مقال محجوب بأمر سمية سيد أرجو نشره نشرت صحيفة (التغيير) خبرين عن الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي جعلتهما خبري الأولى (المانشيت العريض) في تاريخين متقاربين: الاثنين 16 فبراير، والأحد 22 فبراير، كلاهما تناقض مع أساسيات العمل الصحفي المهني، وكان مصدرهما للأسف رئيسة التحرير الأستاذ سمية سيد. وحينما تصديت بالتوضيح في المرة الأولى عقبت علي رئيسة التحرير بنفسها بينما كانت تردف الخبر الثاني. وعلى مدى ثلاثة أيام (من 22 وحتى 24 فبراير) وتحت عنوان (بالنسبة لرباح فلا سيادات) نضح إناؤها سباً، وقالت في النهاية: (أما رباح فإن عدتم لن نعود)، وما كنا لنعود بمثل ما فعلت، ولكن كان لا بد من توضيح ما استجد، فإذا بها وضعت أمراً لسكرتارية التحرير ألا ينشر لنا مقال في الموضوع. فنشرت المقال اليوم بصحيفة (التيار)، كل الشكر لها ولرئيس تحريرها المهندس عثمان ميرغني، وقد نشر المقال محوراً ليناسب قاريء صحيفة مختلفة غير متابع لما دار، ولحذف ما رآه المهندس ميرغني جزء من سجال شخصي لا يهم قراء صحيفته. مع أني أكدت وأؤكد إنه ليست لدي أية قضية شخصية مع الأستاذة سمية سيد بل هي التي أرادت شخصنة القضية لحرف السجال عن مساره الموضوعي الذي يكشف مؤامرتها، بل هي كشخص تعني لكل امرأة مثلي تعمل في مجال النوع الكثير كونها امرأة تتقلد منصب رئيسة التحرير، ولكن الأمر يتعلق بالتعامل المهني مع أخبار لي بها إحاطة ليست طفيفة. الشاهد، لقد استقلت من (التغيير) وتأكدت بعدها أن رئيسة تحرير (التغيير) لم تتجاهل فقط بيان مكتب الحبيب الإمام الصادق المهدي الخاص الذي أثبت اختلاق خبر يوم 22 فبراير، بل وتجاهلت بيان سفارة السودان بلندن وتعميمات مكتب العميد عبد الرحمن الصادق الصحفية التي تؤكد غرضه الرسمي البعيد عن قصتها الخبرية! وفيما يلي أنشر المقال المحجوب عن (التغيير) كما هو، والتمس من قراء المواقع الإلكترونية الغراء التي تتفضل بنشره أن يقرأوا ثلاثيتها، ويحكموا بضميرهم. وأشكر كل موقع يتيح منبره الكريم لقلم أرادت كسره صحفية ملفقة نسيت أنها لا تملك كل الأحبار. رباح بسم الله الرحمن الرحيم هاروت وماروت وحصاد الريح! أبدأ حديثي اليوم باعتذار واجب لأي من (دخل) عليه مقالي السابق مدخلاً حامضاً، فقد فهمت من عمود الأستاذة سمية سيد رئيسة تحرير الصحيفة، بالأحد 22 فبراير، أن زملاء وزميلات بالغراء (التغيير) فهموا أني قدحت في مهنية الصحيفة وصحفييها فاستاؤوا، وهذا ما لا ينبغي لي في صحيفة أتيتها وفيها قامات أفتخر بأني زاملت بعضهم غالب مسيرتي الصحفية، لعقد ونصف من الزمان، أمثال أساتذتي النور أحمد النور وحيدر المكاشفي وعبد الرحمن الأمين، بل إني ما وجدت مذ وطئت قدماي هذه الصحيفة إلا كل الخير من تعاملٍ راقٍ من الأستاذ إمام أحمد إمام رئيس التحرير السابق، أو الطاقم الصحفي، وأخص أستاذي المكاشفي والأمين، أو الإداري وأخص الأستاذ عبد الله بلة، وكانت مناسبة اعتقال أستاذ النور أحمد النور، أبو المهنية، على خلفية نشر صحفي، تجربة في تآخينا وتلاقينا حول الحريات الصحفية، وتضامننا مع بعضنا الآخر في ضراء حقيقية مستنا، فلو كان هناك من أخذ مقالي طعناً عاماً فإن ذلك قطعاً يعود لعيٍ غير مقصود مني، لأني إنما قصدت خبراً وعموداً للسيدة المحررة الرئيسة، التي ردت على مقالي بثلاث أعمدة متتاليات. ولم يكن ما ذكرته وصماً لمجمل أدائها، فحمدت لها في البداية طريقتها التشاركية في التحرير. قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى). ولكني رأيتها اندغمت في الخط السياسي الرسمي على حساب التدقيق الصحفي (التماهي الرسمي في مقابل المهنية). الشاهد، حثني البعض متشوقاً لردٍ يفحم، فقلت إنما أنا مرتادة معارك صحفية، وأنت تختبر معدن الإنسان ونبله إذا ما عاركته فإنه يبلغ منتهاه، ويصل غور المستنقعات السحيقة من دواخله أو مثلما بلغ الجنرال في متاهته، رحمك الله يا ماركيز! أما هذا النقع، وهذه الأبجدية، ف(يفتح الله!)