنه سوف يحكم القضية المرة القادمة وعرف بأن الهدف من هذا التأخير هو أن يغيب الشاكي صدفة فيطلق هذا الصديق صديقه ويضيع المبلغ علي المواطن ياقضاة السودان ......يا محامي السودان.... يا أهل الضمير بالسودان.... هل نستطيع أن نتحدث عن العدل!!!!!! أغيثونا يا كبار القضاة من هؤلاء الخونة فإن مثل هذا المواطن المسكين يستحق الإنصاف فإن الظلم ظلمات