تنظر المحكمة البريطانية العليا اليوم في طلب إطلاق سراح مؤسس موقع ويكيليكس الأسترالي جوليان أسانج وتسعى هيئة الادعاء لإبقاء أسانج -الذي سلم الأسبوع الماضي نفسه طواعية- خلف القضبان علما بأنه ينفي التهم الموجهة إليه ويعتبر أن دوافع سياسية تحركها بعد تسريب آلاف الوثائق السرية الأميركية على موقعه. وسيستجوب أسانج (39 عاما) بشأن اتهامات كيلت له في أغسطس/آب الماضي من قبل سيدتين ادعتا في إستوكهولم أنه حاول اغتصابهما. وقالت ممثلة الحكومة السويدية بالقضية المحامية جيما ليندفيلد أمام جلسة استماع في محكمة ويستمنستر الثلاثاء إن أسانج يواجه تهما خطيرة وإنه سيحاول الفرار إذا أطلق سراحه بكفالة. وتبلغ قيمة الكفالة المطلوب من أسانج تأمينها 200 ألف جنيه إسترليني (ما يوازي 316 ألف دولار) وقد قامت شخصيات تناصره بجمعها بينهم مخرج الأفلام الوثائقية الأميركية مايكل مور والمخرج البريطاني كين لوتش والصحفي جون بلغر. إجراءات أميركية في هذه الأثناء استمرت قضية تسريب وثائق الخارجية الأميركية من موقع أسانج في التفاعل حيث أعلنت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أنه سيتم تعيين منسق جديد لأمن الإنترنت في الوزارة للمساعدة في ضمان حماية المواد السرية. وجاء إعلان كلينتون عن تلك الخطط الجديدة ضمن المراجعة الرباعية للدبلوماسية والتنمية خلال اجتماع عقدته أمس مع موظفي وزارة الخارجية. وفي عملية أخرى أطلقت الحكومة الأميركية مراجعة شاملة لأمن الوثائق السرية والمراسلات الدبلوماسية منذ أن بدأ موقع ويكيليكس نشر وثائق سرية تابعة للخارجية الأميركية في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني. ويعتقد أن تلك الوثائق تسربت إلى ذلك الموقع عن طريق موظف حكومي. وفي موسكو دعا الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف جهاز الاستخبارات الخارجية الروسية إلى استخلاص الدروس من تسريبات المعلومات السرية التي كشف عنها موقع ويكيليكس كي لا تُرتكب مثل هذه أخطاء. غير التيار ونقلت وكالة الأنباء الروسية نوفوستي عن ميدفيديف قوله أمس -في كلمة ألقاها في الاحتفال الذي أقيم بمناسبة مرور 90 عاما على تأسيس جهاز الاستخبارات الخارجية- إن التيار المعلوماتي العالمي غير منظومة اتخاذ القرارات، وخلق مشكلات جديدة وتجلى بعضها في الشهور الأخيرة. وأضاف أن هذا أمر جيد بعض الشيء، حيث سيسمح للاستخبارات بتوظيف إمكانيات تحليلية إضافية ومعرفة كيف ينظر إليك منافسوك المحتملون، غير أنه أوضح أن ذلك يخلق صعوبات أيضا.