كتب الاستاذ بابكر فيصل مقالا بعنوان (داعش يحرج جماعات الاسلام السياسى ) مبينا أن هناك تياران لا ثالث لهما هما التيار الذى يرفض مفهوم القراءة التاريخية للقرأن الكريم وربط تفسير أياته بأسباب النزول والسياق الذى تنزلت فيه ويستندون على مقولة ان القران صالح لكل زمان ومكان وبذلك يواجهون مأزق التناقض بين التطورات التاريخية والحقائق العصرية المستجدة ويتجلى هذا المأزق فى أوضح صوره عند النظر فى قضية الرق والعبودية وملك اليمين وهولاء هم أهل (داعش) والتيار الذى ينادى بأعتماد القراءة التاريخية للقران على أعتبار انه لم يهبط دفعه واحدة ولكنه تنزل على الرسول الكريم منجما فى ثلاثة وعشرون سنة وقد نسخت كثير من اياته وأنسى بعضها مما يؤكد حقيقة تفاعله مع الواقع التاريخى ويقر الاستاذ بابكر ان هذا التيار يواجه فقط مأزق الحرج أمام داعش ونحن نقول له ان هذا التيار يواجه حرج أمام نفسه من قبل ظهور داعش لان داعش تطبق الايات المحكمة فى أمر الجهاد وتداعياته على أعتبار أن فهمها للنسخ انه الغاء أى أن أية الاسماح (أدعو الى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) قد تسخت بأية الاكراه (قاتلوا الذىن لا يؤمنوا بالله ولا باليوم الاخر ولا يدينون بدين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وهم لا يشعرون بأى مأزق ولا حرج أما م أنفسهم وأمام الاخرين أما التيار الاخر من جماعة الاسلام السياسى أمثال جماعة الاخوان المسلمون فهم من يواجه المأزق لانهم يريدون أن يعطلوا الجهاد الذى يؤمنون به وأنه قائم الى قيام الساعة كما يرددون لتناقض تداعياته من رق وعبودية وملك يمين مع واقع العصر وذلك باجتهادات فطيرة أمثال أن الاسلام استعمل السيف دفاعا عن النفس ولم يبدأ قتال الاخرين مع النبى الكريم قال (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله فان فعلوا عصموا منى دمائهم واموالهم ) ثم أنهم لا يؤمنون بأن النسخ فى القرأن هو ارجاء للحكم حتى يحين وقته عليه يصبح أن الكلام عن الناسخ والمنسوخ حجة عليهم اذا لم يفهم الفهم الصحيح ولن يخرجهم من مأزقهم. ان المخرج الصحيح من تناقض مفاهيم جماعات الاسلام السياسى هو طرح الاستاذ محمود محمد طه من أن الاسلام كما جاء به محمد (رسالتان) رسالة قامت على أصول القران ومنها أية الاسماح ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وعندما عجز مجتمع القرن السابع عن الاستجابة لهذا المستوى نسخ بأية الاكراه ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخرولا يدينون بدين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية وهم صاغرون ) هذا النسخ ليس الغاء لمستوى ( الاسماح ) بل هو أرجاء له لحين يجىء وقته لانه لا يعقل أن ينسخ أحسن ما فى ديننا (الاسماح) بما هو دونه (الاكراه ) والله تعالى يقول ( وأتبعوا أحسن ما انزل اليكم من ربكم ) السؤال الذى يتبادر الى الذهن هو من هو الذى يملك صلاحية تحكيم المنسوح ونسخ المحكم ؟ يقول صاحب الدعوة الاسلامية الجديدة انه رجل أتاه الله الفهم عنه من القرأن وأذن له بالكلام وقديما قال السيد المسيح لتلاميذه أحزروا الانبياء الكذبة قيل كيف نعرفهم قال بثمارهم تعرفونهم فسيرة الاستاذ وتلاميذه وكل ما كتبوه مبذول للناس على موقع الفكرة على الانترنت ولا أدرى لماذا تجاهل الاستاذ بابكر مناقشة طرح الجمهوريين كتيار ثالث من جماعات الاسلام السياسى يختلف عن التياران الذين ناقشهما ؟ أعتقد أنه لم يفعل ذلك اما لانه لم يقرا كتب الاستاذ أو أنه لا يرى فى جماعة الجمهوريين جماعة (اسلام سياسى ) أو اعتبرهم من التيار التانى ويتفقون معه فى مسالة الناسخ والمنسوخ كمخرج من الحرج أمام داعش مع أنهم يختلفون اختلافا جذريا معهم ولا يشعرون بأى حرج أمام داعش عصام جزولي [email protected]