مصر تدين العملية العسكرية في رفح وتعتبرها تهديدا خطيرا    إيلون ماسك: لا نبغي تعليم الذكاء الاصطناعي الكذب    كل ما تريد معرفته عن أول اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل.. كامب ديفيد    دبابيس ودالشريف    نحن قبيل شن قلنا ماقلنا الطير بياكلنا!!؟؟    شاهد بالفيديو.. الفنانة نانسي عجاج تشعل حفل غنائي حاشد بالإمارات حضره جمهور غفير من السودانيين    شاهد بالفيديو.. سوداني يفاجئ زوجته في يوم عيد ميلادها بهدية "رومانسية" داخل محل سوداني بالقاهرة وساخرون: (تاني ما نسمع زول يقول أب جيقة ما رومانسي)    شاهد بالصور.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبهر متابعيها بإطلالة ساحرة و"اللوايشة" يتغزلون: (ملكة جمال الكوكب)    شاهد بالصورة والفيديو.. تفاعلت مع أغنيات أميرة الطرب.. حسناء سودانية تخطف الأضواء خلال حفل الفنانة نانسي عجاج بالإمارات والجمهور يتغزل: (انتي نازحة من السودان ولا جاية من الجنة)    البرهان يشارك في القمة العربية العادية التي تستضيفها البحرين    رسميا.. حماس توافق على مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار    الخارجية السودانية ترفض ما ورد في الوسائط الاجتماعية من إساءات بالغة للقيادة السعودية    قرار من "فيفا" يُشعل نهائي الأهلي والترجي| مفاجأة تحدث لأول مرة.. تفاصيل    الدعم السريع يقتل 4 مواطنين في حوادث متفرقة بالحصاحيصا    الرئيس التركي يستقبل رئيس مجلس السيادة    زيادة كبيرة في أسعار الغاز بالخرطوم    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    الأحمر يتدرب بجدية وابراهومة يركز على التهديف    كاميرا على رأس حكم إنكليزي بالبريميرليغ    الكتلة الديمقراطية تقبل عضوية تنظيمات جديدة    ردًا على "تهديدات" غربية لموسكو.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية    لحظة فارقة    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    كشفها مسؤول..حكومة السودان مستعدة لتوقيع الوثيقة    يحوم كالفراشة ويلدغ كالنحلة.. هل يقتل أنشيلوتي بايرن بسلاحه المعتاد؟    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    وزير الداخلية المكلف يقف ميدانياً على إنجازات دائرة مكافحة التهريب بعطبرة بضبطها أسلحة وأدوية ومواد غذائية متنوعة ومخلفات تعدين    صلاح العائد يقود ليفربول إلى فوز عريض على توتنهام    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مشروعية مقاطعة انتخابات السودان وخطوات عملية لافشالها
نشر في سودان موشن يوم 29 - 03 - 2015


بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم : د. أحمد حموده حامد
أخطر ما في الانتخابات هو توفير غطاء للقوى الاستعمارية لاعطاء النظام شرعية خارجية زائفة
مقدمة :
الشعب السوداني يرفض نظام الحكم القائم الآن , بل ظل يقاومه بشتى الوسائل على مدى ربع قرن من الزمان . اسباب رفض الشعب السوداني للنظام كثيرة ومعلومة أخطرها التفريط في تراب الوطن بفصل الجنوب وفي السيادة الوطنية , في الحروب الأهلية المستمرة منذ عقود راح ضحيتها ملايين الأنفس وملايين أخرى لاذت بالملاجئ والمهاجر , وخطر المزيد من التشظي , والانتهاكات الجسيمة لحقوق المواطنين وأعراضهم وممتلكاتهم , الضائقة المعيشية الخانقة نتيجة الفشل في ادارة الدولة وادارة الاقتصاد واستشراء الفساد الذي اصبح مؤسسة تحميها الدولة , وعزلة النظام اقليميا وملاحقته دولياً بجرائم ضد شعبه . هذه وغيرها الكثير تجعل الشعب السوداني يرفض هذا النظام , واعلن عن حملة "أرحل" كوسيلة سلمية لمقاطعة الانتخابات التي يريد بها التظام تزوير الارادة الجماهيرية والاستمرار في الحكم لخمس سنوات أخرى بمباركة خارجية يكمل فيها هدم ما تبقى من السودان , مع صمت بل مباركة القوى الامبريالية التي تتفق مصالحها مع بقاء هذا النظام رغم مفاسده البائنة كالشمس . تكتسب حملة "أرحل" ومقاطعة الانتحابات مشروعية خاصة ومسؤولية شخصية في عنق كل سوداني وسودانية لاسترجاع السودان المختطف من مجموعة من المغامرين الفاسدين وارجاع الحق الى أهله جموع الأمة السودانية . تقع هذه المسؤولية الوطنية التاريخية بصفة خاصة على المغتربين السودانيين وعلى الشباب وعلى الأحزاب السياسية والحركات المعارضة باعتبارها أكثر الفئات تضرراً من هذا النظام .