..إنه عراك لا أجاريه، إذ وجدتني كمحجوب طيبنا الصالح يوم انتخابات الجمعية، و"جملة أيمان" (عشا البايتات)! وسأكتفي بتوضيح نقاط معينة منعاً للبس، وحسب. قالت رأس التحرير إن دليل المهنية مصادرة الصحيفة يوم الثلاثاء، وكان عليّ مراجعة مقالي الذي غاب بذاك السبب. وأقول إن (التغيير) صودرت وغاب مقالي يوم الأربعاء (وليس الثلاثاء) الموافق 18 فبراير بسبب عمود الأستاذ عبد الرحمن الأمين المنتقد لمصادرة الصحف، وهذا أمر معلوم بالصحيفة وخارجها. أما ردة فعل المحررة الأساس، التي نقلها (الواتس) لخبر المصادرة فكان بتساؤلها عم كتب كتابٌ تظنًّ أنه يأتي من بابهم (الريح) وكنتُ أول من ذكَرَت من الأسماء! ومن ذلك استشففتُ موقعها من المسألة فلم أشأ أن أعدّل مقالي، فالحادثة أثبتت لي بما لا يدع مجالاً للشك ما ذهبتُ إليه بداية. على أية حال، أشكر لربة التحرير (التي تضجر من تكرار ذات الاسم حتى أعيانا النحت) أنها وقد جاءت ووجدتني بالصحيفة، رأت الإبقاء على قلمي (على صحرائه، وريحه)، لتحافظ على تلوين الرؤى السياسية بالصحيفة. واستغربت المحررة الرئيسة الجديدة أن أكون عضوة بمجموعة الصحيفة الواتسابية، ربما لأن سياستها تختلف عن سلفها الذي اعتبر الكتاب جزءً من أسرة الصحيفة، بل وشاركتُ بتحرير مواد صحفية في (التغيير). وحينما تم ضمها للمجموعة الواتسابية في يوم 18 ديسمبر 2014م كنت من أوائل المرحبين بها، ولم يقف إرسالي للمواد للمجموعة من حين لآخر. وكعضوة في أسرة (التغيير) كنت أتدخل إذا رأيت أن هناك ما يضير مصداقية الصحيفة، وقد حدث ذلك مثلاً حينما أرسل أحد الزملاء خبراً منسوباً لناسا حول عاصفة شمسية سوف تتسبب في ظلام على مدى 3 أيام (كان ذلك في 26 أكتوبر2014م) وقد تحققت من أن الخبر ملفق، فنبهت زملائي في الصحيفة، وهاتفت رئيس التحرير، لئلا نقع كآخرين في فخاخ الاستسهال وتضرب مصداقيتنا. وبنفس الذهنية تصرفتُ يوم الخبر الذي أرسلته المحررة الأولى حول عودة الإمام الوشيكة، وقد كان خبرا كاذباً، ضرب المصداقية بالفعل! وأضيف لموكب الثناء للمحررة القائدة أن خبرها الجديد المنشور يوم الأحد 22 فبراير، وإن كان جاء بمعلومات مغلوطة جديدة، فقد أكد ما سقته في مقالي السابق، ونفى صحة أمرين نشرا في الخبر السابق: نفى أن يكون لقاء عبد الرحمن الأول بأبيه أمراً مستجداً فأثبت أنه كان قبل أسبوعين، أي سبق حوار (التغيير) للإمام، كما نفى العودة الوشيكة ومستتبعاتها التي وصفها المصدر غير العليم كسيناريو لعودة الإمام. أما خبر يوم الأحد فساق جملة من (الدليب). قال إن العميد عبد الرحمن الصادق ذهب للقاهرة على رأس وفد لحزب الأمة فيه الفريق صديق محمد إسماعيل وذلك لإجراء حوار مع النظام، وسوف يصلهم الثلاثاء لذلك الغرض د.