عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. mailto:عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.; معلوم لغالبية السودانيين المهتمين بالشأن الكروي أن اتحاد الكرة السوداني مؤسسة لم تعد تعر أمر اللوائح والقوانين والنظم ولو أدنى اهتمام ( هذا إن جاز لنا أن نطلق عليها اسم المؤسسة). كل شيء عند ضباط الاتحاد الحاليين يتم وفقاً لأمزجتهم الشخصية ودرجة قرب أو بعد الأطراف الأخرى منهم. هذه حقيقة أثبتتها الكثير من الوقائع منذ زمن ليس بالقصير. لكن ما لا يعمله هؤلاء الضباط وما قد يجهله بعضنا هو أنهم قوم يعوزهم الذكاء. وإلا فكيف يتخذ من يميلون دائماً للترضيات قراراً كالذي صدر البارحة؟! قضى قرارهم الغريب بإعادة مباراة المريخ والأمل عطبرة بسبب مشاركة اللاعب بكري المدينة الذي كان يفترض أن يكون موقوفاً يومها. لكن بقرار فوقي من أحد هؤلاء الضباط وعبر تزوير واضح سُمح له بالمشاركة. فما ذنب الفريقين، خاصة الأمل عطبرة الذي خسر نتيجة ذلك اللقاء بالله عليكم لو كان هؤلاء القوم يملكون عقولاً تفكر. ففي مثل هذه المواقف لا توجد منطقة وسطى أو ذاك اللون الرمادي الذي يفضله رجال الاتحاد. فإما أن مشاركة بكري كانت صحيحة، وفي هذه الحالة لم يكن هناك داعِ للنظر في شكوى الأمل بعين الاعتبار. أو أن المشاركة كانت خاطئة، وفي هذه الحالة تُضاف نقاط تلك المباراة للأمل عطبرة. أما قرارهم الغريب فليس له أي معنى أو مبرر منطقي. ألم أقل لكم أنهم بشر يعوزهم الذكاء! فقد أدخلوا أنفسهم بهذا القرار المعيب في عنق الزجاجة. عندما قرأت فحوى القرار بالأمس توقعت أن يرفض نادي الأمل المشاركة في المباراة المعادة. وبالفعل رفضت إدارة الأمل فكرة إعادة المباراة. كما رفض مجلس المريخ أيضاً. فماذا أنتم فاعلون يا ضباط اتحاد الفشل والفساد والمحاباة والترضيات وكل المفردات السيئة؟! نقطة أخيرة: كثر الحديث في اليومين الماضيين عن استقالة مجلس المريخ. وقد دبج بعض كتاب المريخ الكبار مقالات بجلوا فيها الوالي كعادتهم. لكن العجيب في الأمر أنه يعزون عدم نجاح المريخ في الظفر ببطولة هامة طوال سنوات الوالي للمعارضة المريخية. وقد طالب هؤلاء الزملاء الوالي الغالي بالنظر لمصلحة المريخ، مؤكدين أنه لا يوجد كائن آخر قادر على قيادة المسيرة في هذا النادي الكبير. لا أدرى هل هم حقيقة يعتقدون أن الوالي سيستقيل بالفعل وبصورة نهائية وجادة؟! أم أنهم يدركون أن الموضوع أكبر من الوالي ومن مجرد الحديث عن إدارة نادِ للكرة، لكنهم يتغافلون؟! لو كانوا لا يعلمون بأن الوالي قد جيئ به رئيساً للمريخ منذ نحو عقد ونصف لاعتبارات سياسية فهي مصيبة. وإن كانوا يعلمون لكنهم يتغافلون فالمصيبة أكبر. فجمال الوالي كان جزءاً من مخطط حكومي لاشغال جماهير الكرة ولذلك فُتحت له الخزائن للصرف على المريخ بهذا الشكل البذخي خلال السنوات الماضية. وعندما يلوح الرجل بالإستقالة غالباً ما تكون هناك دوافع أكبر من حديث الكرة. فربما أن صراعات داخل حزبه الحاكم تقتضي منه التلويح بالاستقالة بعد أن حظي بهذا الدعم الاستثنائي، وذلك للضغط على أطراف بعينها. أو قد يكون السبب مزيداً من التمنع وإلهاء جماهير النادي الكبير بأمر يصرف الأنظار عما هو أهم. في كل الحالات أرى أن الحبر الذي يسكبه بعض الزملاء دفاعاً عن الوالي ومحاولة لاثناءه عن الاستقالة لا يعدو أن يكون ضحكاً على العقول أو أنها لعبة مصالح لا ناقة للجماهير الحمراء المغلوب على أمرها فيها ولا جمل. لأنه إن صح خبر الاستقالة فهي ستكون محددة بتواريخ واضحة ولن تكون نهائية على أية حال. لأن السبب يمكن أن يكون أيضاً احراج الراغبين في الجلوس على كرسي الوالي الذي صار حكراً عليه بأمر بعض كتاب الأحمر للأسف الشديد.