أصدر الرئيس السوداني عمر البشير، الأحد، عفوا عن الصحفي التشيكي بيتر جاسيك، المحكوم عليه بالسجن 20 عاما، بعد ادانته بالتجسس، فيما طالبت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال، باطلاق سراح القساوسة الموقوفين معه في ذات القضية فورا. وقال وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي لوبير زاوراليك بالخرطوم "تقديرا من القيادة السودانية للعلاقات التاريخية بين السودان ودولة التشيك اطلق الرئيس البشير سراح الصحفي التشيكي بيتر جاسيك". وتابع: "راعى البشير العلاقات الثنائية بين البلدين، وسيتسلم وزير خارجية التشيك المواطن التشيكي وسيغادر الى بلاده اليوم". وأضاف غندور "نتطلع أن تكون هذه الزيارة بداية لعلاقة متميزة بين البلدين". وأوقفت السلطات الأمنية قسيسان والتشيكي جاسيك بعد دخوله البلاد بأربعة أيام خلال أكتوبر 2015. بدوره عبر وزير الخارجية التشيكي،لوبوبير زاوراليك، الذي وصل الى الخرطوم، الأحد، عن سعادته، قائلا "انا سعيد أن أشهد نهاية القضية غير السعيدة للمواطن التشيكي". وأضاف: "زيارتي للسودان هي بداية لصفحة جديدة في مسار العلاقات بين البلدين"، وزاد "في مباحثاتي مع كل المسؤولين السودانيين أكدت رغبة بلادى في تعزيز علاقاتها مع السودان في كافة المجالات". ونقل الوزير التشيكي الى النائب الأول للرئيس السوداني بكري حسن صالح، رسالة شكر من الحكومة التشيكية، على إطلاق سراح المواطن التشيكي. من جهته قال الأمين العام للحركة الشعبية -شمال ياسر عرمان في تصريح ل"سودان تربيون" الأحد، إن إطلاق سراح المواطن التشيكي تصحيح لاخطاء النظام،لكن السؤال يظل قائما لماذا لم يطلق سراح القساوسة السودانيين". وأضاف عرمان "أن الحركة الشعبية تطالب بإطلاق سراح القساوسة فوراً، واحترام حقوق المواطنة للمسيحيين السودانيين"، داعيا لاطلاق سراح كل السياسيين ونشطاء حقوق الانسان وعلى رأسهم دكتور مضوي ابراهيم. وأوضح عرمان أن محكمة القساوسة والتشيكي هي جزء من حملة ضد المسيحيين السودانيين بغرض إرهابهم وتجريدهم حقوق المواطنة امتداد لمشروع الاسلام السياسي في البلاد ،وزاد "خاصة وأنه تم تدمير أكثر من 20 كنيسة". يذكر أن محكمة سودانية حكمت بالسجن المؤبد (20 عاماً) والغرامة للصحفى التشيكي بيتر جاسيك في يناير الماضي، لإدانته بالتجسس على السودان ورفعه لتقارير عبر "منظمة أميركية معادية للسودان" تشير إلى مزاعم اضهطاد للمسيحية في البلاد وقصف الحكومة لمناطق ومدنيين بجبال النوبة في جنوب كردفان. وقضت ذات المحكمة بالسجن 12 عاماً لكل من المدانين الثاني والثالث "القس حسن عبد الرحيم، والمهندس الجيولوجي عبد المنعم عبد المولى، لإدانتهما بالمعاونة الجنائية للتشيكي ونشر أخبار كاذبة عن البلاد وإثارة الكراهية ضد الطوائف الدينية عبر زيارتهم الشاب المحروق زاعمين أنه حرق بواسطة السلطات لتحوله للمسيحية.