[email protected] فشل نخبنا السياسية ادخل فى دواخل الاغلبية العظمة نوعا من الياس والاحباط بل وادخلت السياسات البلاد فى نفق مظلم بعد ما انعكست بصورة واضحة على المجتمع الذى خيم عليه البؤس ومع كل هذه الاجواء الملغمة باليأس استوقفنى الشاعر فاروق جويدة بقوله ( انا شاعر ارفض الهزيمة واتحدى الانكسار الذى لا يجبر واسوأ انواع هزائمنا استسلامنا الصامت لا انكساراتنا وليس الموت ان تنفجر قنبلة تطيح بالعشرات او ان تخسر قضية او ان تتعثر فى طموح ولكن الموت الحقيقى هو سقوط الحلم فاذا كان الامس قد سقط واليوم فى طريقه للسقوط فلا ينبغى ان يسقط الغد , اسهل ان نجمع تذكارات لهزائمنا ونتشبث بالحلم كل الهزائم تتشابه الا سقوط الحلم ) ابحرت فى هذه العبارات فى محاولة للتشبث بالحلم حتى لا يغتال فى خضم هذه المحن التى جعلت البلاد على حافة التمزق والشتات والساسة فى تيههم غافلون وغارقون فى الصراعات والمصالح الشخصية دون الالتفات الى الكوارث والمصائب التى جلبتها سياساتهم العشوائية القائمة على انصاف الحلول الوقتية *** الهم والهاجس هو الجلوس على كرسي الحكم او الموت دونه وتضيع قضايا وتولد وتتفاقم هموم وازمات البلاد والعباد فى ظل صراعات تأبي ان تنتهى نسمع تقارير المراجع العام التى تاتى بالعجب وتاكد ان نسبة الفساد فى تزايد ولكننا لا نعرف من هو المفسد ؟! ولم نرى محاكمات لمفسدين ! وتتزايد نسبة الفقر واحيانا ينتابنى شعور ان ما يتبع من سياسات ليس من اجل الاصلاح وانما لافقار المواطن وطحنه فالوجود الهائل للمتشردين والمتشردات والمتسولين والمتسولات وتزايد وتيرة الانحراف الذى وضح جليا بفقدان المجتمع لكثير من القيم والمبادئ والخلخلة التى اصابته تكشف ان السياسات تاخد شكل مضاد تجاه المواطن الذى اصابه القهر والاحباط واصبح تائه فى مدارآته لا يتفاعل مع الاحداث ولا تشده التصريحات سوى كانت ايجابية اوسلبية او ستقود الى تفتيت البلاد فاقد الثقة فى الجميع لا يري خير فى حكومة او معارضة مع كل هذا السواد يجب علينا ان لا نموت ونحن احياء علينا ان نحلم با ن الغد اتى يحمل معه بشريات رغم موت الانسانية وكثرة الانكسارات وتحكم المادة وقالها جويدة (انا مؤمن بان زماننا هذا زمان ماتت فيه الانسانية وانكسرت المشاعر وصار مادى ولكنى مؤمن بان زمان الاحياء سيجئ وتستعيد فيه الكلمات موقعها على خريطة الاشياء وتستعيد فيه المشاعر موقعها بجوار دفتر الشيكات والارصدة ولايمانى الراسخ ان الخلل سيصيب مجتمعا بعض الوقت ولكن ناموس الحياة وطبيعتها توازن الاشياء وبأن الاجيال الجديدة ستكون اكثر جسارة منا والغد لن يصنعه الا انسان جسور وحين يموت الناس وقوفا ذلك يعنى ان الارض ستنجب يوما بعض الامن ...وبعض الحلم وبعض الناس وحين يموت الناس نياما ذلك يعنى ان العمل سيسقط سهوا بين الحاكم والحراس ) • وما اصعب ان نعيش مرحلة الموت نياما ونكون بين مطرقة الحاكم وسندان حراس النظام وما اتعسنا ونحن نحول دخول مرحلة (الصحيان) ونقع فى براثن حركات مسلحة واحزاب ممزقة ورغم وهذا وذاك علينا ان لا نغتال الاحلام ونتكاتف وونوحد الجهود من اجل وطن سليم ومعافى فى صحته وعنفوانه وطموحه • ان ما يحدث الآن فى بلادنا ملهاة كبرى تعرض على مسرح العالم والدخول مجانا لمن رغب فى الفرجة علينا اكثر المتفائلين سيقول انها بلاد الاحتضار والموت البطئ بينما ساستنا العظام ادمنوا استنشاق فاسد الهواء وافتعال الخصومة والفجور فيها لا يردعهم شئ فى اليوم ولكن بلا شك يرهبهم الغد فهم يعلمون ان الحلم قادم وان ظل فى غرفة التخدير طويلا • وآخيرا لا نملك شئ فى هذا الوطن سوى الاحلام وحتى تتحقق وتغدوا ماردا يمشى لا بد ان نذكر ان المبتدأ فى التغير هو النفس • ( ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) • حسبى الله ونعم الوكيل • الحرة