في خطابه العظيم الرصين الذي اختار كلماته بدقةٍ وعناية بالغتين؛ أملته عليه مشاعره الصادقة التي تنبض حباً وتقديراً لأسد حلة خوجلي ولما يُمليه عليه هوى النفس الأمَّارة... قال أُستاذ الأجيال و وزير التربية والتعليم حينها الأُستاذ/ يحيى الفضلي، مخاطباً الحشد الجماهيري الحزين بسراي السيد علي الميرغني مُعدداً بعض مآثر فقيد البلاد الحسيب النسيب مولانا السيد علي الميرغني (عليه السلام)... وفي مُفتتح خطابه توجه بالحديث إلى إبن الفقيد الذي تصدى -يومها- لذلك المصاب الجلل ولذلك الحادث الأليم بقلبٍ صبور وعقلٍ واعٍ بإمور الحياة ومعتركاتها وسنن البلاء، كيف لا وهو شبلُ ذلك الأسد الذي ملك قلوب كل السودانيين، فقد كان المُقدَّم في كل شئ بل كان العقل المُدبِّر لإستقلال السودان و سبب أمنه وأمانه و الممهد لرفاهيته، خاطب الفضلي نجل الفقيد يومها ب مولايَ السيد الأكبر محمد عثمان الميرغني... ثم تمثَّل بهذه الأبيات العظيمة: ولم أرَ أعصى منك للحزن عبرةً... وأثبت عقلاً والقلوب بلا عقل ويبقى على مر الحوادث صبره... ويبدو كما يبدو الفرند على الصقل ومن كان ذا نفسٍ كنفسك حرة... ففيه له مغن وفيها له مسل قالها وهو الصادق المأمون على مُفردات لغة الضاد، وها هو التاريخ يُعيد نفسه يا فضلي "سحائب الرحمة والغفران تتنزَّل على قبرك الطاهر" و التاريخ يُصِدق قولك ويُثبِتهُ و يسجِّل أن مولانا الميرغني هُو الكبير دوماً بصبره وجلده وتحمله فوق طاقته وانشغاله بهموم الوطن ومواطنيه ضارباً بذلك أسمى آيات النضال هو القابض على جمر القضية التي تغافل أو يتغافل عنها الكثيرين في معتركاتهم الحزبية الضيقة وهي وحدة السودان أرضاً وشعباً... هُو كما وصفته يا سيدي أهلٌ للفضل ثابت العقلِ يفتتح كلامه ويختتمه بالحكمة التي تجد في القلوب مقعدها بين ثوابت الإيمان و العقيدة... لا يخفى على من تابع تدشين حملة الحزب الإتحادي الديمقراطي الإنتخابية الإسبوع الماضي بجنينة (سيدي علي) بالخرطوم وقع تلك الكلمات الصادقة الحكيمة التي خرجت برداً وسلاماً من زعيم الإتحاديين وهي حلمٌ طالما إنتظرته جماهير شعبنا التوَّاقة دوماً لمثل هذه البُشريات في هذا الزمن الذي رجحت فيه كِفَّة الجعجعة السياسية على الحكمة وحديث العقل بأن الحزب الإتحادي الديمقراطي عمل على الجمع لا التفريق ، وعلى الوحدة لا الانفصال ، وعلى الكليات لا الجزئيات . وظل على هذا العهد في تعامله مع كافة قضايا الوطن وأوضح إن تاريخ الحزب قائم على الوحدة والاتحاد ، وستظل مسيرته ونضالاته على هذا النهج الديمقراطي، ثم تبعتها كلمات الناطق الرسمي بإسم الإتحاديين الأُستاذ/ حاتم السر والتي جاءت مُقتبسة من بعض مُفردات بنود إتفاق القاهرة بين التجمع الوطني الديمقراطي وحكومة الوحدة الوطنية بأن العدل ورد المظالم وتنمية الإنسان الحقيقية ستكون هي أساس المشروع الإنتخابي لحزب الحركة الوطنية وهي من الثوابت التي لا حياد عنها. إذ أثبتت التجارب بأن التنمية بمد الكباري والجسور وغياب الإنسان بينها ستكون محصلتها - صفر كبير- كما هو الآن واضح للعيان آثار تلكم الأحداث، فالإنسان ضائعٌ بينها في جُوعٍ وافتقارٍ لكثير من أساسيات الحياة التي تضمن له أن يعيش كريماً مكرماً... ومن عظيم ما قاله تأمينه ورهانه على نزول الإتحاديين براية واحدة تحت قيادة زعيمهم الميرغني المرضي من جموع شعبه السوداني المُخلص قاطبة ناهيك عن أبنائه الإتحاديين... سفينة الحزب الإتحادي التي أبحرت من قِبالة تُوتي العظيمة التي شهدت أول ندوة سياسية أقامها الحزب الإتحادي في أُغسطس الماضي وحسب المراقبين فقد كانت ناجحة بكل المقاييس وقد كانت خير إفتتاحٍ للقاءات جماهيرية وهي التي وعد بها القيادي الإتحادي حسن هلال الذي أكد بأن المسيرة التي إنطلقت بالأربعاء الماضي ستطوف بقيادة صاحب السيادة مولانا السيد محمد عثمان الميرغني "حفظه الله" وقادة أركان مكتبه السياسي كافة الولايات ومما لا شكَّ فيه أن جماهير الشعب الكريم من كل طوائفه الصوفية وأبنائه المُخلصين تنتظر هذه الإنطلاقة بشوقٍ ولهفةٍ شديدتين... وكم هي متعَشِّقة لتهتف لقائدها العظيم (عاش أبو هاشم... حوض العاشم،،، أمل الأُمَّة يا عُثمان... ولا أمان بلا عُثمان)... نسأل الله لهذه المسيرة القاصدة كل التوفيق والنجاح الذي من أسبابه الصدق وهو شيمة هؤلاء النفر الكريم في قيادة الإتحادي حفظهم الله ورعاهم... ليحققوا لهذا الشعب آماله ويلبوا له رغباته و يصلوا بهذا السودان إلى مرسى الأمان... ونواصل... Jamal Ahmed El-Hassan [[email protected]]