مشروعية مقاطعة الأنتخابات :
نورد فيما يلي بعضاُ من المسوغات التي تكسب مقاطعة الانتخابات مشروعية خاصة .
1. عدم مشروعية النظام نفسه حيث اتى الى الحكم بانقلاب عسكري دبرته بليل الجبهة الاسلامية ( الأخوان المسلمين) على الشرعية النيابية التي كانت قائمة ممثلة لكل كيانات الأمة السودانية .
2. لادراكه لحقيقة عدم مشروعيته وعدم تمثيله للشعب السوداني , ظل النظام يستميت في البحث عن شرعية له على مدى ربع قرن من الزمان مستخدماَ كافة الأساليب الرخيصة بشراء الذمم والحيل والخداع ومنها حيلة إجراء الأنتخابات القادمة بحثاَ عن شرعية زائفة بتزوير الارادة الشعبية الرافضة لوجوده .
3. عدم دستورية الانتخابات نفسها , فهي مخالفة للدستور والقانون الذي وضعه النظام بنفسه منتهكاً بذلك حرمة الدستور ما يعني ان النظام لا يحترم الدستور القوانين يل بستغلها أداة يحقق بها استمراره في التسلط على مصير البلاد .
4. يحرم الدستور على الرئيس الولاية لأكثر من دورتين مدة كل واحدة خمس سنوات , الرئيس البشير أمضى في الحكم خمس ولايات (25 عاما). لماذا يطمع في المزيد ؟
5. الأجابة : البشير يريد أن يأخذ السودان وشعبه وترابه رهينة يفدي بها نفسه من ملاحقات العدالة الدولية .
6. فشل النظام في الحفاظ على تراب الوطن بفصل الجنوب , ومناطق أخرى (دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق) مرشحة للأنفصال عن بقية الوطن اذا استمر النظام في الحكم .
7. فشل النظام في الحفاظ على أمن وسلامة وحقوق المواطنين واعراضهم وأموالهم , فالحروب والأنتهاكات مستمرة في أرجاء البلاد .
8. فشل النظام في تقديم الخدمات الأساسية للمواطين كالصحة والتعليم والأكل والشرب والسكن .
9. فشل النظام في إدارة الدولة وادارة الاقتصاد بشهادة أهل الحكم أنفسهم . التدهور الاقتصادي الذي يوشك على الانهيار التام والتدهور المستمر في قيمة العملة الوطنية وفقدان قيمتها الشرائية القى على المواطنين ضغوطاً معيشية وحياتية تنوء عن حملها الجبال الراسيات .
10. النظام أفقر الشعب وجوعه وجهَله , ينعكس هذا الفشل في صور غاية في البؤس والشقاء والمعاناة اليومية وتفشي الهزال وسوء التغذية وإفساد الأخلاق والذمم وتفسخ الأسر بسبب الفقر والجوع والمسغبة وإفساد الحياة العامة كانتشار المخدرات والبطالة والعنوسة والجريمة.
