رغم ظروف الحرب…. بدر للطيران تضم طائرة جديدة لأسطولها    المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي    المتّهم الخطير اعترف..السلطات في السودان تكشف خيوط الجريمة الغامضة    أنباء عن اغتيال ناظر في السودان    خسائر ضخمة ل"غانا"..تقرير خطير يكشف المثير    إسرائيل تستهدف القدرات العسكرية لإيران بدقة شديدة    "خطوة برقو" تفجّر الأوضاع في دارفور    الصادق الرزيقي يكتب: الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم    الترجي يسقط أمام فلامنغو في مونديال الأندية    افتتاح المرحلة النهائية للدوري التأهيلي للممتاز عصر اليوم باستاد الدامر.    فيكم من يحفظ (السر)؟    الحلقة رقم (3) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة    في السودان :كيف تتم حماية بلادنا من اختراق المخابرات الإسرائيلية للوسط الصحفي    من الجزيرة إلى كرب التوم..هل دخل الجنجويد مدينة أو قرية واستمرت فيها الحياة طبيعية؟    التقى بروفيسور مبارك محمد علي مجذوب.. كامل ادريس يثمن دور الخبراء الوطنيين في مختلف المجالات واسهاماتهم في القضايا الوطنية    هيمنة العليقي على ملفات الهلال    نشاط مكثف لرئيس الوزراء قبل تشكيل الحكومة المرتقبة    الحرب الايرانية – الاسرائيلية: بعيدا عن التكتيات العسكرية    نقل أسلحة إسرائيلية ومسيرات أوكرانية الى افريقيا بمساعدة دولة عربية    والي الخرطوم يصدر عدداً من الموجهات التنظيمية والادارية لمحاربة السكن العشوائي    أدوية يجب تجنب تناولها مع القهوة    شاهد بالصور والفيديو.. الفنان حسين الصادق ينزع "الطاقية" من رأس زميله "ود راوة" ويرتديها أثناء تقديم الأخير وصلة غنائية في حفل حاشد بالسعودية وساخرون: (إنصاف مدني النسخة الرجالية)    إدارة مكافحة المخدرات بولاية البحر الأحمر تفكك شبكة إجرامية تهرب مخدر القات    شاهد بالصورة والفيديو.. وسط ضحكات المتابعين.. ناشط سوداني يوثق فشل نقل تجربة "الشربوت" السوداني للمواطن المصري    (يمكن نتلاقى ويمكن لا)    عناوين الصحف الرياضية السودانية الصادرة اليوم الأثنين 16 يونيو 2025    سمير العركي يكتب: رسالة خبيثة من إسرائيل إلى تركيا    شاهد بالفيديو.. الجامعة الأوروبية بجورجيا تختار الفنانة هدي عربي لتمثل السودان في حفل جماهيري ضخم للجاليات العربية    شاهد بالفيديو.. كشف عن معاناته وطلب المساعدة.. شاب سوداني بالقاهرة يعيش في الشارع بعد أن قامت زوجته بطرده من المنزل وحظر رقم هاتفه بسبب عدم مقدرته على دفع إيجار الشقة    رباعية نظيفة .. باريس يهين أتلتيكو مدريد في مونديال الأندية    بالصورة.."أتمنى لها حياة سعيدة".. الفنان مأمون سوار الدهب يفاجئ الجميع ويعلن إنفصاله رسمياً عن زوجته الحسناء ويكشف الحقائق كاملة: (زي ما كل الناس عارفه الطلاق ما بقع على"الحامل")    المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية يؤكد أهمية مضاعفة الإنتاج    على طريقة البليهي.. "مشادة قوية" بين ياسر إبراهيم وميسي    المباحث الجنائية المركزية بولايةنهر النيل تنجح في فك طلاسم بلاغ قتيل حي الطراوة    من حق إيران وأي دولة أخري أن تحصل علي قنبلة نووية    أول دولة عربية تقرر إجلاء رعاياها من إيران    السودان..خطوة جديدة بشأن السفر    3 آلاف و820 شخصا"..حريق في مبنى بدبي والسلطات توضّح    ضربة إيرانية مباشرة في ريشون ليتسيون تثير صدمة في إسرائيل    بالصور.. زوجة الميرغني تقضي إجازتها الصيفية مع ابنتها وسط الحيوانات    معلومات جديدة عن الناجي الوحيد من طائرة الهند المنكوبة.. مكان مقعده ينقذه من الموت    بعد حالات تسمّم مخيفة..