د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المسكوت عنه احتمال انفصال الجنوب ..( 1 ) بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 14 - 11 - 2009

بعد تصريح الرئيس سلفاكير صار احتمال انفصال الجنوب حقيقه . قبل حوالى عقد كتبت مجموعه من المواضيع تحت عنوان المسكو ت عنه . وتطرقت لخرافه انتمائنا العرقى العربى , ومعاملتنا العنصريه للجنوبيين . ولم يسمع اى انسان . انا وعيت للدنيا فى رمبيك . والبشر كان بالنسبه لى هم الدينكا الاقر . وتنقلنا فى الجنوب . وعشت فترة الصبا والمراهقه والشباب فى اعالى النيل . وسأتألم وقد ابكى لانفصال الجنوب . ولكن الحقيقه اننا قد اسئنا للجنوبيين .
20091114
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
المسكوت عنه
مدينة لوند الجامعيه لا تعرف المباني العاليه كلها عمارات لا تزيد عن خمسه طوابق ، في منطقه اوريكادال هنالك عماره من سبعه طوابق الطابق الارضي كان مطعما يمتلكه يوغسلافي لطيف اسمه شيما و هو تصغير لاسم سايمون . في ايام الحرب البوسنيه قابلت شيما في مقهي صديقي دراقان الصربي ، شيما كان قد رجع لتوه من بوسنيا. و بعد ان باع مطعمه في السويد و بني مبنا جميلا في بوسنيا يشمل مطعما . بسبب الحرب فقد شيما المسكن و اختفت والدته المسنه . و عندما قابلته كان مخمورا و يحس بالتعاسه و لانه رجل رائع فلقد كنت احاول ان اواسيه . و دخل علينا الفلسطيني نادر و لان المحل ملئ باليوغسلاف فلقد وجد الاحساس بالانتماء اكثر علي طاولتي .
اذكر ان نادر قد استجدي مني مبلغ مائه و خمسون دولار في سنه 1987 لانه كان يحتاج الي نظاره نظر و بالرغم من انني كنت اعرف بانه يمكن ان يتحصل علي النظاره من الاعانه الاجتماعيه الا انني دفعت له عن طيب خاطر لانني قد صفعته مره جراء تطاوله و بجاحته و كان الشعور بالذنب يتملكني.
و بدون ان يحترم نادر حزن شيما انطلق في الحديث عن امور فارغه فقال له شيما بعفويه ( هل انت و شوقي من نفس البلد ؟) و كان هذا في سنه 1992 فلم ارد انا و لكن نادر الذي يغسل الاطباق في الباخره بين السويد و المانيا انتفخ كبالون و انتصب واقفا و كانما لدغته عقرب و قال لشيما ( كيف تتجرأ و تقول انني انا الابيض من نفس البلد مع شوقي الاسود ؟ ) فقال شيما بهدوئه و لطفه ، و هو الان سائق سيارة تاكسي، ( انا لا اعرف و لكن اسمعكم تتحدثون نفس اللغه ) .
فقلت بالعربيه ( شيما رجل بسيط لا يعرف كثيرا عن الجغرافيا و لكن يبدو انك قد اخذت حقي فالشخص المفروض ان يغضب هو انا . فانا من بلد هو تاسع اكبر دوله في العالم مساحة، و عندي رئيس و حكومه و علم و اسره و قبيله و تمثيل في الامم المتحده و الجامعه العربيه و اغلب المنظمات العالميه ، انت يا سيدي لا يعترف بك انسان ، انت مشرد لاجئ ، حتي اهلك العرب يحتقرونك و لا يعترفون بك . شئ اخر ، لا تذكر في السويد انك ابيض ن فسيضحك عليك الناس و حتي شيما هذا عندما قلت انك ابيض نظر اليك باستغراب . و شيما نفسه قد يواجه تفرقه في السويد و يوصف بكلمة ( سفارت سكالا ) و تعني الراس الاسود ، لان السويدين شقر و عيونهم زرق و يصفون الاخرين بالراس الاسود احتقارا و استخفافا .
