دعوتان...أولاً نقدمها لأبناء الوطن الحاكمين في السلطة والممثلين في برلمان السودان من خلال تأملات وقراءات وأمنيات والكل يراقب ما يدور في الوطن ودهاليزه وللشركاء نخصهم بهواجس وخواطر تؤرق بعض من أبناء الوطن العزيز نقول أن أزمات الوطن تتلاحق والإحتباس السياسي في أوجه والكل من ممارسي السياسة في السودان ومن المهتمين يتخندق ويتحالف ويحشد نفسه في المؤتمرات واللقاءات والتجمعات..والتجاذبات والإستقطابات تلتهب ويلفح سعيرها دوران السياسة ويتهدد كل إتفاق وتعصف الأعاصير المتشددة بكل إتساق والكل يسعي للإنتصار والكسب والفوز بقادم الجولات وقامة الوطن تطالها المهددات ولا بشائر من محددات...بني وطني لماذا لا تتفقون فالزمن يمضي منقوصاً متعجلاً والموعد المضروب والمحدد للإنتخابات قد إقترب ونحن في سجال وجدال,ننسحب ونجمد ونصرح وندين ونشجب ولا نستعين بخلاصة التفكير والتدبير وما خطيناه من عهد وميثاق وإتفاق... وكذلك ما نتطلع اليه من إستفتاء أهل الجنوب في تقرير مصير في توحيد أو تفتيت أو تشتيت أو إنفصال قد تسارعت فيه الخطوات وأقترب الميعاد ونحن نتفق مبشرين وسرعان ما نختلف منفرين ويختلف أهل الإتفاقية في الكيفيات والتفاصيل وكيفية إتمام العمليات في مجملها...البرلمان في داخل قبته إتكاءة الوطن ومجمل الصياغة والإجازة والقراءة والعرض والتصويت والإقرار بالتشريع ولا إجمالي إتفاق نراه يطمئننا فنري الحشود تنسحب وتجمد الأنشطة وما يدهش أن فيها شريك حكم وقيادة وتنفيذ وفيها من يشارك بمقدار من منطلق إتفاق وقعه من خلال مجموع لأحزاب...إذاً من يمضي ويقود مسيرة أي تحول ديمقراطي وتحاوري وغيره ومن يشجع علي تداول سلطة وحكم شعب ومن يجيز تلك القوانين حتي تنفذ بنود إتفاق المنتجع الكيني الجميل بالضاحية نيفاشا....... عجيب أن يتفق إثنان أو حزبان أو تكتلان أو تجمعان ومن يمثلهما وقد يكونان في شخص نائب رئيسان وغداً وبعد التصريح والتفاؤل يخرج ناطق بأسم مؤسسته الحزبية ومن جانب واحد للطرفان ويتحدث بأنه لا إتفاق حول نسب أونسبة أو تناسب ويصيبنا إحباط بإمعان ونخاف علي ما يمزق الوطن ويشتت بنوه..بني وطني عليكم بالتعجيل بما ينقذ الوطن فلا إنتصار إلا للوطن ولا يسمو حزب فوق الوطن وأهله ثانياً دعوة متأملة وتعرف قدر رجالات هذا الوطن وقد تأتي مؤكدة أن دنيا العطاء الحقيقي يرسخها أهل القيم والتضحيات ومن ينذرون أنفسهم في سبيل أن يسمو الوطن دعوة صامتة وهمس يدور في نفسي وملامح فكرة تدور في الخاطر وفي خواطر البعض وهي دعوة لكل من مارس السياسة وأحترفها علي مدي عقود من الزمان في بلدنا السودان...نقول أطال الله الأعمار بل بارك فيها إن تقدمت في السنون والأيام وإشتد في التقادم سعير السياسة وأشتعل الميدان...فحوي الدعوة لماذا لا تخلد الأنفس في الخواتيم ونجعل من الجهد منارة تليق بكل صاحب جهد وفكرة وهمه الوطن وأهله فدعونا نوظف الطاقات والكسب والمجهود علي حسب الخبرة والتخصص ونجعل لكل من عرفناه في دنيا السياسة والعطاء العام والحشد والتنظيم,نجعله قائداً ورئيساً لمؤسسة كبري في البلد والوطن وقد تكون هذه المؤسسة فكرية أو سياسية أو أكاديمية أو دعوية أو معنية بالنشاط الإجتماعي أو الخدمي العام أو ما يفيد الإنسانية جمعاء.........لماذا لا يكون الرجل العالم والمفكرالإسلامي والقانوني الضليع والسياسي الشيخ حسن الترابي رئيساً لمؤسسة فكرية تخطيطية تعني بتطوير الممارسة والمفاهيم القانونية أو الفكرية والإتفاقيات والمواثيق والعهود ومفاهيم الممارسة السياسية وتدير تلك المؤسسة الأنشطة المختلفة من خلال المؤلفات والندوات والورش والسمنارات والمؤتمرات والمحاضرات والجامعات......ولماذا لا يقود الإمام المفكر والرئيس السابق الحبيب الصادق الصديق المهدي مؤسسة تعني بالعلاقات الدولية وتأصيل الحكم الرشيد وإدارة الأزمات والإعتناء بالتاريخ وهو الرجل المعروف بإجادته للغة الفكر والتفكير والتأليف والترتيب والأدب والكلمة والسياسة والزعامة.....ولماذا لا يقود الأستاذ محمد إبراهيم نقد, هذا الرجل الصبور والوقور والمفكر المتزن مؤسسة تعني بتشجيع وترسيخ الممارسة الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة والحكم في السودان وفي دول العالم الثالث....وكذلك لماذا لا يقود مولانا محمد عثمان الميرغني,حكيم الأمة ومحب الخير للجميع وصاحب القيم النبيلة والمكانة السامية في القلوب والإجماع, لماذا لا يقود مؤسسة تعني بترسيخ مفهوم وحدة أبناء الوطن ولم شمل الجميع وإيقاف الحرب والإقتتال وخلق إئتلاف لكل الوطن وهو يستطيع ذلك لما يكنه له كل أهل السودان من محبة خالصة وإحترام.....هذه أمنيات لأن يكون كل واحد من هولاء الزعماء رئيساً لمؤسسة تخدم الوطن وتكون أقيم وأرفع وأحب من تولي أمر السلطة والسلطان ولا تلغي هذه الدعوة أو الفكرة أو الخاطرة دورهم في أن يقودوا أحزابهم وتجمعاتهم ولكننا نريد كل واحد فيهم رئيساً لمنظومة متفردة وكبري وتخدم الوطن وتبرز عالميتها من خلال نشاطها ونستفيد منهم ويستفيد كل أبناء الوطن.....إذاً نريد كل من مارس السياسة والحكم سابقاً أن يمارس الرئاسة من خلال مؤسسات ومنظمات وأنشطة تخدم قضايا العالم والإنسانية كما نري في كثير من دول العالم رؤساء حكموا وإنتهت فترات حكمهم وتقاعدوا ولكنهم لم يقعدوا عن خدمة العالم والإنسانية من خلال مؤسسات ومنظمات ويتنقلون في بقاع الدنيا وليس ببعيد نماذج الرئيس كارتر وبلير وبعض الرؤساء الأفارقة...فهلا رأينا هكذا نموذج في السودان وهلا رأينا عطاء هولاء الزعماء يتجاوز الحدود السودانية ويحلق بعيداً في الفضاءات الإنسانية ويقدم ما هو أسمي من السياسة المحلية وهم مؤهلون لذلك tayseer marawe [[email protected]]