ودع فريق النيل الحصاحيصا الدوري الممتاز ، وخلف هذا الوداع اسئلة كثيرة لايجيب عليها سوي أهل النيل أو القابضين علي جمر قضيته لو كانت هناك قضية .. صحيح أن هناك روائح نتنة كثيفة غطت علي عدالة المنافسة في هذا الموسم ومواسم سابقة ، الا أن الرائحة ضربت هذا الموسم بشكل فاضح أزكم الانوف ، فقد حولها الفساد إلي سوق واسع للبيع والشراء وعلي عينك ياتاجر ، وصحيح أن عدد ليس بالقليل من قيادات الاندية نعت علي الملأ شرف المنافسة ، وأعلنت أنه الأسوأ والاكثر نتانة وقبح في تاريخ الدوري الممتاز منذ إنطلاق تجربة الدرجة الممتازة ، كل ذلك معلوم ومفهوم وقد يكون نادي النيل ضحية من ضحايا إغتيال العدالة في وضح النهار ، ولكن يبقي السؤال ماذا بعد هبوط النيل لدوري الدرجة الاولي بالحصاحيصا ؟ هل إنتهت الرحلة؟ وهل سيغيب آخر ممثل لمدينة الحصاحيصا كما غاب الهلال والمريخ علي التوالي؟ وهما من الاندية المؤسسة لتجربة الدوري الممتاز في سنواتها الاولي . كل المؤشرات تؤكد علي أن اهل النيل وعلي رأسهم مجلس الادارة ، قد رفعوا الراية البيضاء ، واعلنوا الاستسلام ، ولعل المتابع لتصريحات بعض الاداريين سيجد أنهم أعلنوا هبوط الفريق قبل وداعه بعدة اسابيع ، والمتابع اكثر سيجد إنفراط العقد الاداري والفني بعد مغادرة المدرب مبارك سلمان ، في إشارة الي أن النادي لم يدعم الفريق بلاعبين مميزين كما كان الحال في مواسم سابقة .. مع العلم أن الفريق عاني كثيرا في الموسم الذي سبقه وفلت من الهبوط بعد تعب شديد في المباراتين الشهيرتين أمام فريق حي العرب بورتسودان . أين اختفي ابناء النيل منذ تلك الفترة وحتي لحظة الهبوط ، والي الآن ؟، اين هم ؟ ولماذا تبرأوا منه بكل هذه البساطة وكأنهم لم يعرفونه يوما ؟ هذا النادي يتفاخر اهله بأنهم صدروا للوسط الرياضي قيادات خرجت من رحم النادي ، واصبحت هي الابرز الآن في قيادة الكرة السودانية . أين هم ؟ ولماذا تنكروا له هكذا فجأة وكأنه لم يشكلهم ويصنع شخصياتهم الادارية ؟ هل ينكرون فضله عليهم ؟ إذا كانت الاجابة لا ، فلماذا يهربون منه كل ماورد إسمه وكأنه شخص مصاب بالجرب؟ لماذا؟ . هل انتهي النيل ، والي الابد ؟ هل سيعود ليصارع في دوري الدرجة الاولي كما استسلم ورضي بالواقع الهلال والمريخ ، ليصبح طموحه التفوق علي احدهما أو الفوز ببطولة الدوري المحلي ؟ كم صغيرة هي الاحلام عندما تتقزم الي هذا المستوي؟ أين هم ؟ وهم من كان ملء السمع والبصر بفريق مثير للجدل ، وتضع له الاندية وعلي راسها الكبيرين الهلال والمريخ الف حساب علي ملعبه الشهير ، الذي لاترغب الاندية في اللعب عليه ، ولم تقل هذه هيبة ملاقاته حتي بعد أن تحول الملعب الي الكاملين . اخيرا هل كان النيل الحصاحيصا فكرة أم مجرد سلم صعد عليه من صعد ووصل الي مبتغاه وانتهي الامر؟ او بمعني أصح انتهي النيل عندهم بإنتهاء مراسم الدفن؟ كل هذه الاسئلة سأتركها لتجيب عليها الايام. /////