§ سبحان الله فجأة بدأت المواقف الأمريكية من السودان تتغير من حالة العداء إلى التطبيع ، وأمريكا تتحرك وفق مصالحها الاستراتيجية مع الدول ، فهي لا تمن بحسن العلاقات لوجه الله أو منهة منها . توجه المنظمات الكنسية الدعوة لوزير الخارجية على كرتي لتكريمه لأنه نحج في اطلاق سراح مريم المتهمة بالردة ، بينما صدر الامر التنفيذي الأمريكي بفرض حصار على السودان ومن أسبابه الاضطهاد الديني للمسبحيين!! § وللعلم إن أمريكا الآن أحوج من أي وقتٍ مضى لتطبيع علاقتها مع السودان ، وليس العكس كما يتصور الكثيرون، إنها ضرورة تمليها عليها مصالحها الاستراتيجية خاصة بعد التقارب السوداني الروسي الذي أسس لعلاقات استراتيجية مستدامة ، وكذلك العلاقة الاستراتيجية السودانية الصينية المتجذرة، وذلك لأن أمريكا بدأت تفقد الكثير من حلفائها في المنطقة العربية خاصة أن علاقتها بمصر تمر بأقسى وأعلى درجات الفتور ، ورطتها في انفصال الجنوب ولوم الاتحاد الاوروبي لها بأن الافصال انتج دولة فاشلة تحترب اثنياً وقبائلياً ، لذا فإن على السودان، أن لا ينجرف ويهرول نحو التطبيع مع أمريكا برغم أهمية العلاقات معها، فامريكا هي الأحوج ولأنها رأت أولاً : أن بعض المعضلات والبؤر التي صنعتها لتركيع السودان لم تنجح و لم تستطع نشر الفوضى الخلاقة التي استثمرت لانجاحها مالم تستثمره في كل دول ما يسمى بالربيع العربي ، فها هي اليمن ، والبحرين ، وليبيا وسوريا والعراق ترزح في فوضى عميقة ، فأصبحت الانقاذ عصية عليها!! § امريكا الان تريد أن تتحلل من موضوع المحكمة الدولية وهي كما نعلم صنيعتها رغم أنها غير موقعة على برواوكولاتها ولا هي أحد منظمات الاممالمتحدة، و ما هي إلا أداة سياسية لابتزاز الرؤساء الافارقة والعرب الرافضون للدوران كتوابع في الفلك الأمريكي وتأتمر بأمره، والآن انقلب السحر على الساحر حينما أصبحت المحكمة مهددة للرؤساء والقادة العسكريين الاسرائليين الصهاينة ، بالطبع اسرائيل ربيبة أمريكا وتلتزم أمريكا بأمنها وأمن قياداتها ، وبالرغم من أن أمريكا لم توقع على برتوكول تأسيس المحكمة - كما ذكرت آنفاً - إلا أنها عملت على اصدار قرار مجلس الامن تحت البندالسابع لتوقيف رئيس السودان و هو في سدة الحكم!! . § علينا أن لا ننسى أن بعض الدول الاوروبية كبريطانيا وبلجيكا التي تسمح قوانينها بالقبض ومحاكمة مجرمي الحرب قد قامت بتعديل قوانينها حتى لا يلاحق قادة الكيان الصهيوني وتم تعديل القوانين بعد حادثة تسيفني ليبني يوم وصلت طائرتها لمطار هيثرو في زيارة لبريطانيا فاقلعت طائرتها دون أن تتم الزيارة لأن المخابرات الامريكية و أخبرتاها بمذكرة التوقيف ضدها نتيجة اتهامات بالضلوع بجرائم حرب ضد الفلسطينيين رفعتها منظمات فلسطينية مقيمة في بريطانيا فهربت!! § حاولت أمريكا تحسين صورة المحكمة فعينت لها مدعية عامة افريقية من غانا ، وتمت صفقة هورو كينياتا لنصب لاغراء الرئيس البشير بأن يخطو ذات الخطوة وذلك بعد أن كذبتْ وجمّلتْ المحكمة صورة المحكمة لاعطاء انطباع بالنزاهة والعدالة واغرائه بتقديم نفسه للمحكمة .. بمعنى آخر إن أمريكا جربت كل الوسائل الخبيثة والدنيئة من حصار اقتصادي وتقني وتأليب الدول لتسليمه وإدراج السودان ضمن قائمة الاهاب، والعمل على عدم اسقاط الديون ناهيك عن بؤر التمرد ، وأخيراً أوعزت لبنسودا باعادة الملف لمجلس الأمن في خطوة ابتزازية جديدة تتزامن مع خطوات تطبيع العلاقات!! § عندما تتقارب مصر من روسيا الاتحادية ترى أمريكا أن تمارس سياسة الجزرة والعصا مع الرئيس السيسي ، فتعمل على تطبيع علاقاتها بالسودان ، حتى تستغل ورقة حلايب للضغط على مصر بالتالي يذهب النزاع إلى مجلس الامن و محكمة العدل الدولية!! § أمريكا والناتو اكتشفا الخطأ الفادح حينما تواطأوا لفصل جنوب السودان عن شماله ، ومن مصلحتها الاحتفاظ بالباب موارباً مع السودان ربما عودة الجنوب في نوع من أنواع الوحدة مجددا في شكل اتحاد فيدرالي يضع الامن والجيش والسياسة الخارجية واقتسام السلطة والنفط، وهذا يقتضي أن تكون العلاقات مع السودان في أحسن حالاتها!! § لابد أن تقوم سياستنا الخارجية على المصالح والتوازات في العلاقات، وعلى السودان أن يحتفظ بعلاقاته المميزة مع روسيا والصين ولا يهرول إلا في حدود مصالحه الوطنية دون التفريط في قراره السياسي ، فالسودان تأقلم مع الحصار ويدافع عن اراضيه ومواطنيه ضد التمرد الذي غرست بذرته ورعته أمريكا تحديدا!! § اليوم الحركات المتمردة وخاصة الحركة الشعبية شمال يشعرون بالرعب من هذا التقارب وقد حاول عرمان أن يلعب لعبته المفضلة بتأليب المنظمات الامريكية ضد وطنه ، رغم علمه بأن كل هذه المنظمات دون سند الادارة الامريكية واللوبي الصهيوني لا قيمة لصياحها ، فهو يفرفر بحركة مذبوح ، لأن الكيان الصهيوني يريد أن يؤمن ظهره إذ يعتقد أن أراضي السودان تتنذ معبرا للسلاح لحركات المقاومة الفلسطينية ، فلا مصلحة لها في أن تحاط بالمقاومة من الجولان وجنوبلبنانوغزة خاصة بعد حرب غزة الاخيرة التي أظهرت مدى السلاح الصاروخي النوعي الذي قصفت به المقاومة المستعمرات الاسرائلية!! ... أرجو أن لا نهرول ونندلق لننال رضا أمريكا والغرب لمجرد التلميح بالجذرة فما عاد مكان للعصا والابتزاز، علينا أن ندرك أنه لا عدوات ولا صداقات دائمة وانما مصالح استراتيجية هي التي تدعو الدول العظمى لتغيير علاقاتها!!... سيطل فجر جديد كله الخير إن عرفنا كيف نلعب بما لدينا من أوراق!! ... الآن بدأ اللعب على المكشوف.. بس خلاص .. سلامتكم،،،،،،،،،،