الدكتور حسن حميدة كاتب لأدب الأطفال واستشاري تغذية في المحافل العلمية الألمانية في اليوم التالي كانت زيارتنا لأشهر راهب بوذي وشاعر وفيلسوف كوري. مان هاي أو هان يونغ أون: راهب وشاعر وفيلسوف كوريا الباقي. هنا وهناك على أرضه وموطنه أثر لمان هاي، مخلدا هناك بتماثيل برونزية، توزعت لتذكر الزائر دور ومعنى كبيرين في المجتمع الكوري، ممثلا في كفاحه الوطني وإنجازاته في كثير من المجالات الدينية والأدبية والإجتماعية والعلمية بشخصية إنسان. ويعتبر مان هاي من الشخصيات الكورية التي ناهضت الإحتلال الياباني بصلابة و كافحت بمرارة لإرجاع الحرية المسلوبة من جديد للشعب الكوري. فهو من ضمن الشخصيات ال33، الذين وقعوا على وثيقة إستقلال كوريا من الإحتلال الياباني في العام 1919. بل هو من المأصلين المحافظين على تراث كوريا، بمجهوداته في مضمار اللغة الكورية وتحريرها من النفوذ الصيني. ومان هاي من مواليد مقاطعة تشونغ تشيونغ في العام 1879. ناهض كراهب وشاعر وفيلسوف، الإستعمار والقمع الياباني بفكره وقلمه حتى إنتصر عليه. وإختار مان هاي وطن بعيدا ونائي عن الأنظار نفسه، كفيلسوف للإنسانية في معبد باكيئيدامسا الجبلي، متخذا من جبل سيوراك المنعزل عن بقية العالم، كمقر ومنطلق لأعماله الفاعلة دينيا وأدبيا وإجتماعيا في مجتمع كوريا ضد المستعمر الياباني. ومن المجالات التي كتب فيها مان هاي: علوم الإجتماع، الأدب، الوطنية، السياسة، وتوطين البوذية في كوريا. ومن مخطوطات مان هاي الأدبية الأصلية، نسخ شعرية تجسد معاني الحب. والتي وضعت بإهتمام في متحف يحمل إسمه ويهتم بتدوين أعماله وإنجازاته التاريخية. وتخليدا لذكرى مان هاي الذي رحل في العام 1944، أسست جائزة تحمل إسمه، وهذا بعد قرن من وفاته. والجائزة المرموقة تعني بالمجالات الآتية: السلام، الأدب، الفن، التميز الأكاديمي، الخدمات الإجتماعية والأعمال البشرية. وتمنح جائزة مان هاي في كل عام، تحفيذا لإنجازات مميزة في هذه المجالات، تشرف عليها هيئة تحكيم محايدة. ومن الشخصيات المشهورة التي فازت بجائزة مان هاي العالمية، المناضل ورئيس جنوب أفريقيا نيلسون مانديلا. وعلى الصعيد العربي منحت الجائزة لكل من الأديبة الكويتية سعاد الصباح كأول شخصية عربية، والأديب المصري أشرف أبو اليزيد، كثاني شخصية عربية تم تكريمها لإنجازاتها بالجائزة العالمية المرموقة. كما منحت الجائزة من قبل لكل من الرئيس الغابوني عمر بانغو، والرئيس السابق لكوريا كيم داي جونغ، والأديب النيجيري وول سايونكا، والكاتب الصيني، مو يان، والناشطة الإيرانية في حقوق الإنسان شيرين عبادي. وأسعدنا أكثر في زيارتنا لأرض وموطن مان هاي ورحاب الراهب والشاعر والفيلسوف الكوري الكبير، مصاحبة أحد الفائزين بالجائزة لنا، وهو الأديب أشرف أبو اليزيد، رئيس مجموعة الصحفيين الآسيويين للدورة الحالية. والذي كان دليلنا في عالم الدين والأدب والفلسفة والوطنية. مبينا لنا بتفهم وصبر جم، من هو هذا الشخص الديني، الوطني، الأدبي والتاريخي مان هاي حقيقة؟ كم كان هو مؤثر في المجتمع الكوري، وكم كان محارب بأدوات مسالمة للإستعمار والقمع الياباني؟ وكيف إنتصر على الإستعمار بأذكى طرق الكفاح البشري المسالم؟ واضعا أمامه كراهب الإنسانية وما تحويه من معاني وحب لكل الناس. E-Mail: عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.