إغلاق مطعم مصري شهير وتوقيف مالكه    إنهاء معاناة حي شهير في أمدرمان    وزارة الصحة وبالتعاون مع صحة الخرطوم تعلن تنفيذ حملة الاستجابة لوباء الكوليرا    رئيس مجلس الوزراء يقدم تهاني عيد الاضحي المبارك لشرطة ولاية البحر الاحمر    وفاة حاجة من ولاية البحر الأحمر بمكة    اكتشاف مثير في صحراء بالسودان    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    محمد دفع الله.. (صُورة) تَتَحَدّث كُلّ اللُّغات    في سابقة تعد الأولى من نوعها.. دولة عربية تلغي شعيرة ذبح الأضاحي هذا العام لهذا السبب (….) وتحذيرات للسودانيين المقيمين فيها    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    تراجع وفيات الكوليرا في الخرطوم    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود "إماراتية"    "الحرابة ولا حلو" لهاني عابدين.. نداء السلام والأمل في وجه التحديات    "عشبة الخلود".. ما سرّ النبتة القادمة من جبال وغابات آسيا؟    ما هي محظورات الحج للنساء؟    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بل هي حكومة العفن والفساد يا مزمل أبو القاسم .. بقلم: المثني ابراهيم بحر
نشر في سودانيل يوم 23 - 11 - 2014

في أعقاب مشاهد الفساد الرياضية التي شهدتها ملاعب كرة القدم السودانية في الدوري الممتاز والدوري التأهيلي , وكانت المشاهد واضحة في تواطؤ بعض الاندية لصالح اخري , وتساهل الاتحاد مع بعض الاندية علي حساب الاخري , وتأهل نادي هلال الابيض بالرغم من خسارته لمباراته امام نادي مريخ كوستي بكسبه للشكوى , تلك الاحداث التي كشفت بوضوح حال الفساد البائن التي تغوص فيه الدولة السودانية , وتفاعلت جماهير كرة القدم مع تلك الاحداث وأصبحت قضية رأي عام في وقتها وصبت جماهير الرياضة جام غضبها علي اتحاد كرة القدم الذي نال كذلك نصيبا مقدرا من الصحفيين الرياضيين ونعته الكثيرون منهم بأسوأ العبارات وقالوا فيه ما لم يقله مالك في الخمر ,شدني عنوان احدي هذه المقالات للكاتب الرياضي الاشهر الاستاذ مزمل ابو القاسم بعنوان (اتحاد العفن والفساد) نعت فيه المؤسسة الكروية بالفساد والعفن بخصوص مشاهد الفساد التي شهدتها ملاعب كرة القدم, واشار الي ان ما حدث بشأن شكوى نادي هلال الابيض : ان القرار يحتوي علي دوافع لا تخفي علي فطنة المتابعين لما يجري داخل (اتحاد الفساد العام ), وختم المقال بعبارة : ننتظر من وزير الشباب والرياضة ان يحقق في الكوارث التي شهدتها ساحات كرة القدم , مشيرا الي ان ما يحدث في ملاعبنا لا علاقة له بما يحدث في كرة القدم العالمية .................................................
أخترت مقال الاستاذ مزمل ابو القاسم لكون صاحبه يتميز بشخصية مثيرة للجدال, وتثير اقواله شهية الكثيرين للاشتباك معه تأييدا أو تفنيدا , وفوق كل ذلك هو صاحب حضور خاص نابع من الكم الهائل الذي يستند عليه كونه احد ابرز الصحفيين الرياضيين المنتمين لاحد اكبر الاندية التي تشكل الضلع الثاني للقمة الكروية, وبالرغم من كل تلك المزايا التي يتمتع بها الاستاذ مزمل ابوالقاسم التي تميزه ضمن الافضل الا انه في رأيي الخاص يحتاج لعنصر مهم جدا ليرتقي بنفسه الي مصاف الاعلاميين اصحاب الرسالة الهادفة الذين نريدهم للارتقاء بالسلطة الرابعة في المقام الاول وخدمة المجتمع السوداني بتجرد بعيدا عن الانفعالات التي تتم بشكل مزاجي...............
