د. صبري محمد خليل / أستاذ فلسفه القيم الاسلاميه في جامعه الخرطوم تعريف الثقافة لغة واصطلاحا: الثقافة لغة الحذق ، من ثقف، يثقف: صار حاذقًا ، ويفيد لفظ الثقافة في معاجم وقواميس اللغة العربية ثلاثة دلالات :الدلالة الأولى تتصل بصفات المتعلم " كالحذق والفطنة وسرعة التعلم... "، والدلالة الثانية تتصل بكونها آلة لتسوية المعوج "كالتقويم ..."، وهى دلاله تتصل بان أصل الثقافة في اللغة العربية آلة كانت تسوى بها الرماح أما الدلالة الثالثة فتتصل بموضوع الثقافة ، سواء كان محسوسا أو معنويا " كالإمساك بالشيء والظفر به وحيازته". أما في اللغات الاجنبيه فقد استُخدم لفظ الثقافة في اللاتينية بمعنى حسي هو حرث الأرض وزراعتها, واستخدم كذلك بمعنى مجازي هو تهذيب العقل وتنميته. كما اقتصر مفهوم الثقافة في الغرب في عصر النهضة على مدلوله الفني والأدبي. أما اصطلاحا فقد تعددت تعريفات مصطلح الثقافة بتعدد مناهج المعرفة المستخدمة في تعريفه ، وتعدد الزوايا المنظور منها إليه ، وتركيز كل تعريف على عنصر معين من عناصر الثقافة .والتعريف الذى نأخذ به هو تعريف الثقافة بأنها " بأنها نسق معرفي مركب، يتضمن المعتقدات والشرائع والآداب والمذاهب والنظم... يكتسبه الإنسان من انتمائه إلى مجتمع معين ،ويحدد له يكون ما ينبغي أن يكون عليه موقفه واتجاهه وسلوكه ، في مواجهة الغير من الأشياء والظواهر والناس،" التمييز بين الثقافة والحضارة والمدنية : وهناك ارتباط بين مصطلحات : الثقافة والحضارة والمدنية ،وفى ذات الوقت فان لهذه المصطلحات دلالات متمايزة ، فمصطلح الحضارة اشمل من مصطلحي الثقافة والمدنية ،فالأول يشتمل على دلاله معرفيه " يقتصر عليها مصطلح الثقافة ،من حيث كونها نسق معرفي " ، كما يشتمل على دلالات اجتماعيه وتقنيه "يقتصر عليها مصطلح المدنية من حيث كونها نسق اجتماعي يشتمل على بعد تطبيقي تقنى " اى أن الحضارة هي نسق معرفي، اجتماعي... تعريف الثقافة الاسلاميه : استنادا إلى التعريف السابق لمصطلح الثقافة ، فإننا يمكن أن نعرف الثقافة الاسلاميه بأنها "بأنها نسق معرفي مركب، يتضمن المعتقدات والشرائع والآداب والمذاهب والنظم ... الاسلاميه، يكتسبه الإنسان المسلم من انتمائه إلى مجتمع اسلامى معين ،ويحدد له يكون ما ينبغي أن يكون عليه موقفه واتجاهه وسلوكه ، في مواجهة الغير من الأشياء والظواهر والناس مصادر الثقافة الاسلاميه : للثقافة الاسلاميه نوعين من أنواع المصادر : أولا: المصادر النصية : وهى النصوص اليقينية الورود " من الله تعالى – القران الكريم- او الرسول (صلى الله عليه وسلم) - السنة النبوية- ، القطعية الدلالة (التي لا تحتمل إلا معنى واحد). المصادر الاجتهادية : وتشمل الاجتهاد فى تفسير النصوص الظنية الورود والدلالة" التي تحتمل أكثر من معنى" ، كما تشمل الاستفادة من إسهامات المجتمعات الأخرى، بشرط عدم تناقضها مع أصول الدين وواقع المجتمعات ألمسلمه. خصائص الثقافة الاسلاميه :تتصف الثقافة الاسلاميه بالجمع بين الثبات والتغير ، والوحدة والتعدد ، فهي تتصف الثبات والوحدة من جهة مصادرها النصية ، التي تمثل أصول الدين الثابتة الواحدة ، كما تتصف بالتغير والتعدد من جهة مصادرها الاجتهادية التي تمثل فروع الدين المتغيرة المتعددة .. مجالات الثقافة الاسلاميه :طبقا للتعريف السابق للثقافة الاسلاميه فان الثقافة الاسلاميه تشكل كافه المجلات المعرفية العقدية والتشريعية والفكرية المتصلة بالمذاهب والنظم السياسية والاجتماعية والتعليميه ... التحديات التي تواجهها الثقافة الاسلاميه : تواجه الثقافة الاسلاميه العديد من التحديات ومنها : الاجتهاد: الاجتهاد في وضع حلول للمشاكل"السياسية والاقتصادية والاجتماعية..."، التي يطرحها واقع المجتمعات ألمسلمه المعاصر . الجمع بين الاصاله والمعاصرة : الجمع بين الاصاله والمعاصرة ، من خلال تجاوز موقفي القبول المطلق لإسهامات المجتمعات الأخرى (التغريب) والرفض المطلق لها (التقليد )،والانتقال إلى موقف نقدي قائم على اخذ ما وافق أصول الدين وواقع المجتمعات ألمسلمه من هذه الإسهامات ورد ما خالفها . التوازن بين الثبات والتغير :تحقيق التوازن بين عنصر الثبات في الثقافة الاسلاميه، ممثلا في مصادرها النصية، وعنصر التغير فيها ممثلا في مصادرها الاجتهادية . الإسهام في تحقيق التقدم الحضاري :الإسهام في تجاوز لمجتمعات ألمسلمه، لتخلف النمو الحضاري، الذى أصاب المجتمعات المسلمة، نتيجة لعوامل داخليه (كشيوع البدع والتقليد والجمود والاستبداد ..) وخارجية ( كالغزو المغولي والصليبي والاستعمار القديم والجديد..) متفاعلة،وتحقيق التقدم الحضاري لهذه المجتمعات. موقع د. صبري محمد خليل https://sites.google.com/site/sabriymkh https://sites.google.com/site/sabriymkh [email protected]