بالرغم من العلاقات التاريخية المتجذرة بين السودان والجزائر، الا ان العلاقة الحميمة التي نشأت بين الشعبين خلال مباراة الجزائر ومصر لتصفيات كاس العام والتي جرت بالخرطوم عام 2009 ووقفت الشعب السوداني الكروي مع الجزائر جعلت هذا الموقف عالق في اذهان الجزائريين وخلق علاقة متميزة بينهم، وبعيدا عن دعم الجزائر للسودان في المحافل الدولية هنالك علاقة عشق قديمة للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في السودان حيث اراد في شبابة ان يتزوج من فتاة من اسرة سودانية عريقة في الخرطوم حسبما حكي لكي احد المقربون من تلك الاسرة في ذلك الوقت. زيارة البشير للجزائر الزيارة التي يقود بها الرئيس السوداني عمر البشير اليوم الأحد للجزائر، والتي تأتي بدعوة من نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة اعتبرها البعض بانها نادرة، لاسيما وان الجزائر تتمتع بثقل كبير في القارة الافريقية، بجانب خلفياتها التاريخية المعروفة في مجابهة الاستعمار. ووفقا لمصادر الخرطوم ان الزيارة في اطار بحث وتقوية العلاقات الثنائية، وتفعيل اتفاقيات التعاونالمشترك بين البلدين. وبحسب المصدر فإن الزيارة تستغرق يومين يرافق فيها الرئيس كل من وزيررئاسة الجمهورية ووزراء الخارجية، المعادن، المالية، النفط، الاستثماروالطيران المدني، ممثلين لاتحاد أصحاب العمل من خلال الوفد المرافق للرئيس يتضح ان الزيارة ترتكز في المقام الاول على الجوانب الاقتصادية. دعم الجزائر للسودان كان للجزائر مواقف ثابتة وداعمة للسودان، حيث لعبت دور قوي ومشرفوحاسم في قضية جنوب السودان، وظلت داعمة لقضية دارفور، إذ كانت دائمامع وحدة السودان، لكن تقرير المصير كان هو الفيصل، وظلت الجزائر تلعبدورا قويا في القضايا الافريقية والعربية، وحتى الدولية، ولديها عدة مواقفداعمة للسودان. وفي السياسيات الخارجية، تتواكب المواقف بين السودانوالجزائر لاسيما تجاه القضية الفلسطينية، وموقف السودان واضح جداويتطابق تماما مع موقف الجزائر، في النظرة القاضية بعدم الاعتراف بالكيانالصهيوني. كثير من المواقف تتشابه بين البلدين؛ لأنها تنطلق من رؤية واضحةوالموقف الراسخ في الدبلوماسية القاضي بعدم التدخل في الشؤون الداخليةللدول، فمواقف الجزائر كانت ولا تزال - دائما - مشرفة تجاه السودان، خاصةتلك المتعلقة بلم شمل دول العالم العربي والساحل ودول الجوار، وتوافقت الدولتان في القضايا الخاصة بليبيا وسوريا هذا ما ذكره سفير السودان فيالجزائر عصام عوض متولي في لقاء صحفي المستوى الثنائي ويري الدبلوماسي والخبير الاستراتيجي في العلاقات الثنائية الرشيد ابو شامة ان دعوة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للرئيس البشير لزيارة الجزائر تعطي السودان اهمية للمجتمع الدولي لاسيما وان الجزائر دولة قوية وغنية ولها وزنها، معتبرا ان الزيارة ستعطي الرئيس البشير مكان في القارة الافريقية لاسيما وان الجزائر لديها ثقل في القارة السمراء ، واردف قائلا " يمكن للزيارة ان تحقق المزيد من التعاون الجيد بين البلدين لاسيما في المجال الاقتصادي وغنية بالغاز الطبيعي، الا انه عاد متخوفا من عدم توزان الحكومة ما بين العلاقة بين الجزائر والمغرب، ودعاها الى الابتعاد من التضامن مع دولة على حساب الأخرى فيما يتعلق بالصحراء الغربية أو كما يطلق عليها (حرب الرمال). وعلى المستوى الثنائي، هناك لجنة وزارية مشاركة بين السودان والجزائرانعقدت في الخرطوم عام 2010، و تم خلالها التوقيع على عدة اتفاقياتشراكة بين البلدين، منها