و خرجت تاركا المقهي . لاكتشف بعد اسبوع ان نادر قد استلف مبلغ اربعين دولار من شيما زاعما انه صديقي الحميم.
الصيف الماضي و في نهاية فستفال مالمو الذي يستمر لمدة تسعه ايام شاهدت فلسطينيا يحاول ان يرفع سقف سيارته القابل للتحريك . الا ان السقف يتحرك من جانب واحد ثم يتوقف . و لانني قد شاهدت الشخص عدة مرات و هو يمتلك كشك يواجه محطة البصات في وسط المدينه فلذا عرضت عليه المساعده بان نضغط علي الجانبين في وقت واحد ، و افلحنا. . فقال لزوجته ما معناه ( الم اقل لك ان كل السود ليسو بسيئين .) هذا الفلسطيني اسمه حيدر و عندما اذكره بهذه الحادثه يقول ( يا زلمه ما اقصد شئ ) و هذه هي المشكله .
بالنسبه للكثير من السودانيين اعتبر انا فاتح اصفراني و يمكن كمان ابيضاني عند البعض و بالرغم من هذا لم اكن في يوم من الايام اتمني ان اعتبر اي شئ سوي ان اكون زنجيا او افريقيا . و هنالك كثير من السودانيين بلون الفحم و بملامح زنجيه احسدهم عليها و يصرون علي انهم عرب و يتهيجون عندما يصفهم انسان بانهم زنوج افارقه او عبيد!!
استاذنا الكاتب الكبير الطيب صالح يعيش وهم انه عربي و لقد شاهدته في برنامج تلفزيوني يبدو ممتعضا عندما تحدث مقدم البرنامج عن اجادته للغه العربيه و تمكن السودانيين من اللغه العربيه و كان يقول ( ما الغريب ؟ نحن لسنا بعجم .) و لم يستطع ان يقول نحن افارقه نتكلم اللغه العربيه.
المجذوب من الكتاب الذين احبهم و اعجب بشعرهم ، الا ان المسكين قد مات و لم يعرف ان احدي امنياته قد تحققت و الحقيقه ان تلك الامنيه كانت قد تحققت منذ ميلاده الا انه كاغلب السودانيين كان مخدوعا يمضغ الوهم و يجتره فهو القائل في قصيده عصماء
و ليتني من الزنوج و لي رباب
تميد به خطاي و تستقيم
و اجترع المريسه في الحواني
و اهذر لا الام و لا الوم
و اصرع في الطريق و في عيوني
ضباب السكر و الطرب الغشوم
طليق لا تقيدني قريش
باحساس الكرام و لا تميم .
الا رحم الله المجذوب لقد مات المسكين و هو لا يعرف انه من الزنوج . مات موهوما ككل اهل الشمال يريد ان يكون عضوا في نادي العروبه و اهل النادي لا يقبلونه و ينظرون الي السودانيين باستهزاء . و من اين اتي المجذوب و امثاله بان الزنجي من المفروض ان يجترع المريسه و ان يهذر و لا يلام او يلوم و من قال ان القرشيين هم اهل الاتزان و الكرم الذين اخرجوا سيدنا محمد صلي الله عليه و سلم من مكه هل كانوا من الزاندي ؟ .
الحمد لله ان والدي ابراهيم بدري كان يقول ان الدينكا و المصريون هم نفس الدماء نيليون حاميون . و عرفت انني زنجي و افتخر بهذا . و اصدقائي اليوغسلاف المقربون ينادونني بسيرني و تعني الاسود .
و والدتي امينه خليل التي ولدت و ترعرعت في جبال النوبه تتحدث عادة بفخر عن اهلها النوبه . و في بعض الاحيان تسخر من عدم فهم الشماليين للنوبه . و من قصصها ان الشماليين كانوا يتشائمون من ان النوبه يأخذون فراخ طائر السنبر و قالوا لاحد شيوخ النوبه ( كيف تسمحون لنفسكم ان تأكلوا فراخ السنبر . السنبر يعني الخريف و الخير و هو يأتيكم كزائر و ضيف ، كيف يأكل الانسان ضيفه ؟) فقال الشيخ النوباوي ( طيب الجداد ده ما ساكن معاكم في البيت !! ) .