ما خطاه قلم الاستاذ مزمل ابوالقاسم بخصوص فساد الاتحاد العام هو جزء من الحقيقة , ولكنها ليس الا حرث في البحر ,بمعني انه لم يقل الحقيقة كاملة وهو يحاول ان يشخص داء الدولة السودانية في فساد اتحاد كرة القدم فقط دون التطرق للمتبقي من جسد الدولة السودانية الواهن , والملاحظ في مقالات الاستاذ مزمل ابوالقاسم هجومه الدائم علي الاتحاد العام لكرة القدم بالفساد في صحيفته الرياضية (الصدي) وفي نفس الوقت بصحيفته السياسية (اليوم التالي) تختلف الاوضاع بمقدار 360 درجة بمعني انه اسد علي الاتحاد العام وحمامة علي نظام المؤتمر الوطني , وهذا التناقض والارتباك في شخصية الاستاذ مزمل ابو القاسم تجعلنا نضع امامه دائرة استفهام ....؟ فكيف يصنفه البعض من ضمن الصحفيين الاميز في السودان بالرغم من انه لا يجهر بالحقائق التي هي من صميم عمل (السلطة الرابعة) ,فشخصيا لا اعرف للصحافة والاعلام مهنة سوي قول الحقيقة ولا يحتاج ذلك الي ميثاق او قانون لانه واجب ديني واخلاقي لدي كافة الامم والشعوب وفي كافة الاديان والمعتقدات , وقال علي بن ابي طالب:أهلك الذين من قبلكم لانهم منعوا الحق حتي استشري وبسطوا الباطل حتي افتري وجاء في الحديث الشريف: ان اعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر, وكان علي الاستاذ مزمل ابوالقاسم ان يكون شجاعا وجريئا وليس علي طريقة (يعاين في الفيل ويطعن في ضلو ) لأن مؤسسة الاتحاد العام لكرة القدم تقع داخل الدولة السودانية , وهذه الدولة غارقة حتي أخمص اذنيها في الفساد بشهادة المراجع العام والمجتمع الدولي , وفي ظل هذا الوضع البائن لحال الحكومة السودانية فهل لنا ان نحلم علي الاقل بمؤسسة كرة القدم وهي تمارس الشفافية والعدالة والمؤسسية والقانون في ظل الفساد المستشري في جسد الدولة السودانية التي بالطبع لن يكون الاتحاد العام منها نشازا, وعلي درب الاستاذ مزمل ابو القاسم سار الكثير من جماهير الرياضة وفي مقدمتهم الصحافة الرياضية بالهجوم علي الاتحاد العام , وتناسوا جميعا ان اصلاح منظومة الاتحاد العام لا بد ان تتبعها خطوات اهمها اصلاح حال النظام القائم في البلاد, لأن فاقد الشيء لا يعطيه , وبالتالي فمن المستحيل ان تستعدل الاوضاع المائلة في الاتحاد العام لكرة القدم في ظل وجود هذا النظام الفاسد فهذا شيء شبه مستحيل
أشار الاستاذ مزمل ابوالقاسم في مقاله مثار النقاش الي قرار الشكوي التي كسبها نادي هلال الابيض, وذكر ان دوافع القرار لا تخفي علي فطنة القارئ بمعني انه اشار بطريقة غير مباشرة الي شبهة فساد تتعلق بالوالي احمد هرون, ومع العلم بأن الاستاذ مزمل ابوالقاسم كان من اشد المعجبين بالوالي احمد هرون منذ ان كان واليا لجنوب كردفان لأنه لمجرد انه يدعم نادي هلال كادقلي من اموال المواطن المسكين والمغلوب علي امره, فما الذي تغير الان يا مزمل ابوالقاسم ؟ وعلي ذات النسق هو من المعجبين بالوالي كبر لأنه ايضا يدعم اندية ولايته التي صعدت للممتاز وذاد عليه في المدح والثناء عند ما تدخل الوالي كبر وسجل العجب لصالح مريخ الفاشر بمبلغ كبير جدا علي لاعب انتهت مدة صلاحيتة في الملاعب علي حساب اولويات مهمة , وعلي حساب الاطفال الايتام والامهات الثكالي الذين يتضورون جوعا في معسكرات النازحين وتبديد اموال الموطن المسكين في اشياء فارغة وتافهة جدا للحد البعيد ,بل ومضي لاكثر من ذلك وهو يرشح الوالي كبر لشخصية العام الرياضية ........! وفي نفس الوقت في العام السابق عقب الاحداث التي صاحبت مباراتي السوكرتا ونيل الحصاحيصا في تأهيلي الممتاز وبخصوص البيان الذي صدر من الوالي محمدطاهر ايلا قدم الاستاذ مزمل ابو القاسم نقدا لاذعا للوالي في مقال بعنوان (السوكرتا ليس ملكا لايلا) صرح فيه بأن الرياضة في البحر الاحمر انتكست في عهد الوالي ايلا الذي شهد عهده هبوط اندية الولاية من الممتاز وانه فشل رياضيا , ولكنه مع كل ذلك واحقاقا للحق لم يذكر ان الوالي ايلا قد بدأ بطريقة صحيحة لتطوير منشط كرة القدم في تشييد بنية نحتية للناشئين وهذه بادرة تستحق الاشادة ينبغي ان يتوج علي اثرها ايلا كشخصية رياضية, وغدا يا مزمل ابوالقاسم سيذهب ايلا وستبقي انجازاته الرياضية التي بني من اجلها الاساس المتين , وسيكون لهذه الولاية شأنها في مجال كرة القدم لا يهم ولو بعد حين من الزمان ,وعلي ذات النسق سيذهب كبر وسيذهب احمد هرون وستذهب معهم انجازاتهم الرياضية لانهم تعاملوا بمقدار قدر ظروفك ,وانا شخصيا ضد ان تدعم الولاية اندية الممتاز, وضد الدعم الحكومي لولاة الولايات لاندية الممتاز لأن هذه اموال عامة مملوكة للشعب السوداني يجب ان تسخر من اجل رفاهيته من خلال وضع خطط منهجية وتشييد بني تحتية للمؤسسات الرياضية يستفيد منها العامة , اما دعم اندية الممتاز فيجب ان يكون الدعم من خلال مؤسسات القطاع الخاص وليس العام كما يحدث في السودان , وعلي سبيل المثال جهاز الامن والمخابرات ومؤسسة الشرطة والجيش كلها مؤسسات عامة وفوق ذلك هي مؤسسات غير ربحية مما يعني ان بدعمها للاندية الرياضية ستكون عبئا علي الخزينة العامة يتحملها المواطن السوداني المغلوب علي امره
الاتحاد العام لكرة القدم واحد من بؤر الفساد التي تعكس حال الدولة السودانية, وقد جاءت تلك الاحداث في وقتها لتقطع قول كل خطيب وتغني عن المجادلات, وقد جاء في صحيفة البيان
الاماراتية22سبتمبر2013 تقدم رئيس الاتحاد السوداني الاسبق لكرة القدم د كمال شداد بشكوي للاتحاد الدولي لكرة القدم Fifa ضداتحاد كرة القدم السوداني متهما اياه بالفساد وخرق اللوائح والقوانين, واعتمد شداد في شكواه علي وجود ديون لمصلحة وكالة تاكس للسفر والسياحة التي يمتلكها أمين مال الخزينة اسامة عطا المنان حسب الميزانية التي قدمها للاتحاد العام في الجمعية العمومية الاخيرة, لأن الاتحاد الدولي لكرة القدم يحظر مثل هذا التعامل المادي علي كل اعضاء الاتحاد بأعتباره شبهة واستغلال للنفوذ ,وارفق د شداد كل المستندات التي تدعم موقفه وصورة من خطاب الميزانية الاخيرة, وقالت المصادر ان شداد يثق بصحة شكواه ويترقب قرار الاطاحة بالاتحاد العام لأنه مخالف للقوانين, ويري انه اصبح قريبا من العودة الي منصبه مع مجموعته التي خسرت الانتخابات, فهذه واحدة من صور الفساد بحق الاتحاد العام لكرة القدم وغيض من فيض لا يكفي المقال لذكرها ,فأعضاء الاتحاد العام استغلوا مناصبهم علي نحو بشع لخدمة مصالحهم الشخصية التي تتناقض مع المنفعة