بسم الله الرحمن الرحيم الآن فقط انزاح الستار وانكشف الزيف وسقط آخر الأقنعة عن حقيقة ما كانت ترفعه أوربا من شعارات وتنادي به من مبادئ متمثلة في حقوق الانسان وحرية الاعتقاد والديمقراطية . والتي من أجلها جيشت الجيوش وحركت الأساطيل وغزت الدول واسقطت أنظمة بحجة الدفاع عن هذه المبادئ وأهلكت الحرث والنسل و ابادت الملايين من البشر بسبب هذه الحجة . لم يكتفوا بذلك بل أنشاوا بعض المؤسسات والمنظمات الطوعية والرسمية لتكون حارسا لهذه الشعارات ولمتابعة تنزيلها الى واقع التطبيق منها منظمة الأممالمتحدة وميثاقها المعروف وفروعها المختلفة . فجابوا الكرة الأرضية ودخلوا في بيت كل شعر وحجر مبشرين بهذه المبادئ بزخرف القول المدعوم ببعض العمل الانساني هنا وهناك الذي أصبح مشكوكا فيه وفي أهدافه ومقاصده اخيرا . فعلوا كل ذلك لكن ما وضح أن الحقيقة غير ذلك و الحقيقة كالظل لا تدفنه الرمال ومهما غطيت واحيطت بالمضللات لابد لليلها أن ينجلي ولابد لقيدها أن ينكسر . وفعلا بدأت أخيرا تتكشف الأمور وظهرت حقيقة الشعارات الكذب والمبادئ السراب في تصرفات الغربيين مع الشعوب وقد اتضح أن تلك الشعارات ماهي الا مواد تخدير للشعوب لاجراء بعض العمليات على جسدها حتى يتكيف ذلك الجسد ومطلوبات الرجل الأبيض ومقتضيات المصالح الغربية وقد ظهر ذلك جليا أن النظام الغربي قائم على الاستعلاء والانتقائيه و الذاتية فهو مع الديمقراطية والحرية التي ترعى مصالح الرجل الأبيض ولو كانت على حساب الآخرين فهم مع صدام في حربه ضد ايران ثم اسقطوه بحجة امتلاك أسلحة دمار شامل واقامة نظام ديمقراطي، بعد أن حقق أهدافهم في حرب ايران ومقاتلي أفغانستان عندهم مجاهدين في حربهم ضد الروس وهم ارهابيون اليوم في حربهم ضد النيتو . ووقفوا مع جون قرن السوداني الجنوبي في حربه ضد الشمال وعندما وصلوا لاهدافهم اغتالوه نهارا جهارا واعتبروه ليس رجل المرحلة، والذين ينتظرهم هذا المصير من العملاء كثر، فليستعدوا لذللك!!!! كما ان أكثر الانظمة دكتاتورية وظلما في العالم هي الأقرب للدول الغربية بالاضافة لانحيازهم المشهود لاسرائيل والموثق بالأجهزة المسموعة والمرئية كل يوم وآخرها موقفهم من تقرير غولد ستون الخاص بحرب غزة بحجة عدم اعاقة عملية السلام الوهم أما السقوط الداوي لتلك الشعارات والتي سقط معها آخر قناع واشهدوا عليه كل العالم دون حياء او خجل والذي بدأته فرنسا ثم ظهر في ألمانيا بقتل المحجبة مروة الشربيني داخل ساحة العدالة وهي المحكمة وانتهى ببلجيكا وهو منع اراتداء الحجاب في المدارس فان كان في هذا العالم من لهم قلوب يفقهون بها أو آذان يسمعون بها لعلموا ومنذ زمن بعيد أن أوربا والغرب قد بدت سواتهما ولم يبقى لهم ما يسترون به عورتهم فان كان ما حدث في الماضي غير مقنع وأنتم فيه ما بين الشك والظن واليقين فأسمعوا لهذا الذي حدث مؤخرا ولازالت أجهزة الاعلام تتناوله وذلك ان صحيفة نمساوية متخصصة في الشؤون العلمية فجرت قنبلة مدوية بكشفها ان ما بات يعرف بفيروس انفلونزا الخنازير الذي اجتاح العالم ما هو الا مؤامرة يقودها سياسيون ورجال مال وشركات الأدوية في الولاياتالمتحدة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واللوبي اليهودي من اجل البحث عن الثراء وللتقليل من الانفجار السكاني العالمي وتحول الموضوع الى شكوى حقيقية رفعتها منظمات حقوقية ومهنية في مختلف دول العالم وفي مقدمتها جمعية (س أو أس) عدالة وحقوق الانسان الفرنسية هل بعد ذلك من دليل وهل وضحت الحقيقة أم ما زلتم في ريبكم تترددون، فهم بتصرفاتهم تلك لسان حالهم يقول الحرية لنا لا لغيرنا والديمقراطية لنا لا لغيرنا والدنيا خلقت لأجلنا ونحن أبناء الله واحباؤه نفعل فيها ما نشاء هي ومن فيها ملك لنا وما سوانا خلقوا لخدمتنا ولنتخذهم سخرية لأنهم لا يحسنون التصرف هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا كما أن حياتهم يجب أن تخدم رفاهيتنا كذلك موتهم هذه هي نظرة الرجل الأبيض لباقي الشعوب ان لم يكن ذلك كذلك فما تفسير هذا الذي يحدث وكيف تسمح فرنسا لمواطنيها ليتعروا من ملابسهم وفي نادي للعراة وتمنع بالقانون من يريد الحشمة والستر حتى ولو كان يحمل الجنسية الفرنسية وهل هذا المنع كان ليحدث لو ارتدى الطلاب المسيحيون الصليب أو اليهود القبعة السوداء ان هذا لمن العجب العجاب لكن العجب يزول اذا علمت أن الهدف لم يكن الحجاب لكن ما يرمز اليه الحجاب وهو الاسلام والذي بدأ ينتشر في أوربا بصورة ملفتة و لأنه جعل من شعائره أدوات للدعوة والاعلام فالحجاب ملفت وجاذبا ومغري للشابات ومثير للأسئلة التي تقود الى معرفة الاسلام وهذا ما يخشاه القوم كما الصلاة والتي هي أكبر أداة اعلامية والتي تتراص صفوفها وتتساوى أقدام مصليها على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وهي تؤدى في أي مكان منادية ومعلنة هذا هو الاسلام لمن يريد ان يتعرف عليه وهو للجميع . فخوف هؤلاء لم يكن من الحجاب وحده حتى الصلاة لم يخفوا خوفهم منها فعطلوا تأسيس المساجد في بعض البلاد ومنعوا رفع الآذان وضايقوا المسلمين المهاجرين اليهم وقد استوقفوا بعض لاعبي الكرة في أحد الدول الأوربية وحققوا معهم لأنهم سجدوا لله شكرا داخل الملعب . ليس في الاسلام ما يستدعي كل هذا الخوف غير أنه يحل عقدة الاستعلاء والاستكبار التي تواثق عليها هؤلاء البيض أنهم الأفضل ويجب أن يظلوا كذلك رافضيين كل ما يساويهم بالآخرين و الاسلام يفعل ذلك هذا الرفض الذي لم يعالجه الدين الذي يعتنقه معهم الآخرون ولا المؤسسات التي انئشأوها و على رأسها الأممالمتحدة والتي لم ينسوا أن يجعلوا فيها ما يحفظ لهم ذلك الحق أنهم هم الأعلون ألا وهو حق الفيتو . وما يصفون به الاسلام من ارهاب وعنف يكفي لصد الناس عنه لو كان ما يصفونه به حقيقة دون الحاجة الى أفعال اضافية والمطلوب منهم أن يتركوا الاسلام ليعرض ما عنده ويعرف بنفسه وانسان هذا الزمان ليس بحاجة الى تبصيره بالحقيقة وهو حر في اختياره . وسؤالنا هل الشعوب لازالت تعيش تحت تأثير التخدير والمسكنات حتى بعد ظهور الحقيقة أما آن للشعوب ان تتحرر من تلك الأفكار والتي ترسبت في عقولها أن الرجل الأبيض هو الأفضل وهو الأمثل وهو الصادق الأمين أما آن لها أن تبحث عن آدميتها وانسانيتها وكرامتها في مواضع أخرى وثقافات اخرى اما آن لها أن تتحرر من الاسترقاق المقنع بتلك الشعارات السراب والذي عاشت تحت وطأته ردحا من الزمن ابحثوا عن قيمتكم كبشر بعيدا عن ثقافات هؤلاء ودينهم وحضاراتهم ادعوكم من غير ترهيب ولا ترغيب منطلقا من قول الله تعالى ( لا اكراه في الدين) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) أدعوكم من نافذة المعرفة والبحث والاطلاع أن تتصفحوا ما جاء في الاسلام لعلكم تجدوا فيه ما تفقدون . أدعوكم أن لا تتأثروا بما عليه حال المسلمين اليوم و الذين اختاروا ما هم عليه بعدم تطبيق المنهج وبسبب مواقف حكامهم المخذية وفتاوي علماء الحكام المخالفة للشرع، وما يحدث من تفجير وتقتيل وارهاب، ما هو الا صنيعة من صنائعهم، ينفذها عملاؤهم، ومن فعل مخابراتهم، ليسيؤا للاسلام، والاسلام منهم براء. لقد آن للشعوب ان لا تنتظر مرة أخرى خلف الصفوف وفي المقاعد الخلفية لقد آن للشعوب المغلوبة أن تبادر وتبتدر وتتقدم وتقتحم لقد آن لها أن تبطل مفعول ذلك التخدير وما فعله فيها من احساس بالدونية وعدم الثقة بالذات وان تخطوا خطوات نحو البحث عن الحقيقة و لابد من الوصول وان طال السفر. الشيخ / أحمد التجاني احمد البدوي