11. هذه النتائج الكارثية هي نتاج طبيعي لسياسات النظام المنهجية التي انتهجها منذ مجيئه الى الحكم وهي سياسة الافقار المنهجي العام (ما تعارف عليه بسياسة جر الناس من بطونهم) – اي سياسة التجويع كأداة لإجبار الناس على الأذعان والخضوع صاغرين تحت ضغط الحاجة .
12. فرط النظام في سيادة الوطن وثرواته ومقدراته . مصر لا زالت تحتل حلايب وشلاتين , واثيوبيا تحتل الفشقة , بينما ثروات البلاد من النفط والذهب والمعادن الثمينة تجد طريقها الي بكين وباريس وعواصم أخرى , وخيرة أراضي السودان الخصبة يتم بيعها أو اهداؤها لمن لا يستحق بينما يتضور السودانيون جوعاً .
13. النظام معزول اقليمياً وملاحق دولياً بجرائم ضد الانسانية .
14. النظام يتبع ايدلوجيا الاسلام السياسي للاخوان المسلمين التي أثبتت فشلها ومعاداتها للأوطان مما دعا الى تجريمها وتحريمها كتنظيم ارهابي في المنطقة وفي العالم .
15. استمرار النظام في الحكم يعني المزيد من تفتيت السودان وبتر أطراف أخرى منه , كما بعني تعميق معاناة الشعب وإفقاره ومزيد من التدهور في القيم والأخلاق , كما يهدد بقاء السودان كدولة .
16. النظام يجد سنداً من قوى خارجية كثيرة تستغل ضعفه وخيبته وعدم شرعيته لتمرير مصالحها على حساب مصالح الشعب السوداني : كالصين والولايات المتحدة وإيران وروسيا ومصر وبريطانيا والمانيا وفرنسا والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية .
17. هذه الدول لا تريد ذهاب هذا النظام الخائب , بل تريد أن تقوم الانتخابات المفبركة بأي شكل وبأي ثمن لتوفر لها الغطاء اللازم لمباركة نتيجتها المحسومة سلفاً لصالح الحكومة القائمة وإضفاء شرعية خارجية زائفة عليها لرعاية واستمرار مصالح هذه الدول واستغلال مقدرات السودان وثرواته لصالح شعوبها , ما يعني المزيد من الضغوط والمعاناة والافقار للشعب السوداني , والتدهور وربما الانهيار التام للدولة .
وهذه الأخيرة هي أخطر ما يمكن أن تأتي به هذه الانتخابات . فلقد باركت هذه الدول الانتخابات الفائتة التي جرت عام 2010 , وباركت نتائجها رغم علمها التام بعدم مصداقية تلك الأنتخابات والغش والتزوير الذي صاحبها . وقد جاء حينها على لسان جيمي كارتر الرئيس الأسبق للولايات المتحدة , ومؤسس مركز كارتر للديموقراطية قوله أن الانتخابات (عام 2010) لا ترقى الى المعايير الدولية لكنهم يعترفون بنتائجها . ذات السيناريو سوف يتكرر في انتخابات أبريل 2015 , فقط تنتظر هذه الدول أن يقوم النظام بما يليه من دور المسرحية الا وهو أن يعد المسرح لقيام عملية الانتخابات , وتكمل هي الدور المنوط بها وهو مباركة النتائج لاضفاء الشرعية المطلوبة من الخارج . من المهم التنبيه هنا الى ان كل من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية قد أرسلو مراقبين للانتخابات رغم التحذيرات المتكررة من قوى داخلية وخارجية بعدم صدقية الانتخابات والمقاطعة الشعبية الواسعة لمراحلها الأولى , ما يؤكد النية المبيتة لكل من الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية بمباركة فوز البسير المعلوم والمحسوم سلفاً مهما اتسمت الانتخابات بعدم النزاهة وعدم المصداقية أما ان كانت الانتخابات نزيهة أو غير نزيهة فلا يهم . المهم أن تقوم الانتخابات بأي شكل وبأي ثمن مهما تكلف ذلك من تجاوزات وانتهاكات وتزوير وتضييق على الحريات والحملة المسعورة على فعاليات حملة "أرحل" .