المشكله ان الشماليين عندما يذهبوا الي الشرق او الغرب و خاصه الجنوب يريدون لن يفرضوا عرفهم و قوانينهم و عاداتهم علي الاخرين حتي و لو بالقوه .
المستشرق البريطاني جون هنوينق المعروف بعبدالرازق و متزوج بسيده فلسطينيه كان يدرسنا الادب الانجليزي في مدرسة الاحفاد الثانويه و في كتاب هكل بري فين للكاتب الامريكي مارك توين وردت كلمة نيقرو و كانوا بيننا من وصفوا بانهم بيض او حلب مثل عبدالمنعم محمد يوسف و له شعر ناعم يشقه في الوسط . و الاخ عبدالمنعم عبدالله حسن عقباوي و يرجع اصلهم الي مصر و الاخ العزيز عبدالله فرح الذي صار مواطنا في ابوظبي و عندما يرتدي العقال و بانفه المستقيم يبدو كمواطن كاملا . و عندما بدأ البعض يشير نحو الاخرين الذين اكثر منه سوادا قائلين نقرو ذي فلان او علان ، وضع جون هنوينق الكتاب و قال ( فليكن معروفا لديكم انتم جميعا نقرو). و بدا هذا كصدمه للكثيرين الا انني كنت اعرف .
في سنه 1965 وصف الاخ محمود المليجي في مدينه تبليتسي في شمال بوهيميا بواسطة بعض الاطفال في شبه زفه ( شيرنوخ ......شيرنوخ) و تعني زنجي . فاستغرب هاشم صالح الجعلي من ذلك . لان ما مكتوب في جواز محمود المليجي امام لون البشره ابيض . و لكن يبدو ان كل شئ نسبي . روجينا دفورجاكوفا صديقة محمود المليجي الشيكيه كانت تقول ان الاطفال علي حق فبالرغم من ان محمود المليجي ليس حالك السواد الا انه يمكن ان يقال عليه زنجي .
هاشم صالح الجعلي كان اسود اللون الا ان شعره لم يكن مجعدا و ان لم يخلو من خشونه و لهذا كان يقول مفتخرا في براغ ( انا ما عب انا عربي)
. الشاعر مبارك المغربي قد قال لنا في محاضره في مدرسة ملكال عندما كان ضابطا في السجون انه اندهش عندما كان الاطفال في بريطانيا يقولون له في الطريق ( زي بلاك مان ) لانه لم يكن يحسب نفسه اسودا. مبارك المغربي هو زميل طفوله و جلس في نفس الكنبه في مدرسة المورده الاوليه مع الرجل الرائع الشاعر عبدالمنعم عبدالحي مؤلف اغنية انا امدرمان الذي لم يجد الاحترام الكافي في السودان لانه عب و كالكثيرين من جنوب السودان تزوجوا بالمصريات حتي يتفادي ابنائهم وصمة العبيد . شقيقه كذلك كان متزوج بمصريه و كان لواء في الجيش المصري ( باشا ) و محافظا لاسوان.
ال المغربي الذين يرجع اصلهم لخارج السودان اتاح لهم لونهم الابيض او الاصفر فرصه اوسع في المجتمع . عمنا محمود صالح المغربي والد حسن و ليلي المغربي و الاخرين بدأ حياته كصائد سمك الا ان اللون الابيضاني يعتبر راس مال لا ينضب في المجتمع السوداني لسوء الحظ.
اغلبية العرب و المصريون يعتبروا غير بيض و اذكر في جنوب افريقيا قديما ان البحاره المصريين كانوا يصدمون عندما يحذرهم بوليس الميناء من الذهاب او الدخول الي المراحيض او مقاهي البيض لانهم ينتمون الي مجموعة السود و ليس البيض.