العامة للدولة وهذه مسألة لا ينكرها الا مكابر لأنه ليس هناك من يحاسبهم وليس امامهم قدوة حسنة حتي يقتدوا بها في هذه البلاد, ومكابر من يحلم في ظل وجود هذا النظام الفاسد بتطور الرياضة في السودان التي تراجعت الي الخلف منذ ان استولت هذه العصابة علي سدة الحكم وتعاملت مع الرياضة بما يخدم توجهاتها الايدلوجية , والمدهش ان هناك من ينادون بعودة د شداد مرة اخري مع انه نفسه بن هذه العصابة وكان يدافع عن توجهاتها و تدهورت الرياضة في عهده ولم يقدم اي جديد يشفع له لأن الرياضة تحتاج الي مؤسسية ومنظومة متكاملة , ومن الوجه الغرابة والمحن السودانية ان د شداد الذي نصبه كثيرون مثالا للشخصية الادارية الناجحة ساهم بنفسه في صياغة الدستور الذي يحدد القيد زمني لرئاسة الاتحاد العام لكرة القدم بفترتين رئاسيتين ثم جاء بنفسه لكسر القاعدة التي بناها للترشيح من خلال دورة ثالثة, فشداد لا يختلف عن رئيس الجمهورية الذي سعي للترشيح لفترة ثالثة بالرغم من الدستور يمنعهما من ذلك , وشداد مثالا للدكتاتورية ساهم كمفعول به في تدمير الرياضة في السودان بعد ان ساهم في حل جهاز الاشبال وصاحبت فترته الكثير من الاحداث السالبة فاذا كان ادريا ناجحا وذو شخصية كما يدعي الكثيرون لكان من الاولي ان يغادر مستقيلا مرفوع الرأس من خلال الازمات التي مرت به وعلي سدة الاتحاد العام , وعلي سبيل المثال احداث مباراة الهلال والنيل الحصاحيصا واحداث كثيرة تشوبها شبهة فساد مثل اعارة اللاعب النيجيري امولادي لنادي الهلال وتسجيل الليبي طارق التائب علي سبيل الاعارة في نادي هلال الساحل بأحداثها الهزلية , وكثير من الاشكالات لا يكفي المقال لسردها تبين ان الاشكال ليس في اتحاد شداد او اتحاد معتصم جعفر وانما هذا النظام بأكمله .
المتابع للشأن الرياضي بالسودان يدرك نماما اننا متأخرون عن الاخرين بفضل نتائجنا السيئة التي تغني عن السؤال واخرها هزيمة المنتخب في عقر داره من الكنغو وخروجة من تصفيات امم افريقيا ....؟ وكل هذا مرده للفساد الذي يتناقض تماما مع التخطيط السليم ودولة العدالة والمؤسسية والديمقراطية فالدولة التي تفتح الباب امام اندية القمة لتجنيس جوقة من المحترفين بطريقة عشوائية لا تحدث الا في سودان الهوان اكبر دليل علي ان هناك نظام ممنهج لتدمير الكورة بالسودان والاستفادة من اسهتلاك عقل المواطن السوداني لاطول فترة ممكنة, وعلي سبيل المثال قبل حوالي أكثر من ستة اعوام أصدرت وزارة الشباب والرياضة قرارا يقضي بأستقدام عدد من المدربين الاجانب لمنتخباتنا الوطنية (المستحقة) حسب رؤية المنظراتية, فكانت اتحادات القدم والطائرة والتنس الارضي والعاب القوي والتايكندو هي المستأثرة بحظوظ التدريب الاجنبي ورصدت وزارة المالية بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة 15الف دولار توزع علي الاتحادات كل حسب قيمته ووزنه وهذا المبلغ الضئيل جدا يدل علي ان الرياضة هي ليست من اولويات النظام الحاكم وانما وسيلة لتحقيق اغراض اخري من خلال الرياضة , فكرة القدم رصد لها مبلغ 5الف دولار بالرغم من انه مبلغ ضئيل جدا لاستجلاب مدرب اجنبي مقتدر بمواصفات محددة, اتحاد التنس الارضي لم يتمكن من استجلاب مدرب