في نقلة نوعية كما يقولون عاد فنان الكاركتير السوداني المعروف عمر دفع الله احد نجوم المهجر الاعلامي السوداني المعروفين الي النوعية الرصينة والمعبرة من الرسومات التي تتناول قضايا وتحولات الساحة السودانية بعد عملية "خروج علي النص" وبعض الرسومات المثيرة للجدل والانتقادات حتي وسط المعجبين والمناصرين لرسوماته المعبرة المسنودة بموقف واضح لالبس ولاغموض فيه من القضايا السودانية والفنان المشار اليه رجل متمكن من حرفته بل يعتبر احد ورثة جيل المبدعين والرواد في هذا الضرب من الفنون الاعلامية والصحفية من الكاركتيريست السودانيين. في كاركتير اليوم المنشور علي واجهة موقع سودانيزاونلاين تناول الفنان عمر دفع الله قضية لها صلة بتصريحات منسوبة للسيد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني يقول فيه " نريد أن يكون زي المرأة محتشما يحفظ كرامتها وكرامة المجتمع" . علي واجهة دار مفترضة للحزب الشيوعي السوداني تقف عدد من النسوة "شبه منقبات" يرتدين زي لاهو هذا ولاذاك باللون الاحمر المميز الذي يعتبر احد العناوين الرئيسية لادبيات وانشطة الشيوعيين في السودان وخارجة..ويمضي الفنان دفع الله في عملية الرسم والوصف البديع والطريف ويظهر السيد سكرتير الحزب الشيوعي الراهن مرتديا جلباب احمر ويقف وسط النسوة المشار اليهم واحدهن تستنجد به وهي تشير الي رسم لشخص مهلهل الملابس والملامح يرمز الي الحال الذي عليه شعب السودان اليوم وهي تقول له: "شي عجيب يا الخطيب شوف البروليتاري دا ما محتشم" مما يكمل جمال الرسم وقوة التعبير المصاحبة له "اليافطه" التي يحملها اولئك المتاسلمات والمكتوب عليها "عاش كفاح الطبقة العاطلة - اخوات عزة" في اشارة الي ادبيات الجماعات الاخوانية المعروفة والرسم في مجملة عبارة عن صوت لوم واتهام مباشر لسكرتير الحزب الشيوعي السوداني بمجاراة الخطاب الاخواني علي حسب مضمون الرسم الذي اورده الفنان عمر دفع الله. بصفة عامة لم نطلع علي ماورد من سكرتير الحزب الشيوعي في هذا الصدد ومتي واين وفي حال صحة التصريح المنسوب له في هذا الصدد يكون قد اهمل توضيحات مهمة علي افتراض ان الحزب الشيوعي السوداني لم يعرف عنه انه كان مصادما لمنظومة القيم السودانية فيما يتعلق بالزي العام وبقية الامور والسلوكيات ذات الصلة بل يعرف عن نفس الحزب العريق انه كانت لدية لائحة لمحاسبة عضويته تشمل حتي السلوكيات الشخصية للعضوية. الجماعة الاخوانية فرضت وصاية علي المجتمع السوداني عبر عقود طويلة ولكنها انتهت بالناس الي خسارة الدين والدنيا عبر اسلوبها الدعائي التصنعي المصادم للدين والقيم وكريم المعتقدات. في الجارة الشقيقة مصر في مرحلة مابعد الثورة والمشروع التحرري تصادمت جماعة الاخوان المسلمين مع الزعيم جمال عبد الناصر وحاولت ابتزازه وفرض خطابها وبرنامجها علي الثورة باسم الدين وحدث ما حدث من مواجهات وهجرات اخوانية واستخدام خطاب دعائي وبكائي ممول لنسف شخصية عبد الناصر "الاشتراكي" المنسجم بفطرته السليمة مع منظومة القيم في مجتمعه من غير تمثيل وتصنع.... ذهب عبد الناصر عمليا الي تحصين المرأة ضد الحوجة والاستغلال بفتح فرص العمل والتدريب والتاهيل المهني.. واقام شرطة للاداب في تجربة رائدة هدفت الي تقليص الجريمة الاجتماعية لكل ذلك ومن مجمل اداء الزعيم عبد الناصر في نشر العدل والامن والسلام رغم الظروف وقسوة اقتصاد الحرب فشلت حملة الاخوان المسلمين الكونية لنسف صورة عبد الناصر وزمنه الذي كان الاقرب الي ربه والي مقاصد الدين وكريم المعتقدات بشهادات حية وموثقة ومحفورة في ذاكراة التاريخ والضمير الانساني عندما خرج ملايين المسلمين وغير المسلمين يودعونه في جنازة غير مسبوقة في تاريخ العالم المعاصر. لكل ذلك لاغبار علي تصريح سكرتير الحزب الشيوعي المنسوب له في هذا الرسم الكاركتيري البديع والطريف ولاغبار علي دعوته المراة ان ترتدي زيا محتشما ولكن تنقصه توضيحات حول مجمل القضية في سودان اليوم لحساسية طرح الموضوع في ظل مناخ التدين التصنعي الرسمي المخالف لجوهر الدين نفسه.