الان في السويد هنالك سجين معروف بليزرمان لانه كان يستعمل مسدس يعمل بالليزر و ضحاياه كانوا كثيرين منهم صيني و صومالي و مغربي. هذا الشخص ظهر في التلفزيون و هو ذكي يجيد الحديث . مشكلته كانت انه كان يعاني من مركب نقص لان شكله كان مختلفا بالرغم من انه ولد في السويد و امه سويسريه و ابوه الماني .الا انه ليس باشقر و عيونه ليست بزرقاء و كان مبرزا في دراسته و اثناء الخدمه العسكريه كان في حرس الملك .و في فتره من حياته صبغ شعره اشقرا و لبس عدسات لاصقه زرقاء اللون .
و لكي يحس بعظمته و انه ليس اقل من الاخرين قام بنهب احد البنوك و ذهب ليعيش في جنوب افريقيا ، مستمتعا بشعور انه السيد المهاب . و لكن عندما عاد الي السويد لم يكن مركب النقص قد تلاشي . و بدلا ان يوجه حقده نحو المجتمع وجه حقده نحو الاقليات . من يستطيع ان يصدق ان الالماني يمكن ان يعاني من مركب النقص بسبب لونه او شكله . و هذه مشكلة كثير من الشماليين انهم يريدون ان يصيروا عربا.
احد الاخوه الجعليين كان طويل القامه وسيما و عندما كان في جامعة اوكسفورد لدراسه فوق الجامعيه ، اتت فتاه بريطانيه في بداية دراسة علم الاجناس و جلست بجانبه في مطعم و بعد التحيه سألته عن بلده و عندما عرفت انه سوداني لاحظت طوله فقالت له ( هل انت دينكاوي ام نويراوي؟ ) و المسكينه قد درست عن النوير و الدينكا و طول قامتهم . فتحول وجه الجعلي المسكين الي شئ ضربته صاعقه و ترك الاكل و المكان . فاصيبت الطالبه المسكينه بالهلع و لم تفهم ما الذي حدث .
في الفضائيه السودانيه قبل عدة شهور كان هنالك متحدث من موريتانيا ذكر انه قد قابل الاستاذ عبدالله الطيب رحمة الله عليه و ان عبدالله الطيب قال له انه يكره الطائره ، لانها حرمت السودان من الشناقيط – اهل موريتانيا- الذين كانوا يمرون بالسودان في طريقهم للحج . و لكن استاذنا الكبير لم يهتم او يذكر النيجريين الذين لا يزالو في السودان بالملايين و ينظر اليهم كمواطنين من الدرجه الرابعه و لا يزال البعض منهم يمر بالسودان في طريقهم الي الحج . و عبدالله الطيب لا يشابه الشناقيط و لكن في اي وقت يرتدي اقبادي و يذهب الي نيجريا فان شكله من المؤكد كان سيسمح له بان ينزل اي انتخابات . و لكن لا مجال له في موريتانيا.
و كما شاهدت الاستاذ عبدالله الطيب في التلفزيون يحاول ان يلوي عنق الحقيقه ان المهاجرين في صدر الاسلام لم يذهبوا الي اثيوبيا المعروفه اليوم و لكن الي وسط السودان و كاد ان يقول دامر المجذوب .
في ديوان عبدالله الطيب اصداء النيل يقول بعد حوادث جنوب السودان في الخمسينات و مقتل بعضا من معارفه و هم الاستاذ النذير و مولانا و الفاضل في قصيدته تمثال مادنجو
ايا تمثال مادنجو الذي ندعوه مرجانا
و في وجهك ذا الجامد الخامد شيطانا
و اشباهك قد ثاروا علي قومي بركانا
فهل تبكي مع الباكين من مصرع قتلانا
تذكرنا النذير الفيضي لو تنفع ذكرانا
و قد شقت دروع الصبر من طعنة مولانا
و حرق الفاضل الباسل وسط الزنج اشجانا
ويواصل
الا حي فتي الدامر ليث الغابة الشهما
و فتيان الدفاع الغاسلين العار و الضيما
تبرجن ما شئتن ان النصر قد لاحا
و حاكين حمام الطلح اذ رجع نواحا
فكم تبكين من ابلج طلق كان وضاحا
و قد ساءك مولانا قتيل الزنج اذ طاحا
و قد لاقي النذير السمح دهر السوء فاجتاحا.
هل يعقل ان يفكر مفكرينا و كتابنا بهذه الطريقه ؟ عفا الله عن استاذنا عبدالله الطيب . و اذا كانت ابواب مميزه في السماء فسيدخل من باب الزنوج لانه كان زنجيا و ان لم يرد ان يعترف بهذا .
لقد قال لي كمال ابراهيم بدري و هو كذلك شاعر و محاضر للغه العربيه عمل في انجلترا و نيجريا و السعوديه و مات في اندونيسيا ، ان بعض العرب قالوا له و لعبدالله رجب باستغراب ( بتحكوا عربي ؟؟) فرد عبدالله رجب ( احسن منكم.) .
عندما يتحدث عبدالله رجب عن فتي الدامر يتحدث عن اللواء احمد عبدالوهاب الذي من المفروض ان يكون ذهابه الي الجنوب لاحلال السلام و ليس لغسل العار و الضيم . و لا حديث هنا عن النصر لان الجنوبيين ليسو هم الاعداء ، انهم جزء من الوطن ، لحمنا و دمنا و اشقائنا .
كيف يوصف النذير و مولانا و الفاضل بالابلج و الوضاح ، الوضاح هو الشديد البياض مثل وضاح اليمن الشاعر من الاصل الايراني من الجنود الذين اتي بهم سيف بن ذي يزن لكي يتخلص من حكم الزنوج الاثيوبيين . الاخ طه حسن عبدالله في سودانيز اون لاين تحت عنوان جندي امريكي يقوم بتفتيش فتاه عراقيه و هي بقميص النوم ، استفزه الموضوع لدرجة انه كتب قصيده جيده بهذه المناسبه و مداخلتي كانت كلاتي
الاخ طه
ان الاحرار يتفاعلون مع كل ضيم . و شكرا علي القصيده . و كل ام تنوح علي ابنها في هذه الارض تؤلمنا ، و ياحبذا لو كتبت و تفاعلت بهذا العمق عن شقيقاتك في جنوب السودان الذين اغتصبوا و يغتصبون و سوف يغتصبون و هم لم يعرفوا حتي ما هو قميص النوم بل ما هو قميص الجلوس او الخروج . و ما يحدث الان امام اعيننا في دارفور هي وصمة في جبيننا ستلعننا الاجيال القادمه من اجلها و موت محمد الدره امام عدسات التلفاز وصمه في جبين العالم . و كأباء لاطفال نحس بالالم كل يوم عندما نتذكره .و لكن كم من الاطفال في جنوب الوطن ماتوا بدون ان يسمع بهم انسان ماتوا و نهشتهم الضباع و مزقت اجسادهم الجوارح .
الضابط مصطفي نديم ابن المامور المشهور نديم و شقيقه المحافظ محمد نديم و لهم منزل ضخم في شارع العرضه بالطوب الاحمر و مصطفي نديم كان في المحكمه العسكريه التي حاكمت الزعيم التجاني الطيب بابكر في ايام عبود . و عندما كان مصطفي نديم في جوبا ارتبط بعلاقه بفتاه جنوبيه في حي الملكيه و اظن ان والدها يوناني . و عندما رجع في الستينات كضابط كبير حاول ان يعيد علاقته مع الفتاة التي كانت قد تزوجت و كونت اسره الا ان نديم كان يعتبر ان له حق لا يقبل الفسخ . فذهب في المساء محاولا انتزاعها من زوجها ودارت معركه جسديه مع الزوج تعرض فيها مصطفي نديم للضرب فقاد الجيب غاضبا مسرعا للقياده للاستعانه بجنوده فاصطدم باحدالاشجار و قبل موته متأثرا بالحادث عرف الجنود الشماليون انه تعرض للضرب فاخذوا سلاحهم و جعلوا من حي الملكيه ميدان معركه مارسوا فيه الحرق و الضرب و الاغتصاب و القتل . انا متاكد من ان الكثيرين لم يسمعوا بهذه القصه .
شوقي
Shawgi Badri [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.