مصطفى عثمان إسماعيل. وهو خبر مختلق، أصدر المكتب الخاص للإمام الصادق المهدي بالاثنين بياناً نفاه، نشرت تلخيصه ثلاث صحف هي (الأيام) و(الأهرام اليوم) و(آخر لحظة)، بينما عرّضت به صاحبة الخبر في عمودها بالأخيرة واتهمته ب(الركاكة)! البيان المذكور أكد أن وفد الفريق صديق محمد إسماعيل جاء بناء على دعوة من الإمام لبحث قضايا وطنية وتنظيمية (ليس من بينها أصلاً الحوارمع النظام، وقد عاد وفدهم إلى البلاد بعد انقضاء مهمته)، وأن زيارة عبد الرحمن (لا علاقة لها بحزب الأمة البتة. لقد حضر ضمن مهام تخصه وتخص الحكومة واتصالاتها الدبلوماسية، ولقاؤه لوالده تم في إطار أسري). وأوضح البيان أنه (ليس للحبيب الإمام حوار مع نظام الخرطوم).. (أما الوساطة المذكورة في الخبر فهي أمر معروف للكافة، فهناك جهات إقليمية ودولية ووطنية كثيرة تسعى لحلول سلمية وأشهرها الآن الوساطة الألمانية وسوف يذهب الإمام لحضور الورشة التي تعدها يوم غد الثلاثاء)، وبالفعل ودّع الفريق الحبيب الإمام الاثنين بالقاهرة، وغادر الإمام لألمانيا صباح الثلاثاء، وزارنا الحبيب خلف الله الشريف بمكتب الإمام بأم درمان بالثلاثاء، وسافر الحبيب موسى مهدي لجوبا.. المهم.. حينما يحضر وفد الحوار المزعوم للقاهرة يكون أطراف الحوار الذين أعدهم الخبر قد سافروا صعيداً وسافلاً.. ذهبوا مع الريح! وجاء في الخبر أن الالتقاء بالإمام كان بمقر إقامته بمصر الجديدة بينما الإمام مقيم بمدينة نصر، وعدد الخبر القوى السياسية التي ستدعى لمائدة الحوار ومنها الجبهة الثورية ثم الحركة الشعبية (مع أن الحركة الشعبية جزء من الجبهة الثورية).. الشاهد، خُلقت القصص الخبرية المسيسة عجولة، قليلة الحبك والإجادة والتدقيق! آخر فقرة في بيان المكتب نصيحة غالية، فالمهنية والصدقية لا غنى عنهما للصحافة، وينبغي أن نضيف إليهما الاستقصائية، وهذا يعني تعدد المصادر، وامتحان المصدر، ومضاهاة أقواله مع حقائق معلومة، ومع المنطق، ومع الرأي الآخر، فليس المصدر الحكومي فقط هو المأمون، واستطلاع المصادر الأولية، إذ لا يمكن رد مصدر كمكتب الإمام في أمر يخص تحركاته حتى لو شابته ركاكة بمقاييس سيدة سمية. ومن نصائح ديفيد راندال صاحب كتاب "الصحفي العالمي" لدى التعامل مع المصادر (اسأل نفسك ما هي دوافعهم، اسأل نفسك ومصادرك ما هو الجانب الآخر من القصة؟ هل يحتل المصدر موقعاً يؤهله لمعرفة ما يزعم معرفته؟..إلخ). إذ لا يستساغ أن يصاغ خبر على شاكلة: وفد لحزب الأمة فيه الفريق يرأسه العميد! كلاهما سوف يصطك مسمعه، والعارف بحزب الأمة سوف يبصقه، مثلما يفعل شخصٌ سليمٍ مع محلول (الإرواء) الطبي الذي لا يرتشفه إلا سقيم مجفف السوائل! وجملة القول، لا يوجد حوار مع النظام. صحيح توجد وساطات منها الوطني والإقليمي والدولي، نجاحها محكوم باستحقاقات يأبى نظام الصلف أن يدفعها مثلما اعترفت المحررة الأبرز في عمودها الرباحي الثالث بأن الحكومة ليست متحمسة، (الآن حصحص الحق)..لا توجد إرادة سياسية لحكومة العناد والانفراد لدفع استحقاقات الحوار المطلوب. صحيح للحبيب الأمير محاولات، وقد زار أباه الآن كابن لا كمساعد في القصر وهو في مهمة رسمية حكومية بمصر، وربما حاول تسويق محاولاته الآيسة، وكل ما نطلبه منه أن يغادر ذلك القصر فيخلص يديه وضميره ويترك النفخ في (القرب المقدودة). وصحيح سوف يحاول الإنقاذيون أن يرسلوا هاروتهم وماروتهم، لفتح كل أبواب الريح للتشويش على رسالة معارضيهم وعلى رأسهم الحبيب الإمام كما تنبأ هو في رده على حوار (التغيير) بأنهم يوهمون باتفاق وشيك معنا ومع الجبهة الثورية ضمن سياسة (فرق تسد)، ولكنهم لن يحصدوا سوى الريح. وليبق ما بيننا عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.