لماذا هلع النظام من حملة "أرحل" :
هذا يفسر لنا مغزى الحملات المسعورة للنظام على فعاليات حملة "أرحل" , تكشف بجلاء الهلع من نجاح حملة مقاطعة الشعب للانتخابات التي يريدها النظام وأعوانه الامبرياليين مجرد مسرحية تضفي عليها القوى الخارجية المستفيدة من بقاء النظام مشروعية زائفة , تبارك نتائجها بفوز البشير الذي سوف يعمل على تنفيذ أجندتها خصماً على السودان وشعبه , كما فعل في الانتخابات السابقة حين قدم الجنوب قرباناً للأعتراف الدولي بنتائجها .
مقاطعة الشعب للأنتخابات تعني أن الجهات الامبريالية التي تنتظر اخراج المسرحية الهزيلة , سوف لن تجد الغطاء الذي تنتظره لاضدار مباركتها فوز البشير . إذ كيف يمكن أن تبارك نتيجة انتخابات لم يشارك فيها الشعب ؟ ماذا سوف تقول تلك الحكزمات لشعوبها حين تبارك انتخابات قاطها الشعب المعني بها ؟ سوف تجد هذه القوى المتربصة بالسودان انه قد أسقط في يدها , وان مصداقيتها أمام شعوبها وأمام العالم قد أصبحت في المحك , وليس بمقدورها ان تبارك نتيحة انتخابات لم تقم , أو قامت وقاطعها الناخبون , وسوف تضطر للأعتراف بفشل الانتخابات . يكون النظام بذلك قد فقد السند الخارجي الذي كان يعول عليه في إعطائة الشرعية الخارجية الزائفة التي يستميت في الحصول عليها , ليس من الشعب , بل من القوى الخارجية التي طالما ساندته تحقيقاً لمصالحها وخصماُ على حياة الشعب السوداني . يكون النظام قد فقد الشرعية التي يطلبها من الخارج بعد أن فقد ثقة الشعب الذي يرفضهم ويرفض أسيادهم الذين يقفون وراءهم يمتصون ثروات البلاد عن طريق عمالة نظام خائر خائب ضعيف يفتقد الشرعية الداخلية والتفويض الشعبي .
لذلك فان مقاطعة الانتخابات تكتسب مشروعية خاصة ليس فقط لهزيمة نظام جائر مستبد , بل أيضاً لأفشال مخططات الدول الأمبريالية المستفيدة من بقاء النظام وفضح نواياهم الخبيثة أمام شعوبهم وتعرية ممارسات النفاق والتشدق يشعارات الحرية والديموقراطية , بينما هم يدعمون بقوة الأنظمة القمعية الفاسدة التي تنكل بشعوبها وتمتهن الكرامة الانسانية .
خطوات عملية لأفشال الأنتخابات :
يجب أن يتحمل كل سوداني مسؤولية شخصية في العمل على مقاطة الانتخابات القادمة . ويكون ذلك بدعوة الأهل والعشيرة والأصدقاء والمعارف لمقاطعة الانتخابات وذلك للأسباب آنفة الذكر . لكن المسؤولية الأكبر تقع على ثلاث فئات هي الأكثر تضرراً من سياسات حكومة المتأسلمين , وهم : المغتربون , الشباب , والأحزاب والحركات السياسية المعارضة .
