عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. من أكثر المواضيع المطروقة في الجلسات النسائية في العالم الشرقي و دول العالم الثالث بإختلاف الثقافات والدرجات العلمية، تلك الأحاديث المتعلقة بالسحر و الشعوذة فكلما ظهرت مأساة مثل الخلاف الزوجي، المرض أو تدهور الحالة الإقتصادية تم نسبها بكامل الثقة الى أثر السحر الذي مارسه أحدهم ضد "المسحور" ثم تبدأ الإتهامات والتحليلات و المقترحات. رغم إيماني بوجود السحر و تعدد أنواعه و أغراضه الا أنني لاحظت بحكم وجودي في بريطانيا و تعاملي مع صديقات و زميلات بريطانيات أن نساء العالم الغربي لا يتناولن هذا الموضوع "المهم" -بحسب الثقافة الشرقية- في جلساتهن الخاصة ولا يشتكين منه كحال نساء الشرق ولا ينسبن له مشاكلهن الإقتصادية أو عدم الإنجاب أو الخيانة بل أن من المؤكد أن الغالبية تحل مشاكلها بكفاءة مطلقة دون اللجوء الى شيخ و "محايات" و بخور رغم وجود السحرة الذين تعرض برامجهم بكثافة و لهم نسبة مشاهدة عالية مقارنة بالبرامج الأخرى. بالتأكيد للثقافة و المستوى التعليمي والتقدم العلمي أثر في سلوكيات الشعوب لكن المدهش حقاً أن تختلف كذلك تخصصات السحرة في الغرب عن سحرة الشرق فالسحرة الغربيون مشغولون بالتنجيم والغيبيات بالإضافة للنشاطات الترفيهية الغريبة و المثيرة كالطيران و قطع أجساد البشر ثم جمعها مما يجعلني أجزم أن السحرة الغربيين خريجو مدارس شيطانية مختلفة تهتم بالتشويق والإثارة أما سحرتنا فمشغولون بحبيب "فلانة" و زوج "علانة" و بالتالي بتطليق "س.ع " و دفن سبيبة شعر "م. ن" في المقابر أو ربطها في جناح وطواط و إلقاء التعويذة في البحر مع ظفر ضفدع رمادي و هكذا.. هل العيب في إهتمامات سحرة العالم الثالث و مدارسهم الشيطانية الموجهة نحو الطلاق و الكراهية و التعطيل عن العمل بدلاً عن الإثارة و التشويق أم في عقلية الشعوب التي تتقوقع في جهلها و أحقادها ولا تجتهد و لا تصنع نجاحاتها بل تسعد بتضييع الأوقات و الجهد في تعطيل الآخرين و إفشال نجاحاتهم وإن إضطرتهم أحقادهم لدفع الأموال الطائلة و الجلوس في أماكن تقشعر منها الأبدان و كله سعياً في ضرر آخرين تفوقوا عليهم في شئ ما فملأ الحقد و الحسد قلوبهم و عقولهم و أطاح بأخلاقهم و سلوكياتهم الى أسفل سافلين. للأسف تبعاً لثقافة السحر هذه كثرت الأوهام بين الناس فوجد كل فاشل و متقاعس عن الإجتهاد و كل زوج/ة لا يستطيع إدارة حياته الزوجية و مواجهة قصوره، حجة السحر كأكثر الأسباب قبولاً في المجتمع حتى يبرروا فشلهم و جهلهم فليس كل فاشل أفشلته تعويذة و ليس كل زوج خائن أو محتج على تعاسة زوجية أفسده سحر. إن لكل مشكل أسباباً حقيقية واقعية لابد من مواجهتها و حلها بعقل و حكمة و إيمان. السحر موجود و متعارف عليه منذ القدم وقد ورد ذكره في الكتب السماوية و كتب التاريخ و لكن هذا لا يبرر إنشغال الناس بالسحر و السحرة و تقاعسهم عن السعي والإجتهاد و إعمال العقل في حل قضاياهم فإن صدق وجود السحر غلبه الإنسان بقوته الإيمانية وبسلامة قلبه من الوساوس والأفكار السلبية و بالتأكيد بأذكاره و حسن إتصاله بربه " وماهم بضارين به من أحد إلا باذن الله" إن من أراد النجاح في حياته إجتهد و سعى في هدفه بإيجابية و إيمان صادق و واجه مشاكله بواقعية بعيداً عن الأوهام و الوساوس و البحث عن مبررات خارجية. * نقطة ضوء: لا يفلح الساحر حيث أتى ! أميرة عمر بخيت