فوجئت المذيعة ميسون محمد عبد النبي ، مقدمة برنامج «تسجيلات نادرة» باذاعة المساء «اف ام 101 » مساء امس الاول خلال تقديمها لفقرات البرنامج الاسبوعي على الهواء مباشرة باتصال هاتفي من مالك القناة ومديرها الاستاذ الاعلامي حسين خوجلي استمر لاكثر من ربع ساعة اشاد عبره بفكرة البرنامج، وقال انه برنامج وثائقي جدير بالاحتفاء ودعا الي الغاء الشفاهية من الحياة السودانية بنفض الغبار عن التسجيلات النادرة التي تضمها مكتبات ابناء السودان والتي تتضمن تاريخا جميلا واسرارا لا يعلمها ابناء الجيل الحالي وكنوزا من الوثائق النادرة التي وثقت للحياة السودانية وابداع اهل السودان في مجالات الفكر والدين والثقافة والفنون والرياضة وغيرها من المجالات الحياتية . وكانت المذيعة ميسون قد شرعت في تقديم فقرات البرنامج الذي يعتمد على التعريف بالشخصيات السودانية المتميزة وبدأت في اجترار سيرة ومسيرة الشاعر والمعلم مهدي محمد سعيد الذي التقته سابقا في معايدة اثناء عملها بالتلفزيون القومي الا انها توقفت لاستقبال مكالمة هاتفية عاجلة من احد المستمعين كان يسأل عن احدث التسجيلات النادرة التي وصلت للاذاعة وعن فكرة البرنامج واستقبلت ميسون بعدها مكالمة اخري اكتشفت بعد ثوانٍ من الرد عليها ان صاحب الصوت المألوف هو مدير اذاعة المساء حسين خوجلي الذي قدم لها وللمستمعين والباحثين عن التوثيق محاضرة قيمة عبر الاثير، وطالب حسين خوجلي بان يخرج البرنامج من اطار الاستديو الضيق وعدم الاعتماد على التسجيلات النادرة التي يتم ارسالها الي الاذاعة، ووجه المذيعة بضرورة زيارة بيوت عدد من ابناء السودان الذين يحتفظون بكنوز قيمة في مكتباتهم الخاصة ورثوها من ابائهم او جمعوها من خلال نشاطهم الادبي والفكري والسياسي والاعلامي منوها الي اهمية ربط الماضي بالحاضر والمستقبل. واكد حسين خوجلي ان عددا من ابناء الجيل الجديد لم يستمعوا من قبل الي صوت الزعيم اسماعيل الازهري او الامام عبد الرحمن المهدي او السيد الميرغني او رواد الفن ، واشار الي ان ابناء مصر - القريبة دي - يستمعون في المقاهي وعبر الاذاعات الي اصوات ام كلثوم وعبد الحليم ويستمعون ايضا الي صوت الرئيس الاسبق جمال عبد الناصر . وطالب حسين خوجلي المذيعة ميسون بضرورة زيارة منزل الاعلامي والاذاعي عوض بابكر صاحب حقيبة الفن، وارسل حسين له التحية والتبريكات والاشواق وقال انه ظل يغالب المرض والبعد ويجلس على صومعته ليوثق للفن ولا يدع شاردة ولا واردة في مجال الغناء الا والتقطها ووثق لها وذلك من زمن ود الفكي وحتي زمن محمود عبد العزيز . ونصح حسين خوجلي المذيعة بزيارة منزل عز الدين أحمد المصطفى للتعرف علي تسجيلات العميد والنقيب أحمد المصطفى وقال ان عز الدين رجل دارس وصاحب صوت ندي وموهوب ووثق للحركة الثقافية والفنية . ووجه حسين خوجلي المذيعة ميسون بزيارة منزل الاستاذ عبد المحمود نور الدائم الكرنكي ونسخ التسجيلات التي يحتفظ بها واذاعتها للمستمعين، وقال ان الكرنكي يحتفظ بتسجيلات نادرة جدا في شتى ضروب المعرفة ويمتلك تسجيلات كثيرة لم تر النور في مجال التوثيق للغناء والليالي الشعرية والندوات الثقافية. وقال حسين خوجلي ان الدكتور والصحفي الراحل كمال حنفي من اخطر الذين وثقوا للحركة السياسية والثقافية ، وناشد اسرته المحافظة على مكتبته العامرة . وحيا حسين خوجلي ايضا اسرة الراحل البروفسير علي المك، وقال ان المك يحتفظ بتسجلات نادرة للفنانين عبد العزيز محمد داوود وحسن عطية اضافة الي تسجيلات لكلاسيكيات الموسيقي العالمية خاصة موسيقي الزنوج . واشاد حسين خوجلي بالدور الكبير الذي يقوم به الاعلامي عمر الجزلي في التوثيق للاحياء عبر برنامجه الناجح اسماء في حياتنا في تلفزيون السودان . وناشد حسين خوجلي وزير الثقافة والاعلام د.أحمد بلال عثمان بتكريم الاستاذ ابراهيم سوار الدهب وقال ان التلفزيون القومي في بداياته الاولي عام 1962 كان يبدأ البث في الخامسة مساء وكان يقدم اغنيات بالصوت فقط دون الصورة من الرابعة عصرا وحتى الخامسة وكان لها جمهور كبير وكان يختارها من مكتبة الرجل الفنان سوار الدهب . واشاد خوجلي بتجربة منصور حسن سعد في التوثيق واكد ان الدور الذي قام به في نشر الثقافة اكبر من دور أي ادارة ثقافية ، وقال اذا كان ديمتري البازار يذكر مرة فان منصور حسن سعد يستحق ان يذكر ألف مرة لانه نقل الاغنية السودانية الي كافة انحاء الدنيا وكان ينفق من حر ماله . ونصح خوجلي بزيارة بيت المهندس امين حسن عبد اللطيف احد القواعد بشركة زين، وقال انه ورث التوثيق من والده نقيب الاطباء الاسبق حسن عبد اللطيف الذي كان يمتلك مجموعة ضخمة من ادب المديح النبوي . وقال حسين خوجلي ان السفير عصام حسن كان يحتفظ بتسجيلات نادرة جدا، مشيرا الي انه شقيق القاضي صلاح حسن الذي اشتهر بالحكم في قضية حل الحزب الشيوعي السوداني وشقيق الاستاذ بالمدارس الثانوية عبد الرحمن حسن، وقال انه سجل كل ما انتجه الفنان عبد الكريم الكابلي ومن النكات التي تروي عنه انه سأل ذات يوم هل سجلت 100 شريط للكابلي، فقال لهم «انا من قحة الكابلي بس عندي 100 شريط» مشيرا الي كحة الكابلي الشهيرة التي تسبق اغنياته الخالدة.
