* كنا نتمنى ان يكون لقاء اليوم بين فريقى ( القمة ) فى نهائى البطولة الافريقية للأندية بدلا عن الدورى المحلى، ولكن .. ( وما نيل المطالب بالتمنى .. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا) كما قال الشاعر.. و(غلابا بكسر الغين) أى بعد مغالبة واجتهاد عظيمين !! * والوصول الى نهائى البطولات القارية الكبيرة لا يتأتى بالعنتريات الزائفة واهدارالاموال على (التحريف) والتجنيس والجعحعة فى الصحف وأجهزة الاعلام العاجزة إلاعن التطبيل وخداع الجماهير، وإنما (يؤخذ غلابا ) بالعمل الجاد على مستوى القاعدة قبل القمة، والصبر والتخلى عن المظهرية التى يمتلئ بها سوق النخاسة الرياضية !! * لا ينكر أحد ان الهلال والمريخ هما ( الثمرة) الوحيدة التى ظلت تنبت فى أرضنا الجرداء، وبرغم عصيرها المر فما زلنا نتلهف لتذوقه فى كل مرة ولا نيأس من أن نجده قد صار أحلى .. كما أن كرة القدم صارت هى الشئ الوحيد الذى له قيمة فى عالمنا العربى مع الانهيار الشديد الذى نعانى منه فى كل مجالات الحياة الأخرى، وربما يفسرذلك .. لماذا تعطى الشعوب العربية كرة القدم دورا أكبر من دورها وتضع عليها مسؤوليات جسيمة بدءا من إلهاء النفس عن الفشل والاحباط .. وانتهاءا بالشعور الزائف بالانتصار على العدو الذى هو فى حقيقة الامر أخ شقيق .. أما العدو الحقيقى فلقد فشلنا حتى فى الانتصار عليه حتى فى ساحات اللعب واللهو .. برغم اننا شعب لاه لاعب عابث !! * ولكن لا بد لنا أن نتساءل الى متى نظل نتذوق العصير المر بدون ان نبذل أدنى جهد لتخفيف مرارته، ثم ننتظر بكل سذاجة ان يصبح أقل مرارة من تلقاء نفسه !! * هنالك تجربة طبقتها بعض الدول ونجحت فى الانتقال بكرة القدم وأنواع الرياضة الأخرى الى مستويات أفضل، وهى اشراك المؤسسات الكبيرة فى العمل الرياضى بسبب العدد الكبير لمنسبيها وقدرتها على القيام بأعباء التأهيل والتدريب والصرف و تشييد وتطوير البنية التحتية بما يتيح الفرصة لأكبر عدد لممارسة الرياضة خاصة البراعم، بالاضافة الى تأهيل البلاد لاستقبال واجتذاب المناسبات الرياضية القارية والدولية ورفد الاقتصاد بعائدات اضافية بسبب ازدياد حركتى السياحة والتجارة !! * تستطيع مؤسسات ضخمة مثل الجيش والشرطة وشركات الاتصالات وشركات النفط والجامعات الكبيرة .. إلخ، أن تساهم بشكل كبير فى احداث التطور المطلوب إذا كان لها فرق رياضية تنافس الهلال والمريخ وغيرهما لنيل البطولات الداخلية فى كافة انواع الرياضة وتمثيل السودان فى البطولات القارية مثلما يحدث فى مصر والعراق والولايات المتحدة وكندا .. إلخ، وذلك بدلاعن الاكتفاء بالرعاية واهدار الاموال على فرق اخرى بدون فائدة !! *وأكرر .. لماذا نظل نتجرع مرارة الحنظل وبامكاننا ان نرتوى من العسل !! www.alsudani.sd [email protected] جريدة السودانى، 4 ديسمبر، 2009