توقيع بروتوكول في مجال الإعلام يخص كل الأجهزةالإعلامية من وكالة وتلفزيون، وعلى المستوى الثقافي، هناك مشاركات ممتازةجدا، حيث تم تفعيل البروتوكول الثقافي بين البلدين وشارك السودان في افتتاحقسنطينة عاصمة الثقافة العربية بفرقة الفنون الشعبية. أما في المجالالاقتصادي، فهناك علاقات جيدة أحدثت قفزات كبيرة، ويتوقع توقيع اتفاق علىيسمح به لحملَة الجوازات الدبلوماسية بالدخول دون تأشيرة، مثلما هو متعارفعليه في كل البلدان. العلاقات الاقتصادية خلال الزيارة الحالية للرئيس البشير للجزائر يتوقع أن تتوج المباحثات بالإعلانعن تنشيط الخطوط الجوية الجزائرية لرحلات مباشرة أو عبر محطات أخرى،الى الخرطوم، لاسيما بعد تعزيز الخطوط الجزائرية بأسطول جديد منالطائرات. وابدت الجزائر رغبة في استيراد اللحوم من السودان حسبما افادت المصادر ل(الخرطوم)، التي اكدت وجود استثمارات جزائرية في السودان، وقالت "بدأتالجزائر في استيراد السمسم من السودان بجانب مساهماتها في التدريبوالأصول الوراثية لبعض النباتات والدواجن"، حيث بدأ تطور ملحوظ فيالتعاون الاقتصادي بين البلدين، ويوجد - تحديدا - اتفاق مع مجموعة بنحمادي الجزائرية التي وقعت شراكة مع مجموعة جياد السودانية. وقد تمتزيارات ووقفت حمادي على الشركات السودانية وجياد ردت هذه الزيارة إلىالجزائر، ووقفت على كل شركات بن حمادي التي تديرها، وتم التوقيع فيالنهاية على شراكة في مجال الأدوات الكهرومنزلية والأدوات الكهربائية فيمجال الطاقة الشمسية. وبدأت وزارة الخارجية تفاءل بشان الوضع الاقتصادي بين الخرطوموالجزائر من خلال وجود شراكات ضخمة في غضون العام المقبل.وكان مجموعة (كوندور) في معرض اقتصادي كبير في السودان، ووجدتترحابا من قبل السودانيين، بالمقابل شاركت شركة جياد ومعها شركة المناطقوالأسواق الحرة في معرض الجزائر. بالإضافة إلى زيارة رئيس شركة سيفتالرجل الأعمال اسعد ربراب التي قادته مرات عديدة إلى السودان. كما ان مجموعة من الشركات الجزائرية بدأت في استيراد السمسم السوداني. ويري السفير السوداني بالجزائر ان العلاقة التجارية وطيدة مع الجزائر، لكن سببعدم التمكن من تصدير لحوم سودانية باتجاه الجزائر يرجع إلى غياب خط نقلمباشر سواء بحرا أو جوا، وقال سنعمل على تذليل هذه العقبات وإزالة العوائقالتي تحول بين ترقية المعاملات التجارية بين البلدين، سواء بتخصيص النقلعبر في الطائرة مباشرة من الجزائر أو العكس من الخرطوم نحو الجزائر؛ وذلكلتمكين الشعبين من التمتع بخيرات البلدين. عدة شركات وهناك شركة مروّة يسرتستورد السمسم السوداني الذي يعرض بأسعار تنافسية، مقارنة بما هوموجود في السوق العالمية. موقف الجزائر من الجنائية ظل موقف الجزائر قوي وواضح تجاه قضية توقيف البشير، وكان حاسما تجاهقرار توقيف الرئيس عمر البشير ودعمت قرار الاتحاد الافريقي الذي اعتمدهالمجلس التنفيذي للاتحاد الافريقي والذي طالب مجلس الامن الدولي بإلغاءاحالة ما يعرف ب"قضية السودان" الى المحكمة الجنائية الدولية وطالب المجلسبدعم مشروع انشاء المحكمة الافريقية. ورفض وزراء الخارجية الأفارقة ماأسموه "تهديد" بعض الشركاء الأوربيين بوقف الدعم عن المحكمة الافريقية حالالاصرار على إنشائها وأجمع المشاركون على ضرورة العمل الفوري لأنشاءالمحكمة الافريقية. كما ان الجزائر ظلت ترفض الضغوط التي مورست عليها للانضمام الجنائية، وقطعت وزارة العدل الجزائرية بعدم الانضمام إلى المحكمةالجنائية الدولية. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.