كفؤ ومقتدر لأن المبلغ ضئيل جدا ,اما الكرة الطائرة فكان الاتفاق مع مدرب بمبلغ 3الف دولار والمدهش ان الاتفاق معه كان علي تدريب كل الفئات من الناشئن الي كل مراحل العمرية والمنشكلة بعد كل ذلك كانت المشكلة في الاتحاد الذي لم يقم بتوفير كل الفئات العمرية المطلوبة ......! ومع ذلك لم يستمر لأكثر من عام لانه لم يجد المناخ المناسب للعمل بأخلاص, اما مدرب العاب القوي فهو الصومالي المشهور (جامع ادن) تم التعاقد معه بمبلغ 3الف دولار وقد صرح وقتها لاحدي الصحف ان ينال مبلغ 2 الف دولار والمتبقي يذهب لجيب (أحدهم) ورغم ذلك التزمت الوزارة الصمت ولم تجروؤ علي محاسبته , وذات المدرب الصومالي (جامع ادن) كانت قد طالته اصابع الاتهام في فضيحة المنشطات الشهيرة التي كان بطلها لاعبنا عبدالقادر ادريس عندما نشرت وكالة الانباء العالمية خبر تجريده من الميدالية الذهبية في بطولة العالم لالعاب القوي ورغما عن ذلك دافع عنه قادةى اتحاد العاب القوي دفاعا مستميتا, فبعد كل هذه المشاهد الماثلة استغرب جدا لمن يفكراو يحلم لمجرد تطور الرياضة في السودان في ظل وجود هذا النظام الفاسد ....................
العصبة الحاكمة استغلت حب المواطن السوداني للكورة وعملت علي تطويعه من خلال لغة الكورة, وجاءت بجمال الوالي وصلاح ادريس علي قيادة مجلسي الناديين الكبيرين ليخدما اجندة التغبيش و استغلالها لخدمة ايدولوجيا الهيمنة والقهر, ومع ان الشعب السوداني يعرف من اين جاء هؤلاء باموالهم ويعلم راعي الضان في كردفان مصادر اموالهم, ولكن ذلك اصبح غير مهم في نظر اعداد مقدرة من جماهيرالكورة , ليصبحوا في نظر الشعب ابطالا قوميين فقط لانهم دعموا الكورة بعد ان اصبحت الرياضة في عهد الانقاذ وسيلة لتغنين الظلم الاجتماعي لا لتطويع الواقع الاجتماعي بتغييب الوعي بألية اللاتفكير, فالذين يطالبون برحيل مازدا بالرحيل من تدريب المنتخب عليهم اولا ان يطالبوا بمغادرة رئيس الجمهورية وكل الولاة الذين يتشبسون بكراسي الحكم, فماذا انتجته الانظمة الشمولية ولا يوجد اي فرق بين ماذدا او الوالي ايلا او يوسف كبر فكلها مناصب ومافيش حد احسن من حد .....! فكل الذي سردته يؤكد بما لا يدع اي مجال للشك ان مجرد المحاولة لاصلاح الانشطة الرياضية في السودان هي شبه مستحيلة مالم تتوفر شروط هي غير موجودة في هذا النظام الذي يحكم البلاد,فغالبية الدول المتطورة في مجال كرة القدم تحكمها انظمة ديمقراطية يحكمها القانون ودولة المؤسسات وتتعامل مع الرياضة بمنطق الكيف, وعلي جماهير الرياضة المغلوبة علي امرها والغائبة عن الوعي والصحفيين الرياضيين ان يوجهوا اقلامهم في نقد النظام القائم في البلاد برمته اذا كانوا يريدون للرياضة ان تتطور, والمخرج الوحيد هو اعادة البناء بأعتبار ان هذا الواقع سيستمر بشكله الحالي ولا بد في النهاية من الانهيار ولا يوجد مخرجا بالمرة الا بأعادة البناء بعد ان يسقط كل هذا العبث ,ولا توجد اي طريقة أخري لأصلاح الرياضة في السودان في ظل هذه الاوضاع المأزومة ,فالموجود الان يستحيل اصلاحه ,وهكذا يكون طغاتنا قد اهدروا ماضينا ونجحوا في ضمان كوارثنا المستقبلية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.