* اكتظت قاعة الصداقة بالجموع التي جاءت للاستماع لخطاب الوثبة ، بعد ان اجتهد المؤتمر الوطني في توزيع رقاع الدعوة ، معظم الاحزاب كانت موجودة بقيادة حزب الأمة والمؤتمر الشعبي ، بعد ان اغلظت لهم الحكومة الوعود ، بأن هناك تحول حقيقي سيحدث نحو الوفاق الوطني ، عن طريق الحوار ، وقالوا فيما قالوا لهم ، ان الرئيس سيعلن عن انفتاح الحكومة على الاحزاب وستكون هناك مفاجئة للجميع ، واستخدم المؤتمر الوطني اسلوب الاثارة والتشويق للحشد الكمي وليس النوعي ، فكان ما اراد بعد ان قدم وعود دون دراسة وتخطيط ، ولكن لا تصلح سياسة التشويق والاثارة في هكذا مواقف ، ولكن من اين سياتي الحزب الحاكم بالموضوعية ، بعد ان تعود على الوعود الكلامية والتفخيم المبالغ للانجازات الوهمية دعائيا ، المهم كان ما كان ، وسمعت الحشود خطاب ( الوثبة ) ولم يفهم احد ، على وزن لم ينجح احد ، وخرجت الجموع من قاعة الصداقة تجر اذيال الخيبة والذهول ، وكان بعدها مايعرف بمرحلة الوثوب .. !! * بدأ المؤتمر الوطني بعدها ، بإعداد العدة ، وحشد كل طاقته الاعلامية والخبرات اللغوية ، لإخراج تفسير منطقي لخطاب الوثبة ( الغير مفهوم ) ونجح نوعا ما في ذلك الإتجاه ، وعلى حسب الخطة المعدة ، كان المفروض وجود مفاجاة في الخطاب ، وقيل انها كانت اطلاق دعوة الحوار الوطني ( ويا لها من مفاجاة واثبة ) وبعد اصرار اعلامي ولغوي ، نجح المؤتمر الوطني في تثبيت مصطلح ( الوثبة ) في المشهد السياسي ، وبدأ يتحدث كثيرا عن ضرورة الحوار الوطني وهو لا يعرف معناه ، وظن انه مجرد تكتيك وكسب للوقت ، ولكن أفرط الوطني في الحديث عن الحوار ، حتى احتشدت كل الساحة وظنوا انه الحوار ، ولكن الحقيقة هي انها ورطة وقع فيها للحزب الحاكم وهو لا يقصد مفهوم الحوار الحقيقي ، وبدأت الدغمسة السياسية ، فتارة هم يقصدون بالحوار ، المشاركة في السلطة ، وتارة اخرى هم يقصدون بالحوار لم الشمل تحت عباءته ، ومرة هو حوار مشروط ومرة اخرى هو حوار غير مشروط ، حتى اقتنعوا بانهم ليسوا اهل حوار .. وتحول ديمقراطي .. وحريات ، فمفهوم الوثبة عندهم اعمق واشمل من هذه الترهات ، فهم يقصدون اهل القبلة و بناء الدولة الاسلامية الجديدة على انقاض الدولة الاسلامية القديمة ، وهكذا فضحت الانقاذ نفسها ، وفشلت في الاستمرار في الكذبة اكثر ، واصبحت تثرثر كثيرا هذه الايام بالإنتخابات والدستور ، مدعية رفض الاحزاب للحوار ، ولكن في تقديرنا النظام في مرحلة هضربة سياسية بعد كابوس الحوار الذي كاد ان يحبس انفاسه ، فليس امامه غير الوثوب فوق مرحلة الحوار ليبدأ مرحلة الانتخابات المخجوجة وكتابة دستور من وجهة نظره للمخارجة السريعة ، وعلى خطاب الوثبة السلام وللحوار الوطني التحية وللشعب السراب .. !! مع كل الود صحيفة الجريدة نورالدين عثمان [email protected] ///////