أولاً : المغتربون :
ظل المغتربون يشكلون عماد البيت الذي منع انهيار الأسرة السودانية , كما منع انهيار الأقتصاد الوطني . منذ أن رفعت الحكومة يدها عن كل شيئ , ظل المغتربون هم الداعم الرئيس لأهلهم وذويهم وللاقتصاد ككل . وهم الذين شردهم النظام من وظائفهم وحل محلهم منتسبيه فيما عرف بسياسة التمكين . كما ظل النظام يلاحقهم بشتى ضروب الأتاوات والضرائب دون مقابل أو خدمات , بل ان النظام يعاملهم معاملة "أهل الذمة" عليهم أن يدفعوا الجزية وهم صاغرون . وأن يدفعوا مبالغ فلكية لتعليم أبنائهم , وعلى امتعتهم وسياراتهم ضرائب ما أنزل الله بها من سلطان . ثم بعد كل ذلك يجدون المعاملة السيئة والتحقير بل والضرب من أزلام النظام . لكل ذلك وغيره الكثير من التعديات – يقع على المغتربين العمل بكل ما يستطيعون لأنجاح حملة "أرحل" ومقاطعة الأنتخابات . ونقترح الآتي :
1. على كل مغترب أن يطلب من أهله وعشيرته وأصدقائه ومعارفه مقاطعة الانتخابات استرشاداً بقوله تعالى "وانذر عشيرتك الأقربين" (صدق الله العظيم) .
2. من المتوقع (بل المؤكد) ان يقوم النظام بشراء أصوات الناخبين بحوافز تافهة – وجبة غداء أو سكر أو نحو ذلك . على المغتربين ارسال مبالغ لذويهم تكفيهم مؤونة الأيام البي يكون فيها الاقتراع , حتى لا يضطر البسطاء من الناس الى الانجرار وراء حوافز المؤتمر الوطني الرخيصة .
3. على المغتربين أن يبذلوا ما يستطيعون في هذه الأيام لأفشال خطة المؤتمر الوطني قي شراء أصوات الناخبين . يمكن أن يتم ذلك عبر ارسال مبالغ مالية مباشرة للأهل والأسرة والعشيرة حتى لا يقعوا تحت اغراء مال السحت الذي تبذله الحكومة – خاصة وأنهم هم الذين يدعمون أسرهم وأهلهم حين تخلت الدولة عن مسؤولياتها تجاههم –
4. إقامة الولائم والعزائم في بيوت الأهل ودعوة الناس للولائم بدلاَ من اهدار وقتهم في الذهاب الى مكان الاقتراع دون طائل . افضل لهم البقاء في بيوت الأهل حيث تقام العزائم ينعمون بالأكل الطيب والشرب والمؤانسة ومناقشة أمور حياتهم .
تشير التقديرات الرسمية الى أن هناك نحو 8 ملايين من السودانيين يقيمون في المهاجر في كل أصقاع الدنيا . بحساب بسيط اذا أرسل كل مغترب عشرة دولارات فقط لأهله في السودان لدعم حملة "أرحل" ومقاطعة الانتخايات , تكون الحصيلة الاجمالية 80 مليون دولار , ما يعادل 720 مليار جنيه سوداني , تساوي تقريبا عشرة أضعاف المبلغ الذي رصدته الحكومة لتزوير الأنتخابات . وإذا نجح كل مغترب في إقتاع أربعة أشخاص فقط من أهله وعشيرته المقربين بمقاطعة الانتخابات , يكون بذلك ان 32 مليون من جملة الشعب السوداني البالغ 33 مليون نسمة قد قاطعوا الانتخابات . المليون المتبقي يشكلون جماعة النظام وسدنته , والانتهازيين والأرزقية المنتفعين منه .
ثانياً : دور الشباب في مقاطعة الانتخابات :
الشباب السوادني هم ثاني أكبر المتضررين من النظام القائم وسياساته . فقد سدت أمامهم أفق التقدم وقتل الطموح ووئدت الآمال في نفوس الشباب الذي بطبيعته الوثابة يتوق للتقدم آملاً بمستقبل مشرق وحياة حرة كريمة حافلة بالعمل والانجاز . حياة الشباب السوداني اليوم تخيم عليها البطالة ويلفها الحرمان والظلم والجور والتفرقة التي يمارسها النظام ضد كل من لا ينتمي الى جماعته .
