بسم الله الرحمن الرحيم بقلم الكاتب الصحفى عثمان الطاهر المجمر طه / لندن المشكلة الناس لا تقرا وإذا قرأت لا تهتم ولا تتعلم من الإشارات والمؤشرات الفكرية والثقافية الإيجابية كما قال الشاعر : نعيب زماننا والعيب فينا 8 وليس لأحد عيب سوانا أقول هذا وفى ذهنى مؤتمر مكافحة الأرهاب – المبادرات الدولية الأفاق والتحديات الذى عقد مؤخرا بمركز لندن لممارسات القانون الدولى بالتعاون مع أكاديمية لندن الدبلوماسية والذى إنعقد فى عاصمة الضباب البريطانية لندن يوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2014 حيث حلل وشخص المشهد السياسى والفكرى والعقدى الآنى فى واقعنا المعاش اليوم وعمل فيه مبضع الجراح بإقتدار ماهر محذرا من الغلو الدينى والجنوح العقدى والتطرف الفكرى الأيدولوجى فى أوساط الشباب وكأنه يقرأ الغيب طبعا لا يعلم الغيب إلا الله لكن التشخيص الذى أحدثه والإيماءات كلها كانت تشى بذلك أى بالفتنة الإرهابية التى وقعت فى باريس مؤخرا فتداعى العالم لإستنكارها وإدانتها لأنهم رأوا فيها الإرهاب يمشى على قدمين ويحمل السلاح ويقتل اشهر الصحفيين ثم طاف المتحدثون فى سياحات قانونية تحليلا وتعليقا فى محاضرات تشبه المرافعات الرفيعة الراقية التى لا يجود الزمان بمثلها فى أضابير المحاكم والذى شد إنتباه الحضور المرموق من المدوعين لم لا وقد كان المتحدثون نخبة فريدة من أهل القانون الدولى ومن الأكاديميين والسياسين وممثلى المعاهد البحثية والبعثات الدبلوماسية والمنظمات الغير حكومية ووسائل الإعلام المختلفة . تطرق برنامج المؤتمر إلى عدة قضايا ذات صلة حيث ركزت حلقة النقاش الأولى على التأطير النظرى وتمحيص الواقع الملموس وذلك عبر التعريف بالمبادرات الدولية الريئسة المتصلة بمكافجة الإرهاب. بدأ المؤتمر بكلمة إفتتاحية بالترحيب بالحضور والتعريف المقتضب بأهدافه ألقاها المستشار ناجى إدريس مدير مركز لندن لممارسات القانون الدولى أعقبتها حلقة التقاضى الأولى والتى أدارها كل من بروفيسيور تشارلز تشاترجى أحد مديرى أكاديمية لندن الدبلوماسية والبروفيسيور فى القانون الدولى والسيدة آرفيندر سامبى إحدى ميرى إدارة حقوق الإنسان والعدالة الجنائية الدولية فى مركز لندن لممارسة القانون الدولى ومديرة مؤسسة سامبى برلين بالإضافة إلى السيد تيم واتيلز الشريك الأكبر فى مؤسسة إدوارد ويلدمان بالمر القانونية حيث تطرق المتحدثون للإطار القانونى وكذلك المسائل المالية والحقوقية التى تترتب عليها كما تطرق مديرو الحلقة الأولى أيضا للبعد الدولى عبر مناقشتهم لأفاق التعاون العالمى والمبادرات الدولية شارك فى إدارة حلقة النقاش الثالثة والأخيرة كل من روجر سمات المحامى لدى مؤسسة كيو أى بى هوليس وايتمان والسيد مارتن بولين أحد مديرى إدارة حقوق الإنسان والعدالة الجنائية الدولية فى المركز ومدير مؤسسات سامبى بولين والسيد إيلكو كسيلز كبير المحللين لدى المركز الدولى للتعاون الأمنى فى المملكة المتحدة بالإضافة إلى الدكتور صباح المختار الأمين العام لإتحاد المحامين العرب فى بريطانيا . تركزت المواضيع التى نوقشت على مكافحة التطرف العنيف إضافة إلى مفهوم الإرهابييين المقاتلين الأجانب كما تطرقت أيضا إلى التحديات الحالية التى تحول دون تطبيق المبادرات الدولية المتصلة بمكافحة الإرهاب وطرحت مقترحات لتطبيق الإطار القنونى الدولى وإكسابه فعالية أكثر أعقبت كل من الحلقات نقاشات متعمقة من جانب الحضور مما أثر المؤتمر وساهم فى تحقيق أهدافه . يعد هذا المؤتمر الأول فى مجموعة كبيرة من الفعاليات ينوى مركز لندن لممارسات القانون الدولى تنظيمها فى المستقبل القريب لمعالجة قضايا مفصلية مما يوفر المجال المناسب لكبار المتخصصين للقاء والحوار ولتقديم حلول عملية للمشكلات الدولية فائقة الأهمية المتصلة بممارسات القانون الدولى وهذا هو عمل المركز وتخصصه وقد سبق الجميع فى ذلك لكن الخيل تقلب والشكر لحماد .
