نتنياهو وسيلفا كير شهدت الآونة الأخيرة محاولات إسرائيلية كبيرة للتغلغل داخل القارة الأفريقية بشكل عام، وفي دول حوض النيل بشكل خاص، ووصفها المراقبون بأنها على بعد خطوة بأن تصبح إحدى دول حوض النيل. وفي الوقت الذي تحتدم فيه الأزمة بعد بناء سد النهضة الإثيوبي مما سوف يؤثر على حصة مصر والسودان من المياه، إلا أن عددا من التقارير الإعلامية الغربية يربط بين دولة الاحتلال والسد، عبر تقديم الدعم المادي واللوجيستي ل"أديس أبابا" من خلف الستار، في محاولة منها لخلق دور بارز داخل القارة السمراء، ومن ثم السيطرة على مفاتيح التحكم. 1- تطبيع مع السودان وجاءت دولة السودان آخر محطات دولة الاحتلال، من أجل السيطرة على دول حوض النيل، وفي خطوة مفاجئة كشف وزير الخارجية السوداني إبراهيم الغندور الأسبوع الجاري عن التوجه لمناقشة «مسألة تطبيع العلاقات مع إسرائيل»، والتي سوف تطرح على جدول أعمال لجنة العلاقات الخارجية لمؤتمر الجوار الوطني السوداني، ليقرر الأعضاء إقامة علاقات "مشروطة" معها، بحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية، والإعلان الرسمي، على لسان وزير الخارجية، بأن السودان يمكن أن يدرس مسألة التطبيع مع إسرائيل، يتعارض مع نص الدستور السوداني الذي يحظر التعامل مع دولة الاحتلال الإسرائيلي. وبحسب المراقبين، ينتظر الجميع إعلان الخرطوم رسميا خلال الفترة القادمة عن تطبيع عملي للعلاقات مع دولة الاحتلال، والذي يمثل للدولاتين أهمية قصوى لإسرائيل من ناحية كسب موقع جديد داخل دول حوض النيل ال10 بعد كسب إثيوبيا، وتارة أخرى من ناحية أن الخرطوم تغازل الولاياتالمتحدةالأمريكية من أجل لفت الانتباه وتعميق العلاقات بين واشنطنوالخرطوم. 2- جنوب السودان وفي ظل إعلان الخارجية السودانية، عن دراسة تطبيع العلاقات مع الخرطوم تناسى المسئولون أن تل أبيب صاحبة اليد الكبرى في مخطط تقسيم السودان إلى دولتي الجنوب والشمال، من خلال دعم تل أبيب للحركة الانفصالية المسلحة قبل التوجه الدبلوماسي وإعلان الانفصال في يوليو 2011، إلا أن إسرائيل قدمت وعودا لحركة التمرد بالدعم حتى قيام الدولة، لذلك كانت إسرائيل هي الدولة الأولى التي يزورها رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت. 3- إثيوبيا رأس الحربة وبعد عدة عقود من العلاقات بين تل أبيب وأديس أبابا من خلال الاستفادات الاستخباراتية والعسكرية التي تقدمها إثيوبيا للعدو الإسرائيلي، ومن ثم تقديم دولة الاحتلال كامل الدعم ل"أديس أبابا" في بناء سد النهضة، إلا أن إثيوبيا لم تكتف بهذا القدر من العلاقات ومواصلاتها الإعلان عن مجموعة من الاتفاقيات الجديدة أعلن عنها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ماريم ديسالين، مع نظيره الإسرائيلي، على تعزيز العلاقات الثنائية بين إثيوبيا وإسرائيل لأعلى مستوياتها، والسماح لمزيد من الاستثمارات الإسرائيلية في بلاده. وناقشت إثيوبيا تعزيز العلاقات مع دولة الاحتلال خاصة في المجال العسكري في ظل شراء "أديس أبابا" الأسلحة المتطورة من دولة الاحتلال التي تشمل طائرات "دون طيار" وقطع غيار للطائرات الحربية.