على الشباب رفع الظلم عن انفسهم بمقاطعة الانتخابات على النجو التالي :
1. الانخراط في تنظيمات أو مجموعات والتواصل مع بعضهم بعضاً لتكثيف العمل على مقاطعة الانتخابات .
2. استخدام وسائل الاتصال الحديثة لبث رسالة حملة "أرحل" ونشرها على أوسع نطاق .
3. مخاطبة الشباب والمعارف والاصدقاء واقناعهم بمقاطعة الانتخابات .
4. التنسيق مع ذويهم المغتربين واستلام المبالغ المرسلة منهم من الخارج (في الفقرة أعلاه) واستخدام هذه المبالغ في اقامة الولائم والعزائم كاستراتجية لصد الناس عن الذهاب لمواقع الاقتراع , وتحويل جو الانتخابات الى عرس وطني كبير تقام فيه الولائم ابتهاجاً بفشل الأنتخابات التي أريد بها تزييف إرادة الجماهير .
5. على الشباب القيام بدور الرصد الدقيق والتوثيق الآني لكل الانتهاكات التي يقوم بها النظام , ومراقبة مراكز الاقتراع مراقبة لصيقة ورصد كل ما يجري وارسال رسائل فورية لوسائل الاعلام .
6. على الشباب رصد كل من يدعم الانتخابات المزورة – سواء كانوا أفراداً أو تنظيمات أو مؤسسات رسمية او موظفين أو أعلاميين .
7. على الشباب تشكيل مجموعات تكون جاهزة وقادرة على حماية أفرادها حال الاعتداء عليهم من قبل زبانية النظام – وتوسيع نطاق عمل هذه المجموعات لتشمل كل أبناء الحي أو الحلة اذا استدعى الداعي للدفاع .
ثالثا : دور اللأحزاب السياسية والحركات المعارضة في مقاطعة الانتخابات :
1. على الأحزاب السياسية والحركات المسلحة والمدنية تعبئة كافة كوادرها لمقاطعة الانتخابات .
2. التنسيق بين القيادات والكوادر القاعدية ونشر رسالة حملة "أرحل" على أوسع نطاق بين عامة المواطنين .
3. اقامة الفعاليات والندوات للتنوير بمشروعية حملة "أرحل" وشرعية مقاطعة الانتخابات .
4. اقامة الولائم والعزائم في دور الأحزاب وبيوت قيادات العمل العام في القرى والأرياف والأحياء والمدن ودعوة الناس للاستمتاع بالأكل الطيب والشرب الحلال والأنس الحميم بدلاً من إضاعة وقتهم في الذهاب الى مراكز الاقتراع المضروبة .
5. تشكيل مجموعات من شباب الأحزاب والحركات للقيام بدور الحماية من اعتداءات زبانية النظام .
6. تقع على عاتق الأحزاب والحركات المعارضة توثيق خروقات النظام ورصد كل ما يجري .
كما سبقت الاشارة , فان مقاطعة الانتخابات تكتسب مشروعية خاصة ليس فقط لهزيمة نظام جائر مستبد , بل أيضاً لأفشال مخططات الدول الأمبريالية المستفيدة من بقاء النظام بفضح دور هذه الدول المتربصة التي تريد للنظام ان يجري انتخابات بأي شكل يعطي هذه الدول الغطاء اللازم لاصدار شهادتها بمباركة نتائجها رغم علمهم بتزوير الأرادة الجماهيرية وعدم نزاهتها , و حتى تضفي على النظام شرعية خارجية زائفة , ما يمكن النظام من الاستمرار في الحكم وخدمة الأجندة الأجنبية في تفتيت السودان وانهاكه ونهب ثرواته والاستحواذ على أراضيه .
د. أحمد حموده حامد
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.