* اختيار السودان لاستضافة اللقاء الفاصل بين مصر والجزائر إن لم يسفر اللقاء الاول بينهما عن تأهل إحدييهما لنهائيات كأس العالم، مسؤولية كبيرة لا بد ان نستعد لها بشكل جيد فى جميع النواحى، خاصة وأن كل العالم سيكون رقيبا علينا فى ذلك اليوم، وندعو الله ان يسترنا من المفاجئات التى اعتدنا عليها وعلى رأسها انقطاع الكهرباء !! * ولا أتحرج هنا من إثارة موضوع الحساسية الشديدة بين البلدين، ليس مصر والجزائر، وانما مصر والسودان رغم ما يبدو فى الظاهر عكس ذلك !! * وأقول بصراحة شديدة، أن لدى عدد كبيرمن السودانيين حساسية شديدة تجاه المصريين خاصة فى كرة القدم، ودائما ما يتمنى معظم السودانيين الخسارة للفرق المصرية، ليس امام الفرق السودانية فحسب وانما أمام كل فرق العالم، وذلك بسبب التنافس التقليدى بين البلدين والتفوق الدائم لمصر على السودان!! * وتتجاوز الحساسية كرة القدم الى كل ما هو متعلق بمصرى، وهى تعود الى أزمان قديمة منذ حضارات ما قبل الميلاد والغزوات بين البلدين .. إلخ، ثم غزوات محمد على باشا للسودان من أجل المال والعبيد فى منتصف القرن التاسع عشر ومقتل اسماعيل باشا ابن محمد على وحملات الدفتردار الانتقامية على السودان .. إلخ، ثم حقبة المهدية ومحاولة غزو المهديين لمصر!! * وفى العصر الحديث .. معركة الاستقلال وتداعياتها ثم أزمة ( حلايب ) التى كادت تتحول الى حرب بين البلدين فى نهاية الخمسينيات من القرن الماضى، وتجددت مرة أخرى فى منتصف التسعينيات بعد ضم مصر لها كرد فعل على المحاولة الفاشلة لاغتيال الرئيس حسنى مبارك التى اتهمت بها مصر الحكومة السودانية !! * فوق ذلك، فإن السودانيين يتهمون المصريين بالتعالى عليهم والتقليل من شأنهم خاصة فى أفلامهم واعمالهم الدرامية التى تصورهم كشعب متخلف وساذج لا يصلح لشئ غير مهنة (البواب)، ولكى أكون منصفا فإن الكثير من السودانيين ينظرون الى الشعب المصرى على انه شعب لا تهمه الا مصلحته فقط !! * ورغم هذه النظرة السلبية، فإن مصر أو( أرض الكنانة) كما يحلو لكثير من السودانيين ان يطلقوا عليها، هى القبلة الاولى للسودانيين ليس لقربها فقط ولكن لانهم يرتاحون لها ويفضلونها على غيرها وما يجدونه من معاملة طيبة على المستوى الشخصى، ولمصر أفضال كثيرة علينا خاصة فى مجالى التعليم والعلاج!! * ولكن كل ذلك لم يفلح فى تخفيف حساسية السودانيين تجاه المصريين ، فهل يفلح فى ذلك اختيار مصر للسودان ليكون سندا لها فى معركتها ضد الجزائر؟! www.alsudani.sd [email protected] جريدة السودانى، 13 نوفمبر، 2009