* كما قلت أمس لم يكن مطلوبا من وزير الاعلام السودانى أن يقود معركة ضد الاعلام المصرى، ولكن أن يصدر بيانا قصيرا قويا ومعبرا ومهذبا يرد فيه على وزير الاعلام المصرى ويفند مزاعم واكاذيب جوقة المعدداتية والمهرجين المصريين ويوضح الحقائق بكل شفافية وشجاعة، ثم يترك الباقى لأجهزة الاعلام الرسمية وغير الرسمية !! * وعندما أقول يترك الباقى لأجهزة الاعلام، لا أقصد أن تتحول أجهزة اعلامنا الى مسخرة وتنهج نهج الاعلام المصرى المهرج الذى أساء لمصر قبل أن يسئ لغيرها، ولكن أن تنتقل الى مواقع الاحداث التى كان المهرجون وارباع الفنانين المصريين يمارسون منها التهريج والكذب والافتراء على الشعب السودانى، وتنقل منها مشاهد حية ومباشرة وتجرى اللقاءات المصورة .. إلخ حتى يكتشف العالم زيف وكذب الاعلام المصرى .. ولكن للأسف الشديد كان اعلامنا نائما ( نوم العوافى) عندما كان الاعلام المصرى يسخر من السودان وشعبه وحكومته بل وحتى من رئيسه ورمز سيادته !! * وأشك أن الاعلام الرسمى كان سيفعل شيئا حتى لو كان صاحيا، لانه مقيد بالخوف وانتظار التعليمات بالاضافة الى انه تربى على مواعيد عمل معينة لا يستطيع ان يتخلى عنها ولم يفهم بعد ان الاعلام الحقيقى لا ينام ولا يتوقف ولا يترك مكانه فى القيادة للطيار الآلى الذى لا يعرف سوى الكبس على ذر المواد المسجلة والمبرمجة له سلفاً !! * غير اننا كنا نتوقع ان تقوم بالمهمة تلفزيونات مثل الشروق والنيل الازرق وهارمونى ولكن اتضح وبما لا يدع مجالا لتوجيه اللوم اليها فالضرب فى الميت حرام انها مبرمجة على عقلية المنوعات ، وفلسفة ( قليل من الكلام المموسق وقليل من الغناء يكفى) !! * حتى مراسلى القنوات الفضائية الكبيرة (مثل الجزيرة والعربية) فى الخرطوم وهم سودانيون أقحاح، كانوا نائمين فى العسل عندما كان الاعلام المصرى يسرح ويمرح ويسخر من شعبنا الطيب الكريم، بينما كانت المناسبة الكبيرة والحساسية الزائدة التى لازمتها تتطلب المتابعة الدقيقة من الألف الى الياء، خاصة وأن بلادنا كانت تستضيف الكثير من الشخصيات المهمة والاف المشجعين المتعصبين لبلديهما .. وكان يجب أن تكون هنالك كاميرا وميكروفون فى كل مكان .. من المطار الى الاستاد مرورا بالشوارع وبالعكس !! * وأكرر .. لم يكن مطلوبا مجاراة المهرجين فى تهريجهم واساءاتهم ( كما كان يفعل اعلام الانقاذ فى سنواتها الاولى)، ولكن نقل رسالة اعلامية رصينة وبليغة وشجاعة ومهذبة توضح الحقائق وتخرس الكذابين وتضع حدا للتهريج !! * ولكن للأسف ظل اعلامنا صامتا صمت الحملان حتى وهى تجر الى منصات الذبح، بينما الشعب الكريم يهان على رؤوس الاشهاد ولا يجد من يدافع عنه، وأرجو ان يكون لنا ذلك درسا نتعلم منه !! www.alsudani.sd [email protected] جريدة السودانى، 3 ديسمبر، 2009