بدأ السودانيون الاحد في تسجيل اسمائهم في قوائم الناخبين استعدادا لاول انتخابات تعددية تشهدها البلاد منذ 25 عاما. وتقول مسعدة يوسف وهي ام شابة جاءت لتسجيل اسمها في حي الديم الشعبي في الخرطوم "انني مواطنة سوادنية واريد ان امارس حقي في التصويت". ويؤكد على عبد الجليل عمر وهو رجل مسن يرتدي جلبابا ابيض "التسجيل مختلف هذه المرة مقارنة بالانتخابات السابقة. اعطوني بطاقة انتخابية بلاستيكية مرقمة ينبغي علي تقديمها حتى اتمكن من المشاركة في الاقتراع". واهتمت معظم الصحف السودانية الاحد بعملية تسجيل الناخبين غير انه في الشوارع كانت اللافتات التي تشرح للناخبين متى وكيف يمكن تسجيل اسمائهم نادرة. وفي جوبا، عاصمة جنوب السودان، تم تنظيم مسيرة كبيرة وحفلا موسيقيا احتفالا بتدشين عمليات التسجيل في قوائم الناخبين. وقال وليام دنغ (25 سنة) الذي يعمل سائقا "اننا سعداء لان هذا يعني بداية العملية الانتخابية". ويضيف "الناس لا تعرف ان عملية قيد الاسماء في القوائم الانتخابية بدأ. ولكن ذلك سيتغير". وكانت جوبا وهي مدينة غالبية سكانها من المسيحيين هادئة الاحد وتوجه العديد من الاهالى الى الكنائس لاداء الصلاة. وتستمر عملية تسجيل الناخبين لمدة شهر في مكاتب ثابتة واخرى متنقلة ستنتقل الى المناطق النائية. ويقول مسؤول تسجيل الاسماء في لجنة الانتخابات السودانية الهادي محمد احمد لوكالة فرانس برس "لقد وصعنا جدولا زمنيا للانتقال الى الاماكن البعيدة وابلغنا عمداء القرى بالمواعيد". ولكن مسؤولا في الاممالمتحدة يقول ان "اللجنة الانتخابية ربما تجد صعوبة في ارسال التجهيزات اللازمة للعملية الانتخابية الى المناطق النائية". ويبلغ عدد سكان السودان 39 مليون نسمة اي ان عدد الناخبين يراوح بين 19 و20 مليون نسمة. ويسرح علي فرجي وهو مسؤول في مركز كارتر الاميركي الذي يراقب العملية الانتخابية في مختلف انحاء السودان "سيكون من الصعب تسجيل 20 مليون ناخب خلال شهر واحد". وستكون الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاقليمية التي ستجرى في السودان في نيسان/ابريل 2010 اول انتخابات تعددية في هذا البلد منذ العام 1989 والخامسة منذ الاستقلال في العام 1956. ومن المعروف ان عدد الناخبين المسجلين منخفض عادة في السودان. وحسب دراسة اجرتها مؤسسة ابحاث "ريفت فالي" فان 26% فقط من السكان كانوا مسجلين خلال انتخابات 1986 وهي اعلى نسبة في تاريخ السودان. ويقول الهادي محمد احمد "نأمل ان يتم تسجيل 70% من الناخبين هذه المرة". وسيتم تسجيل الناخبين في مناخ متوتر في بعض مناطق جنوب السودان التس تشهد اشتباكات قبلية عنيفة منذ مطلع العام وفي دارفور حيث تدور حرب اهلية منذ ست سنوات. ويقول فيرجي من مركز كارتر "في دارفور ستكون هناك صعوبات لوجستية ومشكلات امنية". ويعيش 2,7 مليون نازح في دافور في مخيمات. ومن المقرر ان تنشر الاممالمتحدة قرابة 200 مراقب دولي لمتابعة سير عملية